لحج نيوز/بقلم:عابد المهذري -
بعد فضيحة القرار الجمهوري اياه الشهر الماضي .. اختفت صورة مدير مكتب الرئيس هادي عن شاشة التلفزيون .. لم نعد نرى نصر طه مصطفى بجوار الرئيس عبدربه منصور .

لكننا نشاهد اعماله و ممارساته خلف الجدران و في دهاليز القصر بعدما تقلصت صلاحياته و اهتزت الثقة به و صار السكرتير محمدهادي هو الكل في الكل .. بينما اصبح الزميل عبدالقادر محوري يقوم باعمال السكرتير الصحفي بدلاعن المبورد يحيى العراسي ..

لذلك وغيره عادت أصابع نصر طه لهواية اللعب في الخفاء .. عبر ألاعيب مزدوجة الهدف .. باثارة المشاكل في المكتب الرئاسي انتقاما من المشير الانتقالي و محاولة لايهامه بحاجته لخدماته لمواجهة الحملات الاعلامية والهجوم الثوري الذي لا يستبعد ان يكون للاستاذ نصر دورا رئيسيا يشكر عليه من خلال توريط الرئيس عبدربه في قضايا و اشكالات مزعجة و مستفزة للاوساط الشعبية و السياسية والاعلامية .

الرئيس السابق علي عبدالله صالح طوال فترة حكمه لم يتورط في التعامل مع طلب من شيخ مهما كان حجمه بذلك الشكل الذي تورط فيه هادي و هو يتجاوب مع رسالة الشيخ صادق الاحمر و يستجيب لتوجيهاته بتعيين شخصين بالاسم و الصفة بمنصب وكلاء محافظة.

موثقا بخط يده و توقيعه حقيقة انصياعه و تبعيته لمراكز القوى القبلية والعسكرية .. حيث بدى الرئيس الانتقالي مجرد موظف لدى ال الاحمر .. ينفذ اوامرهم و يسارع بتلبية التوجيهات و الطلبات التي يأتي من حضراتهم .

لو كان هناك مدير مكتب حريص على سمعة و موقف الرئيس لما تركه يوقع بتلك السذاجة على ورقة صادق .. كان بإمكانه التعامل معها بطريقة اخرى .. لكنه تعمد الزج به في هوشلية يعرف نصر ابعادها و يضمر النية لاستخدامها في المناسب .. وقد جاء مؤخرا بالتزامن مع تفاقم السخط ضد هادي بسبب قرار الباشا رقم 144 وفيه وجد الاستاذ نصر على ما يبدو ضالته .

كيف تسربت تلك الوثيقة الان و من يقف وراء تسريبها و من المستفيد .. هناك طرفين مشتبهين فقط .. مكتب الرئيس و مكتب باسندوة الذي صدر التوجيه الرئاسي اليه .. لانه يستبعد ان يكون صادق الاحمر او اصحابه هم المتورطين بالتسريب .. هذا ان كانوا يمتلكون اصلا نسخة منها .

في كل الاحوال .. يظل نصر مصطفى متورطا و متهما .. ان بصورة مباشرة او باهماله في واجباته و تقصيره بمهامه وعمله .

نصر يعبث في القصر .. بينما هادي و طاقم مكتبه يصدقون حكايات تنصت وتجسس و اختراق صالح .. متعامسين عن الغريم الحقيقي القريب جدا من الاحداث و الملامس لكل صغيرة و كبيرة تخص رئيس الحمهورية .

العبث في عمق مكتب هادي زاد عن حده .. اذا لا يكاد يمر اسبوع دون فضيحة رئاسية .. اما وثائق معيبة او قرارات مسيئة او قصص و معلومات تكشف ما لا يكشف .

ليست المرة الاولى و لن تكون الاخيرة .. المسلسل سيستمر ما دام الاختلال الحاصل في الاداء الرئاسي اداريا واعلاميا و بروتوكوليا لا يجد من يقيم الاعوجاج الذي تنعكس آثاره و تأثيراته على الوطن و البلاد و الشعب ولا تنحصر الاضرار في اشخاص نصر ومنصور .