لحج نيوز/كتب:عبد الرحمن المحمدي - حسن باعوم.. محارب لا يستريح، منذ مطلع شبابه وهو يخوض معاركه مع الرفاق وفي شيخوخته مع نظام 22/ مايو.
في البدء خاض حرب مجنونة مع التأميم في ذلك العقد الغابر حبس خصومة وسحلهم وانتصر التأميم,فيما هزم باعوم ليزفه أبناء الضالع إلى خارج منطقتهم التي كان مأمورا عليها قبل أن يخوض حربه ضد القات، وقلعة الضالعين قبل أن يقلع شجرة قاتهم وها هو بعد 40 سنة من حرب الاستنزاف ضد شجرة القات يعود مجددا لتدشين ثورة من مجالس القات.
كان مع التأميم واليوم مع التعميم. تزعم الخارجين عن صف الوحدة ليقود الباحثين عن وحدة الصف ثم اكتشف أخيرا أنه بلا وحدة وبلا صف.
عندما أحتد الصراع بـ(عدن) كان ضمن الهاربين إلى صنعاء.. وعندما استقرت (عدن) كان من النازحين إلى عمان، واليوم يقود مجاميع في ردفان والضالع ضد نظام صنعاء وخليجي عدن ولا مانع لديه من تعكير مزاج الحكم في صنعاء ومن إقلاق السكينة في شوارع عدن.
تجرع الهزيمة أكثر مما تجرعت الهزيمة نفسها، وهزم مع سالمين قبل أن يقتل سالمين,وفر مع الزمرة قبل أن تعلن الزمرة انسحابها,ونزح مع المنسحبين قبل إعلان الوحدة,وهرب مع المنهزمين قبل انتهاء الحرب.
يحاول تصفية حزبه الاشتراكي ب(البروستريكا) متأثرا بنظرية رفيقه مسدوس.
انخرط مع الحراك فادخل النوبة السجن ليخرجه من جمعيات المتقاعدين، فك ارتباط النوبة مع زملائه وربطه بهيئة كان هو أول المتقلبين عليها.
فلا النوبة عاد مع المتقاعدين ولا باعوم أقتنع بالهيئة التي جعلت المتقاعدين لا يغادرون مقاعدهم.
في الضالع يتبنى مطالب المتقاعدين، وفي أبين يتحدث كواحد من السلاطين، فيما كان في المكلا قد بني مجده على أنقاض الأمراء والسلاطين.
أذاه حر الصيف بعدن فشكل مظله عنوانها الهيئة، لفحه البرد في يافع فأسس مجلسا لتحرير العسكرية,وفجعته وحدته بلا مناصرين في حضرموت فقسم الكيان الواحد الي كيانات والمجلس الواحد الي هيئات, ، وهو مع ذلك لا يزال يناضل ضد الوحدة داعيا لوحدة أخرى، تتبنى خطاب الكل نكاية بالجميع.
تخندق مع أكتوبر ضد لبوزة ومع الضالع ضد القات ومع التحرير ضد الجنوب ومع أبنائه ضد الشباب.
وعد البيض بتوحيد الحراك فقسم الكيان الواحد الموحد بحضرموت إلى ثلاثة كيانات, سلمه الفضلي مهام المجلس الثورة فاستلم مفاتيح السجن المركزي بالضالع، وحين حاول با معلم ترشيد الصفوف حاول أبنائه تأديب المعلم.
أسهل ما يمكن القيام به أن يقود رفاقه إلى السجن وكذا صناعة الخصوم.
يعشق الهتافات انتقاما من ذاكرته المعطوبة ويعجب بالشعارات نقمة بالتاريخ ويرفع اللافتات ليمزق الجغرافيا.
رغم أنه يؤكد للأطباء في الخارج بان الحراك لم يعد مقسما وأنه ما يزال يتذكر آخر بيانات مجلس الثورة ويحصى عمليات الجبهة القومية فيما لا يتذكر متى تناول آخر جرعته للعلاج في نفس اليوم.
يحتاج من يحقق معه إلى فترة نقاهة تزيد عن شهر، بينما يحتاج من يعالجه لجلسات كهربائية لأكثر من سنة.
أنه با عوم.. يفرح دائما بالاستقبال لكنه لا يتذكر أن من استقبلوه اليوم كان أجدادهم قد احتشدوا هكذا لترحيله قبل 40 عاما.
هو الوحيد الشاهد علي أن الزمن يمكن أن يعود إلى الوراء لذا يجيز استخدامه لمن لهم مصلحة في إعادة الزمن إلى الوراء.
إنه باعوم.. يتمتع برمزية لا علاقة لها بالثورة ولا رموزها، ويناضل في قضية لا تمت للوطن بصلة. لكنه يدق المسمار الأخير في نعش الرموز, كما يجلد الجبهة القومية بسياط السلاطين ويكوى جبهة التحرير بنار الأمراء, ويشعل الحريق عندما يخلد الجميع للنوم.
فيما يفضل هو أن يحتفي با انتصاراته المزعومة داخل أقبية السجون لأن النصر عنده سجن مظلم والهزيمة فضاء واسع.
إنه با عوم.. في مقبل العمر وبعد الثورة انتصر للكادحين فا استولى على قصر سلطاني مكون من خمس طوابق وحين وصل للطابق الأخير أعلن الحرب على الطبقات مستأثرا بجميع الطوابق.
ترك الكادحين يتسكعون في الشوارع والطرقات، يرفعون اللافتات مباركين حربه المقدسة في شوارع المكلا ضد الماضي بعدما ضمن تامين حاضره.
إنه باعوم.. حين انقسم الثوار على ثورتين أحدهما ثقافة صينية والأخرى بلشفية روسية، اختار أسوأ ما في التجربتين فحارب المزارعين بطريقة بلشفية وقاتل المثقفين ببنادق صينية, ولم ينته لفداحة أفعاله إلا وهو في السجن بناءا على رغبات انصار جميع الثورات.
ذلك باعوم لا جدوى من اعتقاله ولن يأتي استجوابه بجديد خصوصا وأنه لا يفرق بين ضابط التحقيق اليمني أو طبيب الفحص الصيني.
نسأل الله له حسن الختام ومن يحاول الشماتة فيه نقول إن إكرام موتى 1978م دفنهم.
لان النفخ في رفاه الموتى محرم
|