لحج نيوز/متابعات -
نجح فريق من العلماء من جامعة تكساس ومن أحد المعاهد العلميّة باكتشاف أحد أعقد الجزيئات العضويّة التي عُثر عليها ضمن المادة الواقعة بين النجوم حتى الآن (والتي توجد في ما يُسمّى بـ"الوسط البين نجمي"). فاكتشاف الأنثراسين - وهو مركّب كيميائي - يُمكن أن يُساعد في حل لغز في الفيزياء الفلكيّة يبلغ عمره عقوداً من الزمن حول كيفيّة تكوّن الجزيئات العضويّة في الفضاء.
قال أحد أعضاء الفريق: "لقد اكتشفنا هذه الجزيئات في سحابة كثيفة تقع في كوكبة حامل رأس الغول (برشاوس) على بُعد 700 سنة ضوئية من الشمس"، وقد أضاف أن الخطوة القادمة - حسب رأيه - هي التحقّق من وجود الأحماض الأمينيّة ضمن الوسط البين نجمي (الفضاء الذي بين النجوم). والجزيئات التي تُشبه الأنثراسين متطوّرة جداً، فعند تعرّضها للأشعة فوق البنفسجية وعندما تكون مجتمعة مع الماء والأمونيا يُمكنها أن تنتج أحماضاً أمينيّة ومركّبات أخرى جوهريّة لتطوّر الحياة.
وقال عضو آخر في الفريق: "قبل حوالي سنتين عثرنا على برهان على وجود جزيء عضويّ آخر في نفس المكان وهو "النفثالين"، إذا فكل شيءٍ هنا يُشير إلى أننا قد اكتشفنا حاضنة نجميّة غنيّة بمواد كيميائية متطوّرة". حتى الآن لم يُعثر على الأنثراسين إلا في النيازك، ولم يَسبق أبداً أن عُثر عليه في الوسط البين نجمي.
والأشكال المؤكسدة لهذا الجزيء منتشرة في الأنظمة الحيّة وهي نشطة حيوكيميائياً، والأنثراسين المؤكسد على كوكبنا هو مركّب أساسي لبعض أنواع النباتات ويملك خصائص مُضادّة للالتهابات.
وهذا الاكتشاف الجديد يدعو للاعتقاد بأن جزءاً غير يسيرٍ من مفتاح وجود المركّبات العضويّة على الكواكب الصخرية موجود في المادة البين نجمية. منذ الثمانينيّات عُثر على مئات المركّبات في طيف الوسط البين نجمي وعُرف الكثير عنها، لكن بدايتها ونشأتها لم تكن معروفة لنا حتى الآن. وهذا الاكتشاف يُشير إلى أنهم نتجوا من مركّبات هي بشكل أساسي الأنثراسين والنفثالين. وبما أن هذين المركّبين متوزّعان بشكل كبير في الوسط البين نجمي، فمن المُمكن أنهما لعبا دوراً في تكوين العديد من الجزيئات العضويّة الموجودة حالياً في نظامنا الشمسي وفي أماكن أخرى. |