لحج نيوز/شبوه:طاهر حيدر -

شرعت السلطات اليمنية في الإعداد لأضخم مهرجان جماهيري في محافظة أبين جنوب البلاد سيقام خلال اليومين المقبلين، بعد أن استكمل مسلحو طارق الفضلي نزع كافة الشعارات والإعلام الداعية لعودة اليمن الموحد إلى ما قبل عام 1990.
المهرجان الذي سيقام لأكثر من ثلاث ساعات سيكون هو الأول من نوعه منذ التحاق الفضلي بـ «الحراك الجنوبي» منتصف العام الماضي، وسيجدد المشاركون رفضهم لثقافة الكراهية والعنصرية بين أبناء الشعب اليمني الواحد.
وبدأت المدينة وجميع الشوارع الرئيسة تتزين بعلم الوحدة اليمنية والذي رفرف على جميع المداخل الرئيسة لمدينة زنجبار بعد نزعه منذ أن انضم الفضلي الى قيادة «الحراك الجنوبي» في مايو 2009.
ووفقا لمصادر أمنية في أبين وصنعاء، فان الاتفاق مع الفضلي لا يزال ساريا رغم الهجوم اللاذع لبعض أعضاء «الحراك» الفضلي بتهمة «بيع القضية الجنوبية الى سلطات صنعاء».
وأفادت المصادر ان «تعزيزات أمنية ارسلت إلى أبين والضالع ولحج، من أجل تثبيت عودة الهدوء إلى تلك المحافظات، وملاحقة أعضاء من «القاعدة» استغلوا الاضطرابات في تنفيذ مشاريعهم الإرهابية».
من جانبه، قال احد الإعلاميين التابعين لطارق الفضلي والمشهور في مواقع تابعة لـ «الحراك الجنوبي» بسالم بامدوخ، أن «الاتصالات الهاتفية مع الفضلي مقطوعة تماما منذ الأسبوع الماضي، وان التحرك نحو قصره ممنوع»، متهما الأمن «بتطويق القصر من أماكن بعيدة».
وقال بامدوخ في تصريح خص به «الراي» أن «اتفاق المناضل الجسور طارق الفضلي مع السلطة، هو اتفاق شبيه باتفاق صلح الحديبية»، مؤكدا «عدم تشبيه الفضلي بالرسول (صلى الله عليه وسلم) لكن الصلح شبيه بصلح الحديبية الهش الذي ستنقضه السلطات، وسيقود النقض إلى الاستقلال».
وأكد أن «الفضلي اعتبر ان قتله لن يفيد الحراك الجنوبي، كما أفاد قتل الحريري خروج سورية من لبنان»، لافتا إلى أن «الفضلي يعي الآن مصلحة أبناء الجنوب، وهو لم يقم بأي خطوة إلا لمصلحة الجنوب».
وحول ما يتردد من صفقة لتعيين وليد الفضلي، شقيق طارق، محافظا لمحافظة أبين، أكد أن «وليد الفضلي شاب مثقف ولديه شعبية بين صفوف الحراك رغم انه مع السلطة والوحدة»، متمنيا في الوقت نفسه «ألا ينقاد وليد الى أهواء السلطة».
وعن عيوب «الحراك الجنوبي» بكافة أشكاله وقادته وعناصره قال «إن بعض أبناء الجنوب ينساقون وراء التسريبات التي تصدر عن مطابخ السلطة ولا يتورعون في العودة إلى الإعلام الجنوبي لمعرفة مدى مصداقية تلك التسريبات التي تستهدف الحراك الجنوبي وقياداته».
وأضاف: «للأسف، فإن بعض الإخوان ممن نعول عليهم كثيرا أو نسمع رأيهم دائما ينساقون خلف تلك الاخبار الخارجة من مطابخ أعلام صنعاء الخبيث... وللأسف يتفاعلون مع تلك الإخبار في شكل مخيف ولافت للنظر».
واعترف بأن «الحراك الجنوبي وطارق الفضلي يمران بموقف حرج بسبب ما تقوم به السلطة من تفريق بين كافة أعضاء الحراك عن طرق الاشاعات».
كما أكد ما نشرته «الراي» أخيرا عن محاولة السلطات استهداف طارق الفضلي جويا، لكنه زعم بان «كل شرفاء الجنوب التفوا حوله وخرجوا في كل مدن الجنوب ووجهوا رسائل قوية الى نظام الاحتلال».
وأفاد شهود، أن تظاهرات أقامها أمس بعض من «الحراك الجنوبي» المناوئين لطارق الفضلي، لكنها كانت خفيفة، واتهموا الفضلي بـ «بيع الحراك الجنوبي للسلطة».