لحج نيوز/الرياض: معيض الحارثي -
شهدت مدينة الرياض ومحافظاتها أمس أمطارا غزيرة مصحوبة برياح وعواصف شديدة اقتلعت العديد من اللوحات الإعلانية والأشرعة والخيام المنصوبة في بعض المواقع والأشجار ، إضافة الى تساقط العديد من الإشارات المرورية.
واحتجزت السيول آلاف السيارات في عدد من الطرقات, وتسببت في عشرات الحوادث المرورية وسط استنفار الجهات المختصة التي هرعت بآلياتها للمواقع المتضررة لإنقاذ المحتجزين, وتنظيم حركة المرور وتوجيه السيارات نحو الطرق الآمنة, فيما تسببت الأمطار في انقطاع التيار الكهربائي عن بعض المواقع ومن بينها أجزاء من حي الوادي شمال الرياض.
وبدأت الأمطار قرابة الثانية ظهرا وامتدت لساعات, تخللها سقوط حبّات البرد "الثلج" في بعض فتراتها, وتوقفت حركة السير بشكل تام في بعض الطرق نتيجة ارتفاع منسوب المياه بشكل كبير وطفحها فوق الأرصفة وغمرها للسيارات التي تعرض العشرات منها لعطل وتوقفت محركاتها وسط الشوارع بسبب سوء التصريف.
الدفاع المدني
وساهمت التحركات السريعة لآليات الدفاع المدني في مساعدة المحتجزين في بعض المواقع, فيما ساهمت رافعة "شيول" في إنقاذ المحتجزين وسط المياه التي غطّت جزءا من الطريق المؤدي لمخرج عثمان بن عفان "شمال الرياض" حيث نقلت الرافعة عددا من قائدي السيارات التي غمرتها المياه وأخرجتهم إلى بر الأمان, فيما تواجدت دوريات المرور التي وجه أفرادها السائقين بعدم المرور بالطرق التي غمرتها السيول مما ساهم في اختناقات مرورية كبيرة في بعض الطرق اضطر معها بعض السائقين لعكس الاتجاه للخروج من الازدحام.
بحيرات مياه
وتحوّل عدد من المواقع في الأحياء إلى بحيرات, وامتدت المياه إلى التقاطعات وتسببت في شل الحركة المرورية في عدد من الشوارع ومنها خالد بن الوليد وامتداد مخرج 9 وأجزاء من حي الشهداء والازدهار وغيرها.
وفور توقف الأمطار خرج البعض لتفقّد مقتنياتهم وإصلاح ما خلفته الأمطار والعواصف من أضرار،خاصة اقتلاعها للمظلات والأشجار المجاورة لمنازلهم وسقوطها على سياراتهم المتوقفة في الخارج.
سوء تصريف
وأبدى عدد من المواطنين استياءهم من سوء تصريف المياه، وقالوا إن الأمطار لم تستمر لوقت طويل إلا أنها خلّفت كل هذه الأضرار، فكيف لو استمرت لساعات طويلة مما ينذر بكوارث قادمة في حال لم تتخذ الجهات المختصة احتياطاتها ويتم تصريف المياه بالشكل المناسب لتجنّب كارثة جديدة على غرار ما حدث في جدة العام الماضي.
وقال المواطن مبارك الدوسري إن سوء التصريف في العديد من الشوارع حوّلها إلى مصائد للسيارات وتسببت في عطبها، مشيرا إلى أن ضعف البنية التحتية للتصريف ساهم في تراكم المياه في بعض المواقع وتحوّلت إلى مستنقعات تعطّلت فيها محركات بعض السيارات وأدى ذلك إلى اختناقات مرورية كبيرة طوال فترة هطول الأمطار رغم التواجد الملحوظ لبعض سيارات أمانة الرياض التي يحاول موظفوها فتح مجاري تصريف المياه وشفط المياه المتراكمة في بعض المواقع, ومن بينها الجزء الواقع على طريق الملك عبدالله "شرقا" بين شارع خالد بن الوليد "إنكاس" وشارع الحسن بن حسين الذي رصدت "الوطن" ضعف التصريف فيه وتراكم المياه في الشارع حتى سفحت فوق الأرصفة وسط مطالبات مرتادي الطريق وأصحاب المحلات الواقعة بالقرب من المكان بإيجاد حل لهذه المعاناة التي تتكرر مع أول هطول للأمطار ولو كانت بكميات قليلة.
وقال المواطن فهد المالكي إنه تفاجأ بسقوط سيارته في حفر عميقة أثناء سيرها مع بعض الطرقات الممتلئة بمياه الأمطار التي لا يتم تصريفها بسرعة, مؤكدا تعرض سيارته للعطب خاصة أجزاء التوازن والمكابح "الفرامل" وسيضطر لزيارة الورش الصناعية لصيانتها.
وتسبب هطول الأمطار على شرق الرياض في إغلاق نفق طريق خريص مع تقاطع خالد بن الوليد بعد أن تجمعت المياه في النفق وتسبب في غرق عدد من السيارات كما امتلأ تقاطع طريق خريق مع شارع حسان بن ثابت بالمياه وتسبب في إعاقة السير، كما امتلأ شارع الأمير بندر بشرق العاصمة.
من جهته، أوضح مدير العمليات وغرفة التحكم بمرور الرياض الرائد إبراهيم أبو شرارة لـ"الوطن" أنه يتوجب على قائدي المركبات في حالة هطول الأمطار التوقف على جانبي الطريق، مبيناُ أن شمال وشرق الرياض تعرضا لأمطار غزيرة تسببت في إغلاق عدد من الأنفاق والطرق وسقوط عمود كهرباء في الطريق الدائري الشرقي مخرج 9 ، داعياً المواطني0ن إلى أخذ الحيطة والحذر.

فتح باب التطوع بالدفاع المدني
أعلنت المديرية العامة للدفاع المدني عن فتح باب التطوع للمشاركة في تنفيذ أعمال الدفاع المدني في كل مناطق المملكة.
وقالت المديـرية في بيـان لـها أمـس إنه رغـبة في إتاحة الفرصـة للمواطنـين للمشاركة في خدمة هذا الوطن من خلال الإسهام التطوعي في حماية الأرواح والممتلكات العامة والخاصة أثناء مواجهة حالات الطوارئ بما يساعد على التقليل والتخفيف من آثارها، فقد تم فتح باب التطوع للمشاركة في تنفيذ أعمال الدفاع المدني.
ودعت المديرية المواطنين الراغبـين في الالتحاق بالعمل التطوعي على أعمال الدفاع المدنـي إلى تسجيـل بيانـاتهـم بشـكل مبدئـي ضمـن الموقـع الإلكتـروني على شبكـة الإنترنت .
أمطار الرياض تتسبب في 243 حادثاً مرورياً..وتعطل الدراسة اليوم
نفى مدير إدارة مرور الرياض العقيد عبد الرحمن المقبل لـ « المدينة « ما تردد حول انهيار أحد الجسور في مدينة الرياض جراء الأمطار الغزيرة التي هطلت على العاصمة أمس ، مشيرا إلى أن إدارة التحكم والسيطرة لم يردها أي بلاغ بهذا الخصوص.
وأوضح المقبل أن المعلومات المؤكدة لديه هو مجرد انهيار جزء بسيط لنفق تقاطع طريق الملك عبدالعزيز مع طريق الإمام محمد بن سعود الذي يخضع لصيانة منذ عدة أسابيع . مؤكدا أن الجزء المنهار هو جدار استنادي للجسر الرئيسي ، مشيرا إلى أن الرمل المخصص لعملية الصيانة الذي كان فوق الجسر سقط نتيجة لهطول الأمطار الغزيرة والعواصف الرملية إلى داخل النفق ، ولم تحدث أية إصابات أو أضرار في الممتلكات نتيجة هذا الانهيار . وشدد المقبل على عدم الالتفات للإشاعات وتلقي المعلومات والأخبار الدقيقة من وسائل الإعلام الرسمية سواء مقروءة أو مرئية أو مسموعة، موضحا أن الوضع المروري الحالي للرياض هو الاستقرار المبدئي .وأوضح مدير إدارة مرور الرياض أن كمية المياه الكبيرة في ذلك النفق أجبرتهم على تحويل حركة السير إلى المسارات الخدمية ، وذلك تفاديا لحصول حوادث مرورية أو تعطيل لحركة السير وحفاظا على سلامة الأرواح والممتلكات .وعلى الصعيد ذاته كشف مدير إدارة التحكم والسيطرة بمرور الرياض الرائد إبراهيم أبو شرارة لـ» المدينة « عن تلقي غرفة العمليات لـ( 5) آلاف اتصال حتى إعداد هذا التقرير، مشيرا إلى أن عدد البلاغات الواردة أثناء هطول الأمطار فقط وصلت إلى (509) بلاغات، منوها أن هذه البلاغات تعد عامة وليست محددة لحوادث معينة ، أما بالنسبة للحوادث المرورية التي وقعت يقدر عددها بـ(243) حادثاً .وأشار أبو شرارة إلى أن أخطر الحوادث المرورية كانت على طريق ( الرياض – مكة ) السريع الذي شمل حدوث إصابات بليغة ناجمة عن السرعة الزائدة والتي لم تمكن السائق من السيطرة على المركبة .
وأوضح أبو شرارة أن جميع أقسام المرور استنفرت طاقاتها مؤكدا أنه لم يسمح لأي موظف انتهى عمله بالخروج والبقاء في العمل الميداني حتى تستقر الأوضاع وتعود إلى حالتها الطبيعية ، موضحا أن عدد الدوريات المرورية المتواجدة في الميدان أكثر من (210) دوريات .
من جانبه اكد المتحدث الرسمي بوزارة التربية والتعليم الدكتور فهد الطياش لـ"المدينة" ان صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود وزير التربية والتعليم قد وجه بتعطيل الدراسة في مدارس التعليم العام اليوم( الثلاثاء ) في مدينة الرياض، وذلك نظراً لما تتعرض له مدينة الرياض من أمطار غزيرة وعواصف رعدية وفرصة لاستمرارها بحسب توقعات مصلحة الأرصاد وحماية البيئة وكذلك نظراً للتحذيرات الواردة من مديرية الدفاع المدني .
واوضح الطياش ان هناك توجيهات لادارة التربية والتعليم بحصر اضرار المدارس التي قد تعرضت لأضرار حيث سيقوم فريق بجولة على المدارس المتضررة .
نفت سمو الأميرة الدكتورة الجوهرة بنت فهد، مديرة جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن في تصريح لـ» المدينة « ما تداولته بعض المواقع الالكترونية والمنتديات عن احتجاز عدد من طالبات الجامعة نتيجة العواصف الرملية وهطول الأمطار الغزيرة على الرياض، مؤكدة أنها أشرفت بنفسها ووكيل الجامعة الدكتور وليد المهوس وموظفات وإداريات الجامعة على عملية خروج الطالبات في أوقات الذروة خاصة مع الازدحام المروري الذي تشهده الرياض عادة وفي أوقات العواصف الرملية الشديدة.وأوضحت أن بعض الطالبات استقللن الحافلات التي وفرتها الجامعة لنقلهن بدلا من انتظار أولياء أمورهن لأوقات طويلة خاصة وأن إدارة الدفاع المدني حذرت من خروج المواطنين والمقيمين من منازلهم إلا في الحالات القصوى.

التويجري : (10) طائرات عمودية تشارك في الإنقاذ
استنفرت جميع فرق الدفاع المدني بالرياض أقصى طاقاتها في سبيل إنقاذ العديد من الحالات التي احتجزتها السيول والعواصف التي اجتاحت العاصمة أمس ، ويأتي ذلك إنفاذا لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض.أكد ذلك لـ» المدينة « مدير عام الدفاع المدني الفريق سعد التويجري، مشيرا إلى أن طيران الإخلاء التابع للدفاع المدني باشر العديد من الطلعات الجوية لمواجهة مثل هذه الظروف بـ(10) طائرات عمودية، ولكن سرعان ما توقف بعضها نتيجة للأجواء السيئة التي تعصف بالرياض ، مضيفا أن إدارة الدفاع المدني عقدت اجتماعا فوريا بمشاركة الجهات ذات العلاقة تحسباً لأي طارئ.
وأوضح التويجري أن عمليات الدفاع المدني باشرت العديد من البلاغات نتيجة احتجاز أشخاص جراء كثافة الأمطار التي هطلت ولم تسجل أي إصابات بشرية حتى لحظة كتابة الخبر .

الأمانة تستنفر جهودها بانتشار (40) فريق عمل
استنفرت أمانة منطقة الرياض جهود أفرادها وطاقمها للمشاركة في إعادة الأوضاع إلى طبيعتها بعد اجتياح عاصفة رملية مصحوبة بأمطار شديدة .
وشهدت شوارع الرياض وميادينها الرئيسية تواجدا مكثفا لفرق ودوريات الأمانة حيث انتشرت عربات شفط المياه من الأنفاق . وأوضح عبدالله المطيري مشرف إحدى فرق الأمانة الميداني أن توجيهات سمو أمين منطقة الرياض الأمير الدكتور عبدالعزيز ابن عياف تقضي بسرعة توجه جميع العاملين إلى المناطق المتضررة جراء السيول والأمطار ، وتنفيذ الأعمال اللازمة بحفظ الأمن والسلامة .وأشار المطيري إلى أن الفرق الميدانية للأمانة بلغت ما يقارب (40) فريقا يضم مهندسين ومشرفين وعمالة للوقوف على الأضرار الناجمة ، وفتح تصاريف السيول وتحويل مجراها إلى أنابيب التصريف المجاورة لأماكن الضرر ، وإزالة كافة العقبات التي تحول دون وصول فرق الإنقاذ والدفاع .
رجل ترك أهله في السيارة وطلب النجدة سباحةً
- طائرات للدفاع المدني والإسعاف الطائر التابع للهلال الأحمر حلق في سماء الرياض للمساعدة في عمليات الإنقاذ.
- تراجعت العديد من مركبات الدفاع المدني الخاصة بالإنقاذ عن الدخول في الأنفاق.
- تكاتف الجهات المشتركة وإظهار أفرادها لروح فريق العمل الواحد.
- توقف العديد من المتجمهرين أعاق جزءا من عمل جهات الإنقاذ.
- محاولة العديد من أصحاب السيارات الدخول والمغامرة في مجرى مياه الأمطار.
- رجل ترك أفراد عائلته بسيارته الغارقة وهرع لطلب المساعدة سباحة.
- وجود عدد من العمالة الوافدة يحاولون إنقاذ أصدقائهم سائقي “الليموزينات” العالقين وسط الأنفاق.