لحج نيوز/صنعاء - الحوثيون يراهنون على الإنتقام من الجيش والشعب وصالح وحزبه وتحدث البعض عن ذلك منذ الوهلة الأولى لكننا لم نصدق وبدأت الحقائق تتكشف شيئا فشيئا فقط علينا ان نراجع الأحداث السابقة للعدوان على اليمن ومعاصرة مجرياته وأحداثه وقبل أن نحكم على هذه الحقائق الخطيرة يجب التأكد أولا من صحة هذا الواقع المرير الذي وصلت اليه اليمن والتي ستعتبر صادمة للكثير وخاصة من كانوا يعتقدون بأن جماعة الحوثي ضحية العدوان في حين أنها الحليف الأبرز له.
كان هادي هو الأداة الأولى للسعودية في تسهيل مهام دخول الحوثيين إلى صنعاء بعد أن إستقبلهم في عمران محتفلا بعودتها لأحضان الجمهورية ضمن مخطط تقسيم اليمن ليصبح الجنوب للحراك والشمال للحوثيين.
وبعدها تم اختلاق وضع هادي تحت الإقامة الجبرية في منزله ليقوم الحوثة بتهريبه إلى عدن لخلق مبرر اللحاق به بعد أن رفض الحوثة عقد البرلمان لقبول إستقالته.
تحرك الحوثة إلى الجنوب لإرتكاب أبشع الجرائم فيها بهدف خلق حالة من الكره والحقد لدى نفوس أبناء المحافظات الجنوبية ضد أبناء الشمال ليطالبوا بالانفصال.
لتسلم الجماعة الجنوب للاحتلال الإماراتي بدلا عن الجيش اليمني وبالتنسيق مع الجمهورية الإيرانية.
وقبلها تقوم جماعة الحوثي بعملية تمثيلية لاستفزاز السعودية بما اسمي بالمناورات العسكرية على حدودها.
فقدمت جماعة الحوثي للسعودية العديد من المبررات لشن عدوان متفق عليه مسبقا.
جاء العدوان على اليمن ليخدم الحوثيين من جميع الجوانب العسكرية والسياسية والاقتصادية والمالية وغيرها.
إستطاعت الجماعة أن تضع الرئيس السابق علي عبدالله صالح في الفخ بحجة مواجهة العدوان.
تحالف معها لمواجهة العدوان والتزم الصمت أمام قيام الجماعة بالسيطرة على العديد من الوحدات العسكرية والأسلحة المتنوعة.
وهو لايدرك بأن التحالف السعودي الحوثي يعمل على تدمير القوة العسكرية لليمن أحدهما بالقصف والتدمير والآخر بالنهب والسلب لما تبقى.
ليشاركا معا في تحقيق ما عجزت عنه السعودية منذ عشرات السنين.
ولم يتبقى مع صالح إلا الوحدات العسكرية المتبقية التي رفضت الإلتحاق بجماعة الحوثي بالإضافة إلى التأييد الشعبي الكبير الذي يقف إلى صف الرئيس السابق صالح وهو ما أزعج الحوثيين ليظهروا بالمقابل حشودا عسكرية في مداخل العاصمة تحت حماية طيران العدوان وليصبح الموقف الشعبي هو السلاح الأكبر ضد الحوثيين.
وقيام الجماعة بعد ذلك بالعديد من العمليات الاستفزازية ضد المؤتمر وقياداته وعناصره إبتداء باستهداف نجل صالح واغتيال القيادي خالد الرضي والاعتداء على محاميه محمدالمسوري والانتشار المسلح ومحاولة إشعال الإقتتال بينهم وهذه الأمور في حد ذاتها تؤكد بأن الجماعة تحتمي بالعدوان والا لما قامت بذلك خاصة وأن الإقتتال بين المؤتمر والحوثيين معناه سهولة الانقضاض عليهما من العدوان وسرعة اقتحام العاصمة صنعاء.
والذي قوبل من المؤتمر بحكمة وحنكة افشلت ذلك المخطط بنفي وجود أي خلاف مع الحوثيين.
من جانب آخر..
فقد إستطاعت جماعة الحوثي منذ بدء العدوان أن تكون لنفسها ثروة مالية مهولة من خلال سيطرتها على مؤسسات الدولة وعلى القطاع التجاري العام والخاص وأصبحت المقرات الرئيسية للشركات التابعة لأبرز القيادات الحوثي في الإمارات العربية المتحدة وحساباتها البنكية كذلك بالإضافة إلى عملية الاستيراد لمعظم البضائع من منتجات السعودية التي تغطي السوق المحلية.
ويقابلها أيضا تجارة متبادلة بين الجماعة وبين هادي وحكومته حيث أصبح كل منهم يستغل المناطق التي يسيطر عليها للنهب والسلب ليصبح أمر إيقاف العدوان في نظرهما إنتحار ويحرصا بكل طاقتهما على إستمراره وبقاء الحال كما هو عليه مع الإنفراد التام.
فالحوثيين يسعون للخلاص من حليفهم المؤقت المؤتمر ليجمعهم مع السعودية الهدف الأبرز وهو الخلاص من صالح.
وهادي يسعى للخلاص من حليفه حزب الإصلاح الإخوان المسلمين خاصة بعد التوتر الظاهر بين الإمارات والسعودية ضد قطر الداعم الأول للإخوان.
وإيران دورها واضح وصريح.
وخاصة بعد التلطيف السياسي بينها وبين السعودية والعلاقة الإماراتية الإيرانية كانت العامل المساعد في ذلك.
وزيارة مقتدى الصدر لمحمدبن سلمان أثرها السريع كان واضح وجلي في الإنقلاب الحوثي على المؤتمر.
وكأنهم يقولون سوريا لإيران واليمن للسعودية والإمارات.
ولاخوف من المد الشيعي بالنسبة للسعودية طالما وسيكون القرار الحوثي سعودي بعد أن تعهد محمدعبدالسلام في زياراته المتكررة للسعودية وقدمت سلطنة عمان الضمانات الكافية بذلك.
والضحية هنا..
هي الجمهورية اليمنية وشعبها التي ستتحول إلى نسخة إيرانية تحت حكم ولاية الفقية.
أي جمهورية صورية بلاديمقراطية.
الا ان الغالبية العظمى من الشعب اليمني يقف لهذه المخططات بالمرصاد وخاصة بعد ان انكشفت حقيقة الجماعة الحوثية.
واما السعودية لو تحقق للحوثيين ذلك بغبائها فستضع نفسها بين كماشة إيرانية من عدة جهات وستكون لقمة سائغة مستقبلا. |