4788 يوما
ً
منذ تمرد المنشق علي محسن
ً

قصيدة (الــجــبــــال) للراحل الأسطورة محمد عبد الاله العصار
لحج نيوز
السعودية وكابوس الغباء السياسي
بقلم/ عبدالملك العصار
العالم يتكلم هندي !!
بقلم / عبدالرحمن بجاش
هادي ورقصة الديك
بقلم د./ عادل الشجاع
التهريب.. جريمة تدمر الفرد والمجتمع وخيانة بحق الوطن ..؟
بقلم/طه العامري
مابين الوطنية والخيانة ..
بقلم / طه عزالدين
نصيحتان في أذن المجلس السياسي الأعلى ومحافظ البنك المركزي بن همام
بقلم / عبدالكريم المدي
ما هو السر المخيف في هذه الصورة ؟
لحج نيوز/متابعات
فتاة تتحول لإله في نيبال لأن رموشها مثل البقرة
لحج نيوز/متابعات
طفلة الـ10 أعوام.. أنجبت طفلاً وانكشف المستور!
لحج نيوز/متابعات
فتيات اليابان غير المتزوجات لم يمارسن الجنس من قبل... لماذا؟
لحج نيوز/متابعات
ماذا يعني وجود "نصف قمر صغير" على أظافرك
لحج نيوز/متابعات
قبل عيدالأضحى .. لماذا حذرت سلطنة عمان النساء من استخدام الحناء السوداء ؟
لحج نيوز/متابعات
مصريّة تقتل زوجها بمساعدة عشيقها بعد أن ضبطهما في أحضان بعض في غرفة نومه
لحج نيوز/متابعات
السبت, 11-فبراير-2012
لحج نيوز - د - حمود العودي لحج نيوز/حاوره :عبدالناصر المملوح -
- الإصلاح مثقل بالعنف وإذا لم تكن إصلاحياً فأنت مندس
- المشترك استخدم الثورة ورقة للتقاسم وعودة التكفير يهدد كيانه
- بقاء المشترك مرهون بسلوكيات الاصلاح في الفترة المقبلة والمؤتمر أقرب منه إلى الأحزاب الوطنية والقومية
- الزنازين والمعتقلات موجودة في الساحة منذ الشهور الأولى.. والثائر إذا لم يكن إصلاحياً فهو مندس وأمن قومي ويحاول شق الصف
- لا علاقة لثورة الشباب بالعنف المضاد في الحصبة وأرحب وتعز ودار الرئاسة.. ما حصل هو صراع مصالح وانتقامات شخصية
- الشباب اعتبروا وجود أهداف ومبادئ ثورة 26 سبتمبر في أية مطبوعة داخل الساحة ترويجاً للنظام، والوزير العمراني ارتكب اليوم ذات الخطأ
- أحزاب المشترك ارتكبت خطأ بإلغاء دور الشباب في عملية التوافق والمطلوب ثورة لاستـــــــرداد الثورة
- المشترك عاجز عن التصدى بمفرده لمشروع وطني متكامل وصراع الاصلاح والحوثي صراع نفوذ
- عودة التكفير يهدد كيان المشترك والاصلاح عبارة عن تجليات واقعية لتسييس الدين ولم يكن يوماً ما مع الثورة والجمهورية والوحدة
- أحزاب المشترك استخدمت ثورة الشباب ورقة ضغط للمساومة وتقاسم السلطة
- الرهان على الرموز القبلية والدينية والعسكرية في بناء الدولة المدنية رهان خاسر
- لم يكن للقبلية دور يذكر في نجاح ثورة 26 سبتمبر والأحمر وأبو لحوم كانا في الصفوف الأخيرة
نحاول الغوص في متاهات ما يسمى “ثورة الشباب” السلمية البدايات والمآل وما بينهما من سلوكيات وممارسات قيل إنها انحرفت بالمسار، ومن طابع الثورة إلى أزمة بين سلطة ومعارضة ولم تقف عند هذا الحد فسرعان ما تحولت إلى ساحة تمرد لتصفية حسابات شخصية بين مراكز القوى داخل مؤسسة الجيش يجد جذوره في الصراع التقليدي على السلطة..
نعتمد للخلاص من المتاهات سلسلة حوارات ولقاءات مع هذا وذاك من مختلف القوى والمكونات لما يسمى “ثورة” وفي عددها هذا رقم (185) يكون المفكر اليساري أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء حمود العودي، هو الضيف..
* أيام تفصلنا عن الانتخابات الرئاسية المبكرة.. ما الذي تمثله هذه الانتخابات التوافقية للدكتور حمود العودي؟
- من وجهة نظري - كمواطن وكمتابع إلى حد ما- 21 فبراير هو بداية لمرحلة تاريخية حاسمة وجديدة في حياة اليمن واليمنيين، وخطوة على طريق طويل من آفاق التغيير والتحول السلمي والديمقراطي إلى الأفضل بكل تأكيد.. لكن هذا الطريق ليس مفروشاً بالورود، ولا ينبغي النظر إليه بنفس رومانسي أو خيالي عاطفي، فهذا الطريق مليء بالعوائق والألغام التي يمكن أن تفسد وتدمر أي جهد يقودنا إلى مجتمع آمن ومستقر ومتطور يحكمه النظام والقانون.
* وما طبيعة المنغصات أو العوائق؟
- المصالح غير المشروعة التي تأسست على مدى أكثر من 30 عاماً، وليس من السهل ان تتنازل وتستسلم بسهولة وتتخلى عن طبيعتها وامتيازاتها ببساطة، حتى ولو ظهر من الناحية السياسية قبول لبعض التنازلات، فالعادة هي أرهب شيء عند البشر، ومن اعتاد على شيء لعقود لن يتخلى عنه بسهولة.
الحوثي والانتخابات
* هناك قوى لها وزنها السياسي والشعبي.. الحوثيون والحراك الجنوبي، والشباب في ساحات الاعتصام، هؤلاء أعلنوا رفضهم القاطع للانتخابات بل وسيعملون على إفشالها بكل السبل.. كيف تقرأ مواقف تلك القوى؟
- بالنسبة للحوثيين يفترض ان ينظر اليهم كقوة سياسية عارضت النظام وأساء إليها النظام، ودُمرت محافظة من أعز محافظات الجمهورية خلال ستة حروب متتالية كانت محافظة صعدة مسرحها، وبالتالي فهذه المنطقة والقوة السياسية كانت ولا تزال مرشحة للعب دور وطني في التغيير المنشود وتعزيز وترسيخ الوحدة الوطنية والشراكة المجتمعية مع كل اليمنيين في بناء الدولة المدنية المنشودة، غير ان هذا التيار – الحوثيين- فاجأ المراقبين في الفترة الأخيرة بمواقف متناقضة وبأسرع من لمح البصر للأسف الشديد.
* مثل أيش؟
- في الفترة الأخيرة، إذا بهم يتحدثون – فجأة- عن علي عبدالله صالح كمنقذ، ويركزون في الوقت ذاته على شخص آخر كعلي محسن بأنه سبب كل المصائب.
* ربما باعتباره – اللواء علي محسن الأحمر – هو من قاد الحروب الستة ضدهم في صعدة باعتباره قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية؟
- ليكن هو جزء من السلطة ومن حقهم أن يبدو رأيهم فيه لكن......
* “مقاطعاً”.. أيضاً الحوثيون ومن خلال متابعتي لا يرون في الرئيس علي عبدالله صالح بأنه المنقذ كما تقول أنت، بل هو في نظرهم رأس الشر.. فقط هم لا يفرقون بينه وبين علي محسن مثل ما يفعل حزب الإصلاح مثلاً؟
- لا.. لا.. في الفترة الأخيرة وتحديداً عندما دار الصراع المسلح بينهم والاصلاح في الجوف وبعض المناطق في حجة بدأ علي عبدالله صالح يفتح معهم خطاً انتهازياً بالتواصل وبالاغراء وشيء من هذا القبيل، ولكن هذه المسألة في اعتقادي وقتية وربما انهم قد تراجعوا عنها.
* ألا ترى أن من حق حزب المؤتمر الشعبي العام ان يقيم تحالفات مع أية قوة سياسية بما فيها الحوثيون، أم أن هذا حلال للإصلاح والمشترك حرام على المؤتمر؟
- ليت المؤتمر الصامت دهراً يتحالف ويثبت نفسه كحزب وكقوى وطنية موجودة.. المشكلة أن من يقيم التحالفات هو علي عبدالله صالح بذاته وليس المؤتمر كحزب سياسي.
الحراك والانتخابات
* لننتقل إلى الحراك.. كيف تقرأ موقفه الرافض للانتخابات؟
- هناك تفسيران لموقفهم.. الأول يمكن ان يؤخذ بحسن النية وببراءة، وشكل - في اعتقادي - القطاع الواسع من الحراك في جنوب الوطن الذي هو في جوهره حراك وطني وحدوي متوجع ومتألم جراء ما لحق بأبناء المحافظات الجنوبية والوطن ككل من أذى السلطة وفسادها، وبالتالي هؤلاء مهما قالوا هم في النهاية وحدويون.
الثاني تيار انتهازي ويصطاد في الماء العكر.. هؤلاء لديهم أجندة متخلفة وخطيرة جداً، هدفهم ليس العودة إلى ما قبل الوحدة 1990م وحسب بل وإلى ما قبل الاستقلال.. ومهما يكن فلا اعتقد ان أياً من الحوثيين أو الحراك الانتهازي يمكنه عرقلة أو افشال الانتخابات على الاطلاق.
الشباب والانتخابات
* وماذا عن موقف الشباب المعتصمين الرافضين للانتخابات؟
- أنا أزور الساحة بشكل شبه متواصل بحكم عملي في جامعة صنعاء على الأقل، ولدينا في مركز منارات للدراسات تواصل طيب بل لدينا شراكة مع كثير من الائتلافات الشبابية ضمن مجلس تنسيق منظمات المجتمع المدني، ونحن في “منارات” أول من بادر قبل تدشين الحملة الانتخابية الرئاسية بدعوتهم للمشاركة على ان يحتفظوا بكل مطالبهم دون نقصان ولهم كل الحق في ذلك، ولكن في هذه الخطوة يجب ان يلتقوا مع القوى الوطنية الشريفة لكي نعبر الـ21 من فبراير إلى المرحلة الانتقالية الثانية والأهم، ثم نطرح مطالبنا ونشرع في تحقيقها واحداً تلو الآخر.
* السؤال: هل سيشاركوا في الانتخابات أم لا؟
- أتوقع مشاركتهم.. ولا اعتقد ان يكونوا من التصلب والعدمية ما يقودهم إلى المقاطعة، وإن خاب ظني وقاطعوا فسيخسرون أكثر مما قد يكسبون.
* اسمح لي.. قد لا يلام الشباب المعتصمون في صنعاء وتعز إن هم أصروا على مقاطعة الانتخابات باعتبار حرمانهم من أي دور في التسوية السياسية مع أنهم من فجر الانتفاضة، فضلاً عن ان الأحزاب والقوى التي جعلت من نفسها وصياً عليهم قد مارست فيهم طيلة 11 شهراً تعبئة ثورية وأنه لا مجال في اليمن بأقل من الحسم الثوري؟
- ما في شك ان المعارضة – أحزاب اللقاء المشترك- ارتكبت خطأ بتهميش وإلغاء دور الشباب وتغييبهم من الصورة في عملية التوافق.
* أصبح الشباب يتحدثون عن أن أحزاب المشترك استخدمتهم أداة ضغط ليس أكثر؟
- بالتأكيد.. المشترك بكل مكوناته استخدم الشباب وثورة الشباب كورقة ضغط للمساومة من أجل الحصول على أكبر نصيب من التقاسم، والذي لم يستطع المشترك أو كل حزب على حدة الحصول عليه على مدة 20 عاماً، وبالتالي كل ما تحقق للمعارضة من التقاسم الذي لا نرضى عنه ولا يرضى عنه الشباب في الساحات هو بفضل الشباب وثورتهم.
* لكن اللقاء المشترك يرى في نفسه منذ البداية بأنه الحامل السياسي الذي لا غنى عنه لحركات الشباب الاحتجاجية؟
- غير صحيح.. ومن يقول هذا إنما يزور التاريخ ويكذب على نفسه، ولا يجوز مطلقاً ان نثبت مثل هذه المقولات الزائفة.. ثورة الشباب السلمية بدأها شباب مستقلون خارج الأطر الحزبية، والساحات تشهد على ذلك، أيضاً الحراك الذي ظل يطالب على مدى 4 سنوات في المحافظات الجنوبية بدولة النظام والقانون لم تشاركه أحزاب المعارضة حتى بكلمة أو شعار، فالثورة – وهذه من المسلمات- هي ثورة الشباب المستقل هبطت عليها لاحقاً الأحزاب.
كيف انحرف مسارها؟!!
* أحزاب المشترك وعلى وجه الخصوص حزب الإصلاح لم تلتحق بـ”الثورة” وحسب، بل سارعت في فرض الوصاية عليها مما أفقدها وهجها وبريقها؟
- نعم.. حولتها من ثورة إلى أزمة وورقة للتفاوض وأداة ضغط في التقاسم، ولكن اليوم الشباب بعد عام من الصمود والثبات الثوري قد اكتسبوا خبرة جديدة وتعلموا ما لم يتعلمه أحد في سنين طوال.
* هل الشباب المستقلون قادرون على استرداد ثورتهم من قبضة المشترك والمؤتمر وحكومة الوفاق الوطني؟
- مطلوب منهم ذلك.. وجزء كبير من الساحات اليوم خارج الوصاية الحزبية والسياسية لا من المشترك ولا من المؤتمر وحلفائه، وإذا كانت ساحة التغيير في صنعاء يتقاسمها الشباب والأحزاب فإن ساحة الحرية بتعز خارجة تماماً عن الهيمنة والوصاية الحزبية.
* لكن الواقع يقول إن الساحات وتحديداً في صنعاء تحولت منذ التوقيع على المبادرة الخليