لحج نيوز/صنعاء - كشفت مصادر معارضة عن حالة من الهلع والارتباك تجتاح صفوف قوى المعارضة اليمنية منذ السبت على خلفية انباء يتم تداولها في الأوساط السياسية عن تحضيرات لـ"حملة انتقامية وشيكة" تطول رؤوس التآمر المتورطة في محاولة اغتيال الرئيس صالح وكبار قيادات الدولة اليمنية بقذائف استهدفت مسجد دار الرئاسة خلال تأدية صلاة الجمعة.
وأفادت المصادر أن مقرات احزاب اللقاء المشترك في صنعاء وتعز وذمار وإب والحديدة خلت من اي عناصر قيادية عليا أو وسطية، وان الفوضى تسود أروقتها التي تحولت الى مقايل للقات لكل من هب ودب، مؤكدة إفراغ المقرات من الوثائق وأجهزة الحاسوب واختفاء جميع العناصر القيادية منذ يومين دون ان يعلم أحد بالأماكن التي توارت فيها أو وسيلة للتواصل معها، رغم أن معلومات متطابقة تشير الى فرار معظم القيادات العليا للخارج وتواري آخرين في أرياف المحافظات الوسطى.
وقالت المصادر: أن حالة الذعر سادت على خلفية انباء يتم تداولها بين الأوساط السياسية المعارضة عن "حملة انتقامية وشيكة"- على حد وصفها- يجري التحضير لها من قبل مجلس امني تم تشكيله عقب الحادث الإرهابي مباشرة، ويضم قيادات منتخبة من مختلف الأجهزة الأمنية وقوات النخبة الضاربة، أنيطت به مهام التحقيق في محاولة الاغتيال وبلورة خطط الرد الصارم على كل الجناة المتورطين.
وبحسب ما أدلت به المصادر المعارضة ذاتها فإن حالة الذعر والهلع ارتفعت بشدة في أوساط المعارضة بعد إذاعة نبأ مغادرة الرئيس صالح إلى المملكة العربية السعودية، حيث تساور المعارضة شكوك بان ثمة أمر بيته الرئيس صالح لهم، وأنهم يستبعدون نهائياً أن تمر الحادثة دون انتقام شديد خاصة وأن المصادر الرسمية هددت بعقاب وصفته بـ"عنيف ومزلزل".. الأمر الذي دفع المعارضة على أثره للزج بقواعدها التنظيمية لتصعيد عنف الشارع وتقديمهم "كبش فداء" يؤمن لها التواري في مخابئها.
وكانت مصادر خاصة كشفت لـ"نبأ نيوز" أن الرئيس صالح وخلال اسعافه للمستشفى عقب الحادث شدد على جميع القادة الامنيين بـ"عدم التهور"، ومنعهم من الانجرار إلى اي ردود افعال قد تفتح شلالات الدم، ووجه بتشكيل مجلس تحقيقي رفيع المستوى لتحري الحقائق..
وفيما كان مصدر رسمي رفيع قد اكد أمس الأول أن التحقيقات سيتم الانتهاء منها خلال ساعات، وهدد بـ"رد فعل عنيف ومزلزل"، فإن حالة السكون من قبل الدولة التي اعقبت الحادث تحولت الى مصدر هلع قوى المعارضة التي تدرك جيداً دهاء الرئيس صالح، وفي الوقت نفسه تعجز عن قراءة ما يدور في رأسه من خطط، غير أنها سبق ان رأت بام اعينها فعله حين انقلب عليه الناصريون في الشهر الأولى من حكمه فلم ينفذ أحداً من الانقلابيين..!
جدير بالذكر أن معظم القيادات العليا لقوى المعارضة كانت قد فرّت إلى الخارج خلال الأسابيع الثلاثة الماضية السابقة لموعد تنفيذ مخطط اغتيال الرئيس وكبار قيادات الدولة، تحسباً لما حدث فعلاً فمن فشل في إغتيال الرئيس، وما يمكن أن يسفر عنه من "رد فعل عنيف ومزلزل"!!
|