لحج نيوز/بفلم:نافع العطيوي -

عندما نشرت وسائل الأعلام المتعددة خبر تأجيل التصويت على تقرير القاضي غولدستون في ما يسمى مجلس الأمن الدولي بحجة عدم الإجماع الدولي وعدم ضمان الأكثرية بهذا المجلس، تناولت هذا الخبر العديد من الأقلام وردود الأفعال وتفاوتت بين مؤيد وشجب ومداهنة حقيقية والبعض لم يحظى بشرف الظهور إلا على مصائب أمته وكما قيل يا فرحة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ بمصيبة أهله أو قومه فتجد هؤلاء يكثرون من النعيق والصراخ هنا وهناك والمقصود من ذلك هو تشويه الحقائق من منهج عقليتهم التي أصلاً مشوهة من الطبيعة والسبب حب سلطوية الفرد والصلاة من أجله وبغض النظر عن الشعب وقضاياه المصيرية فالمكاسب الفردية أهم من ذلك بكثير لدى البعض وبغض النظر عن القيم والأخلاق والضمير في حال الحصول على تلك المصالح الفردية ، والبعض الأخر فضل السكوت احتراماً لقلمه ومكانته في المجتمع و الخطوة الأخيرة هذه قد تكون هي الأكثر من عملية لأن الأمر أنقضى وقد قرر من قرر وسلك الطريق الذي أراده دون الرجوع لأي مؤسسة دستورية تمثل كامل أطياف هذا الشعب ،في يوماً من الأيام دعي هذا الشعب وتحمل المشاق والعناء لأجل إنتخابات حرة كما يقال وإختيار من يمثله بهذه المؤسسات التي أثبت هذه الخطوة أنها مجرد دمى وهمية لا قيمة لها تبقى السلطة فردية وتقرر ما تشاء رغم وجود هذه المؤسسات الدستورية كما يشاع ويقال، أو إعطاء أي اعتبار لرده أفعال الجمهور ورجل الشارع العربي سواءً فلسطينياً أو على مختلف المستويات الرسمية عربية وإسلامية وحتى عالمية التي أعتبرها الكل ودون أي إستثناء سابقة خطيرة في تاريخ النضال الفلسطيني لم يسبق لها مثيل من قبل،أن تقوم و تطلب رئاسة بلد محتل بمحض إرادتها تاجيل التصويت على تقرير يدين عدوان همجي تعرض له أكثر من نصف شعبها للإبادة الجماعية وإستخدام أبشع أنواع الأسلحة وأشدها فتكاً ضد سكان عزل يعانون أصلاً من إنشقاقات داخلية و حصارات جائرة منذُ سنوات كانت وبالاً على المواطن العادي أفقدته القدرة وحرمته من أبسط حقوقه في الحياة و أصبح ضحية في ظل قيادات مفترسة جعلته يستجدي قوته اليومي من تجارة أنفاق مظلمة يراها بعين الحسرة والحرمان ولا يتمكن منها بسبب إرتفاع ثمنها بالرغم من حاجته الماسة لها الله المستعان.

العوامل والأسباب التي ساعدت بصدور تقرير القاضي/ ريتشارد غولدستون .

