لحج نيوز/ نور باذيب - عدن - كشفت مصادر في الحراك الانفصالي عن فرار عدد كبير من العناصر القيادية الانفصالية- في مقدمتهم قادة الصف الأول للحراك- باتجاه ملاذات جبلية وعرة، وذلك على خلفية تسرب أنباء تؤكد إطلاق أيدي القادة الأمنيين الميدانيين للتعامل مع حيثيات الواقع دون العودة للقيادة المركزية، وتوسيع صلاحياتهم على نحو أثار الذعر في صفوف الحراك.
وأكدت المصادر: أن الأنباء التي سرت في أوساط الحراك مطلع الأسبوع الجاري كإشاعة، ما لبثت أن حملتها قيادات الحراك في الضالع ولحج محمل الجد في اجتماعهم مساء يوم الاثنين الماضي، وقد توارت عن الأنظار منذ تلك اللحظة مع عدد من القيادات الوسطية، وقطعت جميع اتصالاتها، مسببة بإرباك شديد للحراك استغلته بعض العناصر الوصولية لشغل الفراغ بطريقة استفزازية.
وأضافت: أن شهود عيان أكدوا رؤية بعض قادة الحراك، منهم صلاح الشنفره وشلال علي شايع، وهم يفرون بسيارة "حبة" باتجاه منطقة "السلقة" في "جحاف"، فيما تتناقل عناصر الحراك معلومات عن فرار "ناصر الخبجي" وآخرين إلى قرية "الدرب" بمنطقة "الأزارق"، مشيرة إلى الاستياء الشديد جراء هروب هذه القيادات دونما أي إشعار لقواعدها بأنها ستختفي.
وقالت: أن ثمة شعور بالإحباط تولد عن ذلك التصرف، الذي اعتبره كثيرون تصرف أناني، وبعيد عن روح التضحية والشعارات التي ظلت تلك القيادات ترفعها وتدفع بالبسطاء حطباً لها لتجني هي ثمن دمائهم.. علاوة على أن فصائل الحراك حملتها مسئولية الفوضى السائدة حالياً، بسبب تنافس بعض العناصر على مركز الصدارة..
وأرجعت المصادر سبب فرار تلك القيادات إلى أنباء يتداولها الحراك تفيد بأن توجيهات عليا صدرت خلال الأيام القليلة الماضية تم بموجبها إطلاق أيدي قادة الوحدات الأمنية- التي غالباً ما كانت تلقي باللوم فيما يرتكبه الحراك على صناع القرار الذين يكبلون أيديها.. علاوة على أن التوجيهات الجديدة شملت ربط المستقبل الوظيفي لقادة الوحدات بمدى قدرتهم على القضاء على الحراك وقادته، وتعزيز الإمكانيات المالية والبشرية لهذه الوحدات، واستقطاب وتجنيد أعداد كبيرة من المخبرين السريين من أبناء نفس مناطق الحراك لرصد تحركات قادة الحراك، ووضع طائرات مروحية في حالة جاهزية قصوى للانقضاض عليهم- طبقاً لما تداوله الحراك مؤخراً، سواء في لقاءات قادته أو بعض الكتابات التي نشرتها مواقع انفصالية.
وفي الوقت الذي لم تستبعد العديد من فصائل المجلس الأعلى للحراك أن تقدم صنعاء على هكذا إجراءات، فإن أتباع المجلس الوطني يصرون على أن ما تردد ليس إلاّ إشاعات يبرر بها قادة المجلس الأعلى "جبنهم وهروبهم المخزي"، ملمحين إلى اتهامهم بالتواطؤ مع السلطة، وخذلانهم "الجنوبيين كلما صعدوا من احتجاجاتهم واشتد حماسهم..."!!
جدير بالذكر، أن هذه الأنباء تأتي بالتزامن مع تصعيد السلطة لحدة لهجتها ضد الحراك الانفصالي، والذي أكد الرئيس صالح مؤخراً أن الجيش هو من سيقضي على القوى الانفصالية- في تلميح فهمه المراقبون على أن السلطة بصدد الانتقال إلى الحسم المسلح، خاصة في ظل تغييرات واسعة في صفوف القادة العسكريين والأمنيين، وإيلاء مسئوليات الوحدات في المناطق الساخنة إلى ضباط "جنوبيين" يتقنون لغة الردع القاسي التي تفهمها العصابات الانفصالية المسلحة..!!
"نبأ نيوز" |