لحج نيوز/متابعات -

أنهى وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي، زيارته للولايات المتحدة بالاتفاق على ملامح التعاون بين البلدين على دحر تنظيم القاعدة باليمن خلال الخطة الخمسية المقبلة للحكومة اليمنية، على ألا يشمل هذا التعاون التدخل العسكري الأمريكي المباشر في القتال، فيما تطلق يد الولايات المتحدة في مجال تدريب وتمويل القوات اليمنية ومشروعات للتنمية.
وخلال الزيارة التي استمرت في الفترة من 19-21 يناير الجاري إلى واشنطن، قال القربي في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون، إنه أكد للأخيرة التزام اليمن بمواصلة محاربة "الإرهاب والتطرف"، لكنه يحتاج إلى مزيد من الموارد لتمويل مشروعات التنمية المقررة في الخطة الخمسية التنموية الجديدة لحكومة بلاده.
وأَضاف أن "اليمن اتخذ في السنوات القليلة الماضية قرارات شجاعة بشأن إجراءات للإصلاح، لكنه لم يحقق تقدماً على صعيد تنفيذها نظرا لأن اليمن لا يوجد لديه الموارد اللازمة لذلك".
ورداً على هذا الكلام قالت كلينتون في المؤتمر الصحفي الذي انعقد الخميس 21-1-2010، إن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وقَّعت مؤخراً اتفاقية مدتها 3 سنوات مع اليمن من المتوقع أن تقدم بمقتضاها معونات للتنمية قيمتها 121 مليون دولار.
غير أنها اشترطت لنجاح الهدف من هذه المعونات "قدرة اليمن على اتخاذ الخيارات الصعبة لتحسين فعالية الحكم وإصلاح اقتصاده وحماية حقوق الإنسان ومكافحة الفساد وإيجاد مناخ أفضل للأعمال والاستثمار".
وأشارت كذلك إلى أن مساعدات أخرى سيتلقاها اليمن من المانحين الذي سيجتمعون في لندن 27 يناير الجاري قائلة: "إننا نرى نتائج في جهود (اليمن) لمكافحة الإرهاب، ونريد أن نرى نتائج مماثلة فيما يتعلق بالتنمية".
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، قد طالبت الكونجرس بتخصيص 63 مليون دولار من المساعدات لليمن في 2010، كما تعهدت وزارة الدفاع "البنتاجون" بمضاعفة مساعداتها لتصل إلى 132 مليون دولار مخصصة معظمها لتجهيز وتدريب القوات اليمنية.
وفي وقت سابق أعلنت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا أنهما ستمولان وحدة شرطة خاصة في اليمن لمكافحة "الإرهاب".
وأقرت الحكومة اليمنية خطة خمسية للأعوام 2010-2015 بمبلغ 30 مليار دولار، تعتمد في جانب منها على تمويل من الولايات المتحدة والدول المانحة، تركز على محاربة الفقر والأمية وإعمار المناطق المهمشة والمدمرة كسبيل "ناجع" لحماية المواطنين اليمنيين من الانجذاب لفكر جماعات "التطرف والإرهاب".
وسينظر مؤتمر لندن الدولي في هذه الخطة لتحديد حجم التمويل الذي ستتكفل به الدول المانحة لتنفيذها.

"ترحيب يمني
وأعرب القربي عن سعادته بالتعهدات الأمريكية بشأن المساعدات قائلا: "نحن سعداء بالدعم الذي نحصل عليه من الولايات المتحدة، وسيسهل علينا المهمة لأن نمضي للأمام"، معبرا عن أمله في أن يعزز مؤتمر لندن من قدرة اليمن على إرساء الكثير من الإصلاحات وتحقيق النمو الاقتصادي.
وأكد القربي في تصريحاته على اتفاق اليمن والولايات المتحدة على عدم تدخل الأخيرة بقواتها وعملياتها العسكرية في البلاد، وقال: "إن اليمن قادر وحده بقواته على محاربة المتطرفين، وكل ما يحتاجه هو العون المادي والدعم اللوجستي والتدريب والخبرات الفنية".
ولفت إلى أن التدخل الأمريكي العسكري المباشر "لن يضر فقط اليمن بل سيضر بالولايات المتحدة أيضا".
وكان 150 عالماً يمنياً، كثير منهم موالون للحكومة، هددوا الأسبوع الماضي بإعلان الجهاد ضد القوات الأمريكية إذا ما قامت الأخيرة بأي عمليات عسكرية داخل اليمن.
وتركز الاهتمام الدولي على اليمن بعد إعلان "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب" مسئوليته عن محاولة تفجير طائرة "إيرباص 330" تابعة لشركة "نورث ويست إيرلاينز" الأمريكية كانت متجهة من أمستردام الهولندية إلى ديترويت بولاية ميتشجان ديسمبر الماضي، وعلى متنها 278 راكبا.
واعترف منفذ العملية النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب بمسئوليته عن تنفيذ العملية، وبأن أعضاء في القاعدة باليمن أعطوه تعليمات بشأن كيفية تنفيذ العملية خلال زيارة قام بها إلى هناك في وقت سابق هذا العام، بحسب مسئولين أمريكيين.
ويقول مسئولون أمريكيون وغربيون إن تنظيم القاعدة ربما يستغل حالة عدم الاستقرار في اليمن لتربية خلايا "متطرفة" جديدة وتمديد تواجده في أنحاء شبه الجزيرة العربية لتنفيذ هجمات جديدة على أهداف غربية في أنحاء العالم.
وتضرب اليمن حالياً عدة أزمات متوازية وأزمات أخرى متلاحقة؛ حيث يخوض حرباً ضارية ضد جماعة الحوثي التي يتهمها بالتمرد شمال البلاد، وفي نفس الوقت يشهد مواجهات سياسية حادة مع المعارضة التي تطالب بالانفصال في الجنوب، ومؤخراً بدأ حرباً على تنظيم القاعدة، هذا بخلاف ما يواجهه من مشكلات الفقر والفساد.
وأجرى القربي في واشنطن نحو 20 لقاء مع المسئولين الأمريكيين، من بينهم مستشار الأمن القومي جيمس جونز، وقيادات في مجلسي الشيوخ والنواب، واختتمها بلقاء كلينتون.

إلغاء التأشيرة
وفي سياق جهود اليمن للحد من تمدد "القاعدة" بين أرجائه ألغت السلطات الخميس منح تأشيرات إلى الأجانب في المطارات، واشترطت حصول أي راغب في زيارة اليمن على تأشيرة مسبقة من بعثاته الدبلوماسية في مسعى للتحقق من هويات القادمين بعد تقارير عن توجه عشرات السجناء الأمريكيين ممن أشهروا إسلامهم إلى اليمن بحجة دراسة اللغة العربية ثم "اختفاء" بعضهم هناك فيما يرجح انضمامهم للقاعدة.
وكانت لجنة الشئون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي قد استمعت الأربعاء إلى شهادة مساعد وزيرة الخارجية، جيفري فيلتمان، عن الوضع في اليمن، حيث اعتبر أن الحرب التي تشنها السلطات اليمنية على "القاعدة" تشكل "انعطافاً حاسماً"، غير أن "البيروقراطية والفساد في أروقة الحكومة اليمنية والتمرد الذي تواجهه قد يعرقل جهودها منفردة في استكمال هذه الحرب".
وتقدر الحكومة اليمنية أنه يوجد على الأراضي اليمنية نحو 300 من عناصر "القاعدة".