لحج نيوز:بقلم:إكرام الزرو التميمي -
في ظل اتساع المساحات وتعدد الأفكار والأحزاب والسياسات الموجودة بالعالم العربي واتساع الهوة بين تلك المساحات الشاسعة ما بين مؤيد أو معارض لما يطرح وفي شتى المجالات؛ تكثر التساؤلات وبفرض نفسها للالتزام بالحوار العقلاني مع الآخر ولا بد من مناقشة كل ساحة وبكل تفاصيلها على حدة ويكون لزاماً على الجميع التقيد باتساع الأفق ليكون طرح النهج أو السلوك للشعوب في أي دولة أو أي مجتمع خاضعاً لمعايير غير مخلة بالإيمان بعقيدتنا السمحة ما بين المندوب والواجب وما في ذلك من قوانين وتشريعات عالمية أو دولية وهنا تقرع الطبول وعند كل معضلة تزداد وترتفع وتيرة العنف في دائرة مفرغة تدخل فيها التجاذبات بين مختلف الآراء والكم الهائل من مدى واقعية ما يناسبنا ولا يناسب الآخرين وهنا نلجأ للحكمة ولأقل الأمور ضررا مشكلين نواة صلبه لبناء وتحقيق معالم الدولة المستقلة و مجتمعات خالية من العنف وبكل أشكاله وليس خافياً على أحد الأوضاع المأساوية التي يعاني منها من تطلهم دائرة العنف هذه السياسية منها أو الاقتصادية أو الإنسانية فكم هي طويلة معانات الشعوب التي تتعرض للحروب الدامية والصراعات باختلاف أوجهها العقائدية أو الاستعمارية أو المادية التي تفرض القوة ببسط النفوذ على ثقافات وماديات الدول المستضعفة وبشتى أنواع القهر مخلفين الدمار والموت بكل مكان .
وما كل ذلك إلا نزوة عارمة للوجه البشع للمحتل أو المعتدي سرعان ما سيهب ويتصدى لها من كان يؤمن بالعدالة ويرفض الاستسلام والخنوع للظلم حتى لو بعد حين وهناك تتبعها معضلات شتى اقتصادية تسبب انهيار مدخرات البلاد المعتدية والمعتدى عليها سويا بل وانهيار اقتصاد العالم ككل وهنا نتساءل كم من مليارات تصرف على تلك الحروب ؟ أما كان من الأجدى أن نعمر بها الأرض بالبشر والزرع والثمر وحصاد الخير والبركة بدل حصاد الموت والدمار وإهلاك الزرع والحرث والنسل وهنا على الدنيا السلام ووداع الأمن والسلم بلا رجعة لأنه صعب من بعد الموت الحياة بالأرض !؟
فالموت والجوع وارتفاع معدلات نسبة الفقر في تزايد ونضوب خيرات الأرض في تزايد مقلق ليس للشعوب فقط بل أيضا هي هموم مشتركة لمن يقطن على وجه البسيطة جمعاء فلذا من واجب أولويات السياسات التي يجب بحثها البحث عن السلام في الأرض ليشعر كل كائن حي بمعنى وجوده وماهية كينونته الدنيوية فما هي إلا مرحلة عابرة قصيرة من دار الفناء إلى دار البقاء والباقيات الصالحات خيرٌ وأبقى.
وقد تكون القضية الفلسطينية هي التي تشكل جل اهتمام العالم ومن عدة نواحي
ففلسطين بما تشكله من موقع إستراتيجي هام بالنسبة لموقعها الجغرافي أو مكانتها الدينية بصفتها مهبط الرسالات السماوية الثلاث وقد باتت مهددة بسحق الهوية وإبادة المكانة الدينية ومعالم التاريخ الصادق واستبداله بهوية وصبغة صهيونية حاقدة بهدف طمس الحقائق التاريخية لتغيير كل معالمها بتاريخ جديد وبعقلية المتطرف والإرهاب المحب للسيطرة بالقتل البشع واغتيال السلم والسلام.
ومابين سياسة المحتل البغيض الذي يهدف إلى تهويد وتزييف الحقائق, ما زال هناك الخطر الكامن أكبر بتزايد حدة الخلافات والاختلاف بالنهج والوسيلة وما هو الأمثل كي نستعيد وحدتنا القومية والعربية والفلسطينية والتي نحن الآن بأمس الضرورات الواجب توفرها كي نستطيع وضع إستراتيجيات وأجندة سرية غير معلنة على الملأ ولا نعترض على تعدد الآراء فيها واختلافها لا بشخوص ولا بتعدديات حزبية أو فكرية ,ولكنها يجب أن تكون عقلانية واسعة الأفق بالنظر لأولويات قضيتنا الفلسطينية حتى تحقيق مفهوم إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف دون إجحاف أو نكران من كائن من يكون بحقوقنا المشروعة وثوابتنا الوطنية ,وكم هو مستهجن ذر رماد نيران تحرق حوار ما أو مؤتمر قد طال تأجيل انعقاده وحان موعد التنازل فيه عن المصالح الخاصة أو شخصنة القضية لصالح أجندات أو أفكار متناثرة متناحرة ولربما تكون مصيبة أو خاطئة فالوطن أكبر وأحق بأن نعمل له بروح وفكر يلملم الشتات ويوحد النهج القويم والرأي السديد والتنحي عن الصغائر والتي إن بدت سنكشف بها نقاط ضعفنا وتشرذمنا فيطمع من هو متربص لوطننا وشعبنا بالتقوقع والتقاعس عن مسيرة الشهداء والأسرى والأحرار الذين يذلوا وما زالوا يبذلون بكل نفيس لصالح قضيتنا الفلسطينية .
فرفقا ًبنا يا رفاق الدرب ورفقاً يا أبناء الوطن بالأم التي تحنو على أبناءها وتخشى عليهم اللمم من صغائر الأمور ففلسطين تناديكم وتناشد ضمائركم بأن نعمل سوياً لتخليصها من نير المحتل المغتصب ولتكون كلماتنا ومنابرنا تداري وتحد من السلبيات ومعززة لما هو لصالح قضيتنا وليكن صوتنا واحداً نحو تحقيق ما لم نحققه من أهداف حتى النصر.