تقرير القاضي ريتشارد غولدستون جاء بدعم وضغط شعبي من الأحرار في أنحاء العالم التي ترفض الظلم والطغيان بشتى أنواعه ومصادره ومهما من كان يقف خلفه و منكرة هذه الجريمة الشنيعة بحق سكان مدينة غزة وما أرتكب بحقهم من هجمة بربرية التي تعد من أبشع الجرائم على مدى تاريخ البشرية وبالحقيقة أن هذه أول مرة نرى حشوداً من أنحاء العالم وبأعداد كبيرة ترفض هذه الحرب وإعتبرتها عمل غير إنساني أو أخلاقي وجريمة كبيرة بحق البشرية وإعتداء صارخ على مدنيين عزل لا علاقة لهم بأي عمل يخل في أمن أي بلد، و ليس بدعم دول كما يضن البعض التي تعودنا على المواقف الدولية في الصراع العربي الإسرائيلي كانت ولا تزال غير بناءة وغير جادة ،ولكن بسبب هذه الضغوط الشعبية رضخ الكثير من الدول بمسايرة هذه الجماهير والخضوع للرأي العام فأعلنت الكثير من الدول ومنها دول الإتحاد الأوروبي وبعض الدول المستقلة بحق بمساندة هذا التقرير، نصرتاً للقيم الإنسانية دون أي خلفيات أخرى أو إنتظار كلمة شكر من أحد.
فعندما شاهدت تصريح الرئيس الفلسطيني على فضائية العربية وقال لقد طلبت منا الدول العربية أن نؤجل التصويت على تقرير القاضي غولدستون وأنَ دولة فلسطين ليس عضو في هذه المنظمة حتى نضمن الأكثرية وأن التقرير يدين بعض القيادات الفلسطينية كما يدين الإسرائيليين بجرائم الحرب والإبادة الجماعية وإنني أمرت بتشكيل لجنة تحقيق في أسباب التأجيل،وبعد قليل جاء تصريح وزير خارجية قطر التي بادر في التصريح وقال تم التأجيل بناءً على طلب سيادة الرئيس عباس، وعلى ما أعتقد وعلم عندا لله كان لهذا البلد الأخير اليد الطولى في طلب هذا التأجيل لأن دبلوماسية هذا البلد اعتادت أن تنال شرف الظهور وتنشط كثيراً في حال جلب نكسة جديدة للأمة العربية حتى تكرسها وتجعلها أمر واقع ونافذ بل حقيقة واقعية تجعل الجمهور العربي يعيش حلقات فصولها ويتجرع مرارتها غبناً وقهراً،فظن سيادة الوزير أن الرئيس الفلسطيني سوف يسمي بلده بالاسم ويقول تم التأجيل بناءً على وساطة من دولة قطر فأطمئن ياسيادة الوزير لن يقولها فخامة الرئيس .

فيا فخامة الرئيس طلبكم تأجيل التصويت على هذا التقرير في مجلس الأمن وعندما شاهدكم الملايين على فضائية العربية يشعر المرء بموقفكم الضعيف و لا أحد يعلم جدوى تشكيل لجنة تحقيق في أسباب التأجيل لمدة ستة أشهر على هذا التقرير الذي على ما أعتقد أنها نهاية سعيدة أو موت رحيم لهذا التقرير و كذلك لا أحد يعلم من سوف يحقق معه ومن يكون كبش الفداء أو الضحية ونحن على مقربة من عيد الأضحى .

فكان من الواجب أن تدعون هذا التقرير يأخذ مجراه في مجلس الأمن حتى لو رفض التصويت عليه أو استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض الفيتو وحقيقي هذا المتوقع،واعتبار هذا التقرير كسابقاته من التقارير التي جمدت بمذابح سابقة كدير البلح ودير ياسين وصبرا وشاتيلا وغيرها من المذابح العربية الكثير

التي جميعها لم تمرر في مجلس الأمن بسبب الفيتو الأمريكي وأعتقد أن دماء هؤلاء ليس أزكى من دماء سابقيهم حتى يظهر مجلس هذا الأمن بصورته الحقيقية أمام هذه الجماهير التي ساندت الشعب في الفلسطيني وهو في أحلك الظروف العصيبة.

ولكن قراركم هذا يا فخامة الرئيس واستجابتكم لأراء وإملاءات بعض الساسة أجهض أمال شعبكم و أمال كل البشرية التي لا يزال ضميرها حي ومحبة للإنسانية

والسلام والتي كانت ولا زالت شاهدة على الجريمة البشعة دون أن ترى هذه الجماهير مجرماً يقف أمام العدالة الإنسانية بسبب قراركم الغير مبرر.

نافع العطيوي ..........الرياض .

مدير عام ملتقى أدباء ومشاهير العرب

مدير عام منبر أباء ومشاهير العرب.

[email protected]