4795 يوما
ً
منذ تمرد المنشق علي محسن
ً

قصيدة (الــجــبــــال) للراحل الأسطورة محمد عبد الاله العصار
لحج نيوز
السعودية وكابوس الغباء السياسي
بقلم/ عبدالملك العصار
العالم يتكلم هندي !!
بقلم / عبدالرحمن بجاش
هادي ورقصة الديك
بقلم د./ عادل الشجاع
التهريب.. جريمة تدمر الفرد والمجتمع وخيانة بحق الوطن ..؟
بقلم/طه العامري
مابين الوطنية والخيانة ..
بقلم / طه عزالدين
نصيحتان في أذن المجلس السياسي الأعلى ومحافظ البنك المركزي بن همام
بقلم / عبدالكريم المدي
ما هو السر المخيف في هذه الصورة ؟
لحج نيوز/متابعات
فتاة تتحول لإله في نيبال لأن رموشها مثل البقرة
لحج نيوز/متابعات
طفلة الـ10 أعوام.. أنجبت طفلاً وانكشف المستور!
لحج نيوز/متابعات
فتيات اليابان غير المتزوجات لم يمارسن الجنس من قبل... لماذا؟
لحج نيوز/متابعات
ماذا يعني وجود "نصف قمر صغير" على أظافرك
لحج نيوز/متابعات
قبل عيدالأضحى .. لماذا حذرت سلطنة عمان النساء من استخدام الحناء السوداء ؟
لحج نيوز/متابعات
مصريّة تقتل زوجها بمساعدة عشيقها بعد أن ضبطهما في أحضان بعض في غرفة نومه
لحج نيوز/متابعات
لحج نيوز - ليس يكفي في هذه الأمة أن نصوم رمضان، ونحتفل بعده بعيد الفطر.
كل عام وأنتم بخير...
في أيلول ، وما أدراك ما شهر أيلول، يأتي عيد الفطر المبارك، بعد أن سبقه شهر رمضان الكريم. وشهر رمضان،

الجمعة, 18-سبتمبر-2009
لحج نيوز/بقلم:د .محمد ناصر -



ليس يكفي في هذه الأمة أن نصوم رمضان، ونحتفل بعده بعيد الفطر.
كل عام وأنتم بخير...
في أيلول ، وما أدراك ما شهر أيلول، يأتي عيد الفطر المبارك، بعد أن سبقه شهر رمضان الكريم. وشهر رمضان، وعيد الفطر، من المناسبات التي تذكر المسلمين في كل أنحاء الأرض بما يجمع بينهم لا بما يفرقهم. وتذكر العرب أيضا وبالذات بما يجمع بينهم، لا بما يفرقهم..
فالدين الإسلامي، حين نزل على هذه الأمة، واتخذ لغتها لغة لقرآنه، كان يهدف إلى حكمة أسمى من أن لا نأخذ من الدين الحنيف إلا طقوسه وحدها. وبهذا المنطق فانه ليس يكفي في هذه الأمة أن نصوم رمضان، ونحتفل بعده بعيد الفطر.
فالطقوس دائما تخدم هدفا. وحين يصوم المسلمون جميعا في شهر واحد، ويفطرون في موعد واحد.. فلاشك أنه من صفات هذه الحكمة، أن يتذكر المسلمون ما يجمع بينهم، لا ما يفرقهم..
ولكننا رأينا الأمة العربية ـ وأغلبيتها الساحقة من المسلمين، وحتى غيرهم من أهل الكتاب قد صهرهم التراث الإسلامي ـ أقول رأينا الأمة العربية تمر بالشهر المعظم والصراعات بين الدول التي قامت في هذه الأمة على أشدها، والخلافات بينها مستحكمة، والقطيعة بين أوصالها تفاجئنا كل يوم في مكان مختلف من بين أرجائها.
.. ونردد قول شاعرنا المتنبي: عيد بأية حال عدت يا عيد!
فلاشك أن العيد إذا كان حمل إلينا ـ أو إلى بعضنا ـ بهجة خاصة، ومسرات شخصية، إلا أنه لم يحمل إلينا، أو إلى الذين يتأملون أمور أمتهم، أي شيء يحمل على البهجة، أو لا يدعو إلى الحزن والأسى.
وفي أيلول هذا الذي يأتي فيه العيد هذا، ترد مناسبة أخرى من نوع آخر، مناسبة دنيوية، ولكنها أيضا تذكرنا أو يجب أن تذكرنا نحن العرب بما يجب أن يجمع بيننا، لا بما يفرقنا.
إنها مناسبة أيلول الأسود 1970 والصراع العربي الذي احتدم بين الأشقاء ، ذكرى مجازر صبرا وشاتيلا ..
إننا نذكر من أيلول كيف احتدم صراع الأخوة على الراضي الأردنية ، وهذا ليس شرف ولا نصر لأحد على الآخر ، بل هزيمة كانت تضاف إلى هزائم العرب ونذكر كيف وقف العرب مشدوهين وكيف وقف المرحوم جمال عبد الناصر مصدوما لأن الذي جرى وحرمان يصف في خانة مصالح العدو الصهيوني وتشفي الأعداء منه.. ونذكر.. ونذكر..
ولكن حين نلخص هذا كله، فإننا نقول: انه كان لحظة من لحظات التاريخ التي اجتمعت فيها كلمة العرب، وتوحدت إرادتهم، لرأب هذا الصراع الغير سوي والذي أدمى قلوب كل فرد في هذه الأمة العربية .
قد تختلف الأسلحة، وتتراوح السبل والإمكانيات، ولكن العبرة الكبرى كانت في وحدة الكلمة، ووحدة الإرادة.
يومها اهتز العالم العربي والإسلامي بأكمله. وبدا وكأنه يستيقظ من سبات عميق على حقيقة جديدة: أن ما يتشدق به العرب من حرصهم على وحدة الصف العربي لم يكن جدياً، وأن ما يوحد إرادتهم يمكن أن لا يصبح حقيقة.
وبدأ العالم كله يعيد حساباته معنا، ويتأمل صورتنا في ضوء جديد، سواء من أراد بنا خيرا أو من أراد بنا شرا، سواء من كان رد فعله أن يكون صديقا لنا، أو من كان رد فعله أن يكون عدوا، متربصا بنا.
وأيلول صبرا وشاتيلا كان قاسياً ومؤلماً على الشعب الفلسطيني وتنظيماته الفلسطينية ، وانكشفت فيه مصداقية القوى الكبرى وأوروبا بالذات حينما اقترفت أشنع مجزرة عرفها القرن الماضي وبدم بارد أزهق ت أربه ألاف روح فلسطينية ولبنانية وبدون وازع ضمير للقائمين على المجزرة من شارون حتى القوات اللبنانية واليمين اللبناني المتصهين آنذاك .
أما التنظيمات الفلسطينية جميعها فلم تكن بحجم المجزرة بعد حدوثها ، اللهم بالشعارات والتنديد والوعيد الذي ما فتئ الفرد الفلسطيني يسمعه حتى يومنا هذا ، والمتمثل بالوعيد بالرد والأخذ بالرد القاسي والموجع ، وعيش يا كديش . وما زلنا ننتظر ؟!!
في كتابات بن جوريون، مؤسس إسرائيل، إنه منذ بدأ نضاله لتأسيس إسرائيل، ورغم أن العرب كانوا ممزقين محتلين خاضعين، إلا أن هاجسه المستمر كان: ماذا لو قام فيهم من يشبه كمال أتاتورك الذي وحد صفوف الأتراك المنهزمين، يلم شعث العرب ويوحدهم وراءه؟ ماذا يبقى لإسرائيل؟
ولكن هذا كله، كان في عمر الزمن لحظة.
لحظة مرت علينا كالحلم المجيد، وعلى أعدائنا كالكابوس الثقيل، وها هو 6 أكتوبر يعود بعد ثلاث سنوات فقط، وقد عادت خلافات العرب أشد مما كانت، وتمزقاتهم أعنف، وأدمى..
في علم التاريخ الحديث، توجد نظرتان مختلفتان إلى تاريخ الأمة العربية..
هناك من يرى أن تاريخ الأمة العربية خلال 1400 سنة، أي منذ وحد الإسلام دينها وتراثها ولغتها وقيمها، الأصل فيه ـ في هذا التاريخ الطويل ـ هو التوحد لا التعدد، والتوافق لا التنافر. بدليل تلك المئات الطويلة من السنين، التي كانت الأمة العربية فيها تدعو في كل عواصمها لخليفة واحد، سواء كان أمويا أو عباسيا أو فاطميا أو عثمانيا.
وهناك من يرى العكس تماما. ويقول هذا الفريق من المؤرخين، إن الأصل في تاريخ الأمة العربية هو التعدد لا التوحد، وهو التنافر لا التوافق.
فمعظم فترات الخلافة الواحدة كانت سلطة الخلافة فيها شكلية، معنوية، في حين كانت الدول تقوم وتسقط في مختلف أطراف العالم العربي، والإمارات والولايات تتحارب. وكثيرا ما كان التناحر بينهم اقوى من التناحر مع خصم مشترك لهم، كملوك الطوائف الذين فقدوا الأندلس عن هذا الطريق، وكالتصدعات التي حدثت في قلب المشرق العربي أبان الحروب الصليبية، فكنا نرى من يحارب أخاه العربي المسلم ولو متحالفا مع الغزاة القادمين من أوربا.
وفي احد مؤلفاته، نجد أبا إيبان وزير خارجية إسرائيل السابق، وهو استاذ تاريخ بحكم مهنته الأصلية، يضغط على منطق هذه النظرة الثانية حتى النهاية.
فالشرق الأوسط في نظره ـ لأنه يفضل استخدام الاسم الجغرافي السياسي للمنطقة لا الاسم القومي ـ هذا الشرق الأوسط، الذي هو شرقنا العربي، تاريخه تاريخ تعدد وتنوع في كل شيء. أي (موازييك) بالتعبير الانجليزي والفرنسي، وهو ذلك النوع من الحجر المتعدد ألوانه.
تعدد في الأديان.. فكل دين من هذه الأديان انقسم عبر التاريخ إلى مذاهب كثيرة، طالما قامت بينها الخلافات والحروب. حتى أن كنيسة القيامة ـ مثلا ـ فيها مكان للحجاج المسيحيين الكاثوليك، وآخر للبروتستنت. وثالث للارثوذكس.. في عدد قليل من الأمتار المربعة.
وتعدد في الأجناس.. فهي منطقة متوسطة من العالم، وزاد من أهميتها قديما إنها كانت مهد الأديان، فتدفقت عليها دائما موجات الغزو وموجات الهجرة على حد سواء.. ففيها القبائل العربية الأصل، وفيها بقايا الصليبيين الأوربيين، وفيها من جاءوا من أطراف آسيا، ومن وفدوا من المغرب الأقصى.. إلى آخره.
وأبا ايبان بالطبع، كسياسي هنا وليس كأستاذ تاريخ، يستخلص من ذلك ان قيام دولة يهودية ليس بالأمر الغريب. وليس بالجسم الطارئ على المنطقة، وليس بالحادثة التاريخية العابرة التي ليس لها سوابق.
ولست من الذين يحبون تملق عواطف القارئ. ولا أرى من المفيد أن نتجاهل الحقائق إذا كانت لا تعجبنا.
ولكن، مع ذلك، فان هذا المنطق فيه مغالطة واضحة..
فالفرق شاسع جدا، بين التعدد والتنوع، بالمعنى الذي اعتادته المنطقة كثيرا، وربما عبر صراعات مضنية راح أوانها، أي تعدد وتنوع التعايش والتسامح بين الأديان وبين المذاهب وبين الأصول العرقية القديمة التي تذوب مع الزمن في بوتقة حضارية منسجمة، وبين تعدد بمعنى قيام دولة على أساس الغزو، وطرد شعب من أرضه، واستئصاله، بل ومحاولة إبادته. دولة تقوم فوق ذلك على أساس أسطورة هي وحدة العنصر اليهودي ونقائه، يستوي في ذلك يهود اليمن ويهود المغرب ويهود بولندا ورومانيا والاتحاد السوفييتي.
دولة إسرائيل، لا تطرح على المنطقة النوع المألوف فيها من التعدد والتنوع.
فرق بين فئات يهودية كانت تتعايش مع العرب في شتى أقطارهم، أو حتى كانت تأتي لتعيش بالقرب من أراض مقدسة لديها، شأنها شأن سائر الأديان والملل والنحل.. وبين (دولة )عنصرية، مغتصبة، مغلقة على وهم عنصري وديني، تعتمد سياسة التوسع والغزو والاستئصال وتريد أن تظل منتمية إلى تراث بعيد جدا عن المنطقة، آت من أوربا أو أمريكا أو روسيا. بهذا المعنى ستبقى غريبة، ملفوظة من جسد المنطقة، حتى ولو عاشت قرونا، غير صالحة لأن تدخل حتى في منطق التعدد والتنوع الخاص بالمنطقة، لأنها في الحقيقة رأس حربة غازية، كما حدث للدويلات اللاتينية التي أقامتها الحروب الصليبية، حقبة طويلة من الزمان.
أما وقد استبعدنا فكرة التعدد والتنوع في حياة المنطقة العربية، بالمعنى الذي يريد أن يثبته أبا ايبان، وكثيرون غيره من المستشرقين الذين لا يرون العالم العربي إلا من منظار معين خاص بهم، فإننا نعود إلى طرق فكرة التعدد والتنوع في ذاتها.. بعيدا عن التزييفات الإسرائيلية والاستشراقية.
إذا كنا نقول بأن الدين الإسلامي، هو أكبر عنصر ساهم في تكوين الأمة العربية، وبناء تراثها، وتشكيل مجموعة القيم الأساسية التي توجه حياتها.. فإننا نلاحظ بعد ذلك أن الدين الإسلامي، جاء ليتجه لا إلى شعب معين أو جنس خاص، بل انه اتجه إلى (الناس كافة).. أي انه افترض قيام التعدد والتنوع من الأساس.. في الذين دخلوا أو سيدخلون في دين الله أفواجا.
وفي التعاليم الإسلامية ـ في هذا المجال ـ أمران أساسيان، يكمل احدهما الآخر..
المبدأ الأول: هو قال به القرآن الكريم .وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ... وهو ما يؤكد ما سبق ذكره من افتراض تعدد الشعوب، أو الأجناس، أو الجنسيات، أو القوميات.. مهما كان التعبير الشائع في هذا العصر أو ذاك.
والمبدأ الثاني: هو قول القرآن الكريم أيضا .إن أكرمكم عند الله اتقاكم .، وقول النبي صلى الله عليه وسلم لا فضل لعربي على أعجمي الا بالتقوى . أي أن تعدد القوميات أو الشعوب، أقلية كانت أو أغلبية، لا يخل بمبدأ المساواة بينها.
معنى هذا إن الإسلام وضع في صميم تراث الأمة العربية القبول بفكرة التعدد والتنوع من ناحية، وعدم إخلال ذلك بحق المساواة بين الفئات المتعددة من ناحية أخرى.
بهذا المعنى، نجد بالفعل، أن تاريخ العالم العربي، هو تاريخ تعدد وتنوع.. فالهجرات متوالية، وحركة السكان على نطاق واسع لم تنقطع عبر العصور بين شتى أرجاء الأرض العربية، ففي الشام والعراق نجد قبائل جاءت من الجزيرة العربية واندمجت في سكان البلاد الأصليين، وفي مصر نجد قبائل عربية جاءت حتى قبل الإسلام، وجاء إليها الفاطميون من المغرب، والأيوبيون من آسيا، والمماليك من جبال جورجيا وغيرها.. عناصر صهرتها كلها مصر.
وبقيت في كثير من البلاد العربية أقليات دينية أو عنصرية، بقيت لها (خصوصيتها) في أشياء كثيرة، ولكنها تكلمت كلها اللغة العربية، وتأثرت كلها بالتراث العربي المشترك، فكان التعدد هنا عنصر إثراء لحياة الأمة وعاداتها وتقاليدها، وليس عنصر أضعاف.
وهذا هو المهم..
فالذين يحاولون التأكيد على الفوارق في الأصول الضاربة في التاريخ ويحاولون أن يجعلوا هذه الفوارق مبررا لعمليات التقسيم والتجزئة في الأمة العربية، هم الذين يسيرون ضد حركة التاريخ. وهم الذين يريدون بهذه الأمة وبهذه المنطقة شرا. هذا معنى ما يدعو إليه ابا ايبان حين يقول إن تاريخ المنطقة تاريخ تعدد وتنوع، وما قصد إليه بعض مفكري الانعزاليين في أحداث لبنان، حين حاولوا استرجاع صفات فينيقية أو غيرها، مما تراكمت فوقه عبر العصور طبقات فوق طبقات من التغيرات السياسية والاجتماعية، حتى صارت (بالتعبير الجيولوجي) أشبه بحفريات قديمة مدفونة في باطن الأرض.
والدعوة الصهيونية، في جوهرها، هي هذه الدعوة، وهدفها من تفتيت الأمة العربية هو هذا الهدف.
كذلك، فان الذين يتجاهلون وجود هذا التعدد والتنوع، ويرفضونه، إنما يتجاهلون الواقع.
أما السبيل الذي نراه صحيحا لهذه الأمة.. فهو القائل بأن وجود التعدد والتنوع، الاغلبيات والأقليات، في شتى أنحاء الأمة العربية، أمر موجود، ومصدر غنى وإثراء لأمتنا.. ولكننا في نفس الوقت لا نعمل على تعميق هذه الفوارق، ولكن نعمل ايجابيا ـ وانطلاقا من روح المساواة التي جاء بها القرآن ـ على تفاعل هذا التعدد وانصهاره، بشكل صحي، وتلقائي، في إطار من حرية العقيدة، وحرية الرأي، وان الأفضل بيننا هو الأتقى.
لقد تأسست الصناعة الحربية العربية من مساهمة عدة دول عربية مؤسسة للصناعات الحربية العربية.
وحتى الآن لا نعرف عن نشاط هذه المؤسسة شيئا.. وليس من المفروض أن نعرف إلا بعد مضي وقت كاف، يسمح بظهور النتائج.
ولكن هذا الموضوع أتذكره دائما، حين اقرأ عن انجازات إسرائيل وبالذات في هذا المجال.
فإسرائيل، في شعورها السوداوي، بأنه مهما كان لها من أصدقاء، فإنها عرضة لان تقف يوما بمفردها دون صديق، انطلقت من يوم قيامها، في البدء بإنشاء صناعات حربية خاصة بها، مهما كانت صغيرة، أو تكميلية.
فهي تسبقنا، زمنيا، في هذا المجال، بما يقرب من عشرين سنة.
ولكن العبرة المهمة، هي أن إسرائيل ركزت في هذا الجانب العسكري، على تصنيع الأجهزة الدقيقة المستقبلية، التي ستكون هي التي تحدد قيمة السلاح وفعاليته، في المستقبل.
وإلى جانب الهدف العسكري، وهو الأساس، كانت تحرص على أن تقيم صناعاتها العسكرية، قدر الإمكان، على أسس اقتصادية سليمة أيضا.. حتى لا يكون ما تنفقه مجرد مال يتبدد في الهواء.
ركزت أولا على السلاح العادي الخفيف، أداة كل جندي مهما كان، فأنتجت رشاش (عوزي) وأتقنت صناعته حتى صارت دول أوربية كثيرة ـ فضلا عن دول من العالم الثالث ـ تشتريه لجيوشها.
ولعلنا لم ننس بعد، يوم انطلقت رصاصة طائشة من رشاش احد جنود الحراسة، في طائرة كيسنجر خلال رحلاته المكوكية بين عواصم الشرق الأوسط، فقد ظهر انه رشاش عوزي.. ودهش الناس حين علموا انه حتى أجهزة الحراسة الأمريكية السرية تستخدم هذا الرشاش.
وركزت إسرائيل دائما على أجهزة التوجيه والتصويب وغيرها من الأجهزة الالكترونية الشديدة التعقيد، والتي هي مجال التنافس الحقيقي بين الدول صانعة السلاح اليوم، لأنها الأساس في فعالية أي سلاح من الدبابة إلى المدفع إلى الطائرة والصاروخ.
ومنذ قامت إسرائيل ركزت على صناعة الطيران، بوصفه اخطر واهم أسلحة المستقبل. وركزت صفوة علمائها فيها، وفيما يلحق بها مما ذكرناه من أجهزة الكترونية، حتى صار هذا النوع من الصناعات هو اكبر صناعة في إسرائيل كلها، من حيث المال الموظف فيه، ومن حيث عدد العاملين، وأيضا من حيث قيمته في التصدير.
فقد تمكنت إسرائيل أولا من صنع الطائرة (آرافا).. طائرة نقل عسكرية صغيرة، لا تحتاج لمطارات كبيرة، ويمكن أن تستخدم في النقل المدني، كما يمكن أن تستخدم في عمليات أخرى مثل رش المبيدات على الحقول المزروعة، وكانت عينها في هذا على إمكانية تصديرها إلى كثير من البلاد الجديدة في أسيا وإفريقيا، حيث تنعدم وسائل النقل البري، وحيث يهتمون برش الأدوية والمبيدات.
ومنذ سنوات أعلن عن إنتاج إسرائيل لقاذفة مقاتلة عسكرية هي الطائرة (كفير). وهذه الطائرة هي التي ارتكبوا بسببها حادث سرقة رسوم وإسرار طائرة الميراج الفرنسية، عن طريق سويسرا، حيث جرت المحاكمة المشهورة حول هذا الموضوع. وقد بدأت إسرائيل في بيع هذه الطائرة لدولة جنوب إفريقيا العنصرية آنذاك قبل انتهاء الفصل العنصري فيها ، التي يضيق من حولها حبل المقاطعة الاقتصادية والعسكرية يوما بعد يوم.
صحيح إن إسرائيل تستعين في هذا التقدم بسرقة أدق أسرار الصناعة الحديثة من الخبراء اليهود المنتشرين في أنحاء العالم، ورسميا، وسريا، من دول غربية كثيرة، وصحيح أيضا ان لديها نسبة عالية من العلماء والعمال الفنيين.
ولكن المؤكد ان البلاد العربية لديها من الخبراء العلميين في هذه المجالات من لا يقلون عددا ولا نوعا عما لدى إسرائيل. ولكن المسألة هي مسألة (تنظيم علمي) للعمل، ووضع جدول أولويات سليم يطابق حاجات الدول العربية بالذات، والربط بين الخبراء العسكريين والخبراء المدنيين في هذا المجال وإعطائهم نفس درجة الثقة. فقد فشلت محاولات سابقة أو تعثرت في بلاد عربية لا لسبب الا لانعدام هذا التخطيط، وهذا التنظيم العلمي للعمل، المنزه عن الهوى، الذي يتمكن من الإفادة من كل طاقة في مكانها الصحيح.
قدرت الدوائر المالية الغربية مجموع ما أنفقته الدول العربية على شراء الأسلحة بمبلغ ثمانية ألاف مليون دولار في سنة واحدة.
وهذا الرقم طبعا، يمثل ما اشترته الدول العربية من الأسواق الأوربية والأمريكية للسلاح. ولا يدخل فيه قيمة ما اشترته هذه الدول من الاتحاد السوفييتي أو المعسكر الشرقي. وان كان ليس من الإسراف أن نقدر ما انفق في هذا السوق بما لا يقل عن نصف ما انفق في السوق الغربية، أي أربعة ألاف مليون دولار أخرى.
ومعنى ذلك ان ما أنفقته الدول العربية من أموال على شراء الأسلحة بلغ 12 ألف مليون دولار خلال سنة واحدة.
أي ألف مليون دولار في الشهر!
ونحن طبعا نعيش في عالم حافل بالأخطار! ومن جيران العرب من يتسلحون حتى الأسنان! وفي قلب عالم العرب إسرائيل المدججة بالسلاح، والتي مازالت تحتل أراضي أكثر من دولة عربية!
ومع ذلك، لا يملك المواطن العربي نفسه من التساؤل: كم من هذه الأموال انفق على أسلحة ليس لها ضرورة عملية، وإنما تمت تحت وطأة سعي الغرب إلى أن يأخذ منا بالشمال ما نأخذه منه ثمنا للبترول باليمين؟ وكم من هذه الأموال انفق في إطار من (التكامل والتنسيق) العسكري العربي، ولو بدرجة معقولة، وكم منها أهدر لعدم وجود هذا التنسيق، وبالتالي عدم انعكاس بعض هذا السلاح على (مجمل) القوة العربية المسلحة؟ وكم من هذا السلاح ذهب حيث يدفع الأذى عن وطن، أو يواجه تهديد عدو خارجي، وكم منه ذهب في التناحر العربي الداخلي؟
لهم في كل انتخابات صفقة كبيرة.. يخرجون بها!
أولئك هم الصهيونيون.. والانتخابات هي انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة.
والأمثلة طبعا أكثر من العد والحصر..
ولكن آخر الأمثلة:
موقف جونسون في التواطؤ ضد العرب في حرب 1967، وتعهده المسبق لإسرائيل بأن أي قرار لوقف إطلاق النار من مجلس الأمن، لن يصدر مصحوبا بالعبارة التقليدية وهي (عودة القوات المتحاربة إلى خطوطها السابقة).. مثل هذا في ظل انتخابات آخر سنة 68، قبل ان ينسحب، تحت وطأة فشله في فيتنام.
موقف نيكسون في انتخابات سنة 1972، حين غير درجة التسليح الأمريكي لإسرائيل تغييرا (نوعيا) فوق التغيير (الكمي) إلى درجة لم يسبق لها مثيل.
وجيرالد فورد في خضم انتخابات 1976، واجهونه بقرارات من الكونجرس تحاول كسر طوق المقاطعة الاقتصادية العربية لإسرائيل..
وكارتر ، شنوا عليه حملة عشواء بسبب كتابه عن الفلسطينيين والصراع العربي الصهيوني ..
والحملات ضد العرب والمسلمين ما زالت مستمرة .
هم يصنعون الحدث ونحن نسير ونطنطن به ولا نفعل غير الاستنكار والسباب والأسف .؟؟!
واليوم في أيلول يستصرخ الأقصى وجعه والتفريط به ، ومن إحكام السيطرة الصهيونية على مدينة القدس من أجل تهويدها ، وابتلاع الأقصى ، فأين وجعنا من وجع الأقصى وأين أفعالنا من أجل القدس ، أم بالصراخ والتضرع لله فقط راجين أن يحميها ، هو إرادة الفعل المتبقية لنا .
ارسل هذا الخبر
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر

التعليقات:

الاسم:
التعليق:

اكتب كود التأكيد:




جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (لحج نيوز)