لحج نيوز/مأرب:متابعات -
أصيب 5 أشخاص في اشتباكات بين قوات حكومية في مأرب ومسلحين نفذوا تظاهرة داخل المدينة، أمس الأربعاء، للتنديد بضربات الطائرات بدون طيار على مناطقهم.
ونقلت "الأولى" مصدر محلي إن قوات حكومية باشرت إطلاق النار على مجاميع قبلية كانوا في مظاهرة متجولة بالسيارات داخل مدينة مأرب، ورفعوا خلالها شعارات تهدد بالانضمام لـ"أنصار الشريعة" -أحد فصائل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب- إذا لم تتوقف ضربات الطائرات بدون طيار على مناطق في إطار المحافظة.

وعقب الاشتباكات، التي قال المصدر المحلي إنها أسفرت أيضاً عن اعتقال 6 أشخاص آخرين من المسلحين المحتجين، انسحب المحتجون إلى خارج المدينة، ونصبوا نقطة تفتيش على مقربة من نقطة يرابط فيها جنود، عند المؤسسة الاقتصادية بالمحافظة.

وأكد مصدر عسكري لـ"الأولى" وقوع اشتباكات بين المسلحين المتظاهرين وقوات حكومية من اللواءين 13 و14 مدرع والقوات الخاصة، غير أنه لم يذكر معلومات عن سقوط جرحى.

وقال المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن حوالي 12 سيارة مليئة بالمسلحين طافت شوارع مدينة مأرب، قبيل ظهر أمس، رافعين علم القاعدة، وشعارات هددوا فيها بالانضمام للتنظيم، وإنهم نصبوا إثر خروجهم من المدينة، نقطة تفتيش بالقرب من نقطة للجيش شرق المدينة.

وأضاف المصدر أن قوات عسكرية مشتركة من عدة ألوية، خرجت لإزالة النقطة التي استحدثها المسلحون، وتمكنت من ذلك عقب اشتباكات لم تسفر عن خسائر في الأرواح.

وأشار المصدر العسكري إلى أن قيادة المنطقة العسكرية الثالثة عززت نقطة المؤسسة الاقتصادية بـ3 أطقم من قوات الأمن الخاصة، ومدرعتين إحداهما "همر" تابعة للقوات الخاصة التابعة للمنطقة العسكرية.

وكان شهود عيان في مأرب، أفادوا "الأولى" بأن مسلحين تابعين لجماعة الحوثي نفذوا مظاهرة أخرى بالسيارات داخل المدينة أمس، عقب تظاهرة المسلحين الذين هددوا بالانضمام للقاعدة.

وفي حين أكد المصدر العسكري حدوث هذه المظاهرة، وقال إن منفذيها نددوا بقصف مناطق في مأرب بالطائرات بدون طيار، قبل أن يغادروا المدينة ويستحدثوا نقطة خارجها، نفى مصدر من "أنصار الله" لـ"الأولى" أن يكون أحداً من الموالين لهم في مأرب قد خرجوا في مظاهرة أمس الأربعاء، كما نفى استحداث النقطة.

وحسب المصدر العسكري، فقد تمكنت القوات العسكرية المشتركة من رفع النقطتين المستحدثتين خارج المدينة، بعد ظهر أمس.

وفي سياق متصل، قال لـ"الأولى" أحد السكان المحليين في مأرب، أمس، إن ضربات الطائرات بدون طيار أثارت سخطاً شعبياً كبيراً في المحافظة، سيما في المناطق التي تستهدفها الغارات.

ونفى هذا المصدر وجود أي توتر بين القبائل الموالية لـ"أنصار الشريعة" والقبائل الموالية للحوثيين "أنصار الله"، وقال إن مشكلة أهالي مأرب "مع الدولة" التي قال إنها تسهل للطائرات الأمريكية استهدافهم بالغارات الجوية، وليس مع مواطنين أو جماعات. وتابع: "كلما قتلت الطائرات 3 أو 4 أشخاص مشتبهين بالانتماء لتنظيم القاعدة، انضم له 20 آخرون. ينبغي أن تتوقف هذه الغارات".

وكانت مسيرة لمجاميع من جماعة "أنصار الله" طافت شوارع مدينة مأرب الاثنين الماضي في 5 سيارات، للتنديد بالضربات الجوية للطائرات بدون طيار. وقال مصدر محلي إن المشاركين في المسيرة كانوا مسلحين وأطلقوا أعيرة نارية من أسلحتهم في الهواء أثناء ترديد الهتافات، ثم غادروا المدينة. غير أن المصدر المقرب من "أنصار الله" نفى أن يكون المحتجون أطلقوا النار، مشيراً إلى أنهم حاولوا التجمع في إحدى القاعات بالمدينة للاحتجاج، فمنعهم جنود من الأمن والجيش، لكنهم بعد أن عرفوا هدف التظاهرة، سمحوا للمحتجين بأن يجوبوا الشوارع للتنديد بالضربات الجوية.

إلى ذلك، شهدت مدينة مأرب، أمس الأول، إشهار "الحراك السبئي" الذي تزعمه مشائخ قبائل من "الأشراف"، وحمل شعار "معاً من أجل مأرب الأرض والإنسان". وجاء في بيان الإشهار أن "الحراك السبئي يؤسس لمشروع حقوقي للمحافظة وأبنائها، ويرقى بمكانتها التاريخية وبحجمها الاقتصادي والاجتماعي والسياسي في اليمن كمصدر للقرار، وشريك أساسي في السلطة والثروة".

وطالب البيان كافة أهالي مأرب "بالإنضمام للحراك السبئي، والتحرر من ولاءاتهم الحزبية والطائفية والمذهبية، والنهوض بمحافظتهم إلى آفاق التقدم والتنمية".

ونفذت طائرات بدون طيار، خلال إجازة عيد الفطر المنصرم، ما لا يقل عن 9 غارات على أهداف مفترضة لتنظيم القاعدة في مناطق بمحافظات مأرب وشبوة وحضرموت، وقتلت 33 شخصاً، حسب إحصائيات جمعتها "الأولى" من مصادر أمنية ومحلية ورسمية.

ومطلع الأسبوع الجاري، نقلت وكالة "إن بي سي" الإخبارية الأمريكية، عن مسؤولين أمريكيين، أن الطائرات بدون طيار نفذت ضرباتها، خلال أغسطس الجاري، على أهداف "ذات مستوى أدنى من الخطر"، وأن مسؤولي الاستخبارات في البنتاجون بالغوا في تقدير المخاوف من هذه الأهداف.