لحج نيوز/كتب:عبدالله ناصر بجنف -
من الصعب ان نجد دارسات وبحوث تقييمية عن اليمن باللغة الإسبانية وان توفر فانه نادر جدا, هذه اللغة رسمية في 20 دولة ويتحدث بها أكثر من 567 مليون نسمة في انحاء العالم , القيت لمحة على كتاب اليمن كلمة السر المنسية في العالم العربي صادر باللغة الإسبانية من تأليف الدكتور فرانسيسكو بييغا أستاذ التاريخ المعاصر في الجامعة المستقلة في برشلونة محلل سياسي وخبير في شؤن جنوب شرق اوروبا وتركيا والدكتورة ليلى حمد ساهونيرو باحثة في قسم الدراسات العربية والإسلامية في الجامعة المستقلة في مدريد والدكتور اغناسيو غوتييريس دي تيران أستاذ في قسم الدراسات العربية والإسلامية في الجامعة المستقلة في مدريد . الكتاب عبارة عن دراسة علمية واكاديمية وتحليلية للوضع السياسي في اليمن للفترة من عام 1911 الى 2011 بعد جهد سنوات كثيرة في التعمق في بنية وتركيبة وتأثير القبيلة ودورها في مراكز اتخاذ القرار في السلطة وقوتها ومكانتها في المجتمع اليمني وتم جمع المعلومات من مراكز الدراسات الإسترتيجية والعسكرية والعلاقات الدولية في الجامعات وهيئات البحوث والدراسات. الجهل بتاريخ اليمن السياسي قد تقودنا الى جهلنا بان اليمن يعتبر حقل تجارب سياسية في الوطن العربي ومسرح للصراع الاقليمي باعتباره المفتاح الاستراتيجي والحيوي لاهم ممرات النقل والمعابر البحرية في العالم وفي نفس الوقت يحتل المرتبة الثانية في حيازة الأسلحة الأوتوماتيكية في العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية وحسب الارقام التي يتم تداولها في الوقت الراهن يوجد اكثر من 60 مليون قطعة سلاح بيد المواطنين وخاصة القبائل وهذا العدد قابل للازدياد بعد اندلاع الحرب وازدهار تجارة السلاح مما ادى الى فشل الدولة المركزية والتي فقدت السيطرة على اجزاء كبيرة من اراضيها, الحروب من السهل ان تندلع ولكن من الصعب ايقافها لتخوف الأطراف المتحاربة للواقع الجديد التي قد تفرضة نتائجها جغرافيا واقتصاديا وسياسيا وقبليا واجتماعيا ولن تعود الأوضاع كما كانت عليه في السابق وخاصة بين الشمال والجنوب.
300 صفحة يختزل أحداث ووقائع والعديد من المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية في اليمن شمالا وجنوبا, نجد بعض ملامحها قائمة وخاصة لطبيعة التركيبة القبلية المعقدة للمجتمع اليمني في ظل غياب سلطة مركزية قوية قادرة على مواجهة تنامي نفوذ القبيلة والتي تحتكم فقط لاعراف وولاءت منذ قرون من الزمن ,تتقلب فيها مصالحها في المكان والزمان.
في هذا الكتاب الفصل المتعلق حول علاقة اليمن الديمقراطية بالاتحاد السوفيتي حيث اراد السوفييت بناء حلف في القرن الافريقي مكون من الصومال واثيوبيا واليمن الديمقراطية ولكن حرب أوغادين في سبتمبر عام 1977 بين الصومال وإثيوبيا افشل هذا المشروع, اليمن الديمقراطية ساندت إثيوبيا في هذه الحرب حيث فقدت 100 جندي يمني ديمقراطي .
في اكتوبر عام 1979 زار وفد من اليمن الديمقراطية العاصمة السوفيتية موسكو وعند لقائة أليكسي كوسيغين اشتكى من رداءة وفساد كمية كبيرة من الأسلحة السوفيتية الغيرر قابلة للاستخدام بسبب مناخ اليمن الديمقراطية الحار جدا وخاصة في فصل الصيف حيث يحتاج الى اسلحة استوائية تتلائم مع مناخة وكان رد كوسيغين قاسي عندما قال بان اليمن الديمقراطية ليس لديه ما يقدمة للسوفييت وحذرهم من تجنب التدخل في شؤن دول الجوار. كما تطرق الكتاب الى فشل ثورات الربيع العربي وميلاد خريف ساخن مليء بالاحداث والصراعات الدموية والتي اتخذت طابعا طائفيا تمهد لتقسيم وظهور دويلات وأقاليم جديدة في منطقة الشرق الأوسط تنسجم مع المصالح الإقليمية والدولية , ثورة فبراير 2011 في اليمن كانت ثورة شباب فقدت الأمل بحكم دام لعقود لم يستطيع ان يوفر لهم فرص متكافئة بالرغم من انها اجبرت الرئيس السابق علي عبدالله صالح على ترك السلطة ولكن بقت الصورة الخلفية للنظام السابق يتحكم بمقدرات البلد الاقتصادية والعسكرية كما أسهمت الأحزاب في افشال ثورة الشباب من خلال المماطلة والدخول في مفاوضات طويلة هدفها الأساسي تقاسم مفاصل السلطة كما فشلت لعدم وجود طبقة متوسطة بالمقارنة مع تونس والتي توجد فيها طبقة متوسطة متطورة نوعا ما وجيش موحد, اما اليمن ليس لديه جيش موحد والولاءات تخضع للقبيلة والتي تتيمز بتقاطع وتقلب مصالحها.
اليمن كلمة السر المنسية في العالم العربي تظل مدفونة من الصعب فك شفرتها. كتاب قيم يستحق التمعن في كل محتوياته وهي إضافة جديدة للمكتبة الإسبانية والعالمية واحد المراجع الهامة لتكون في متناول الجميع وغيرهم من المهتمين بالشأن اليمني , سعر نسختة الالكترونية 15 يورو وسعر نسختة الورقية 18 يورو عبر دور النشر والطباعة اليانسا الإسبانية.

عبدالله ناصر بجنف
اسبانيا
نــبــذة عن الكاتب

عبدالله ناصر بجنف, ليسانس أدب ولغة إسبانية من جامعة التربية العليا خوسيه مارتي في محافظة كاماغوي. كوبا وليسانس في الأدب الإسباني من جامعة أوفييدو في أستورياس. إسبانيا ,منذ عام 1983 نشر عدة مقالات متنوعة وقصائد شعرية في المجلات والصحافة الورقية والإلكترونية في اليمن,الكويت,قطر,لبنان,قبرص,الجزائر والمغرب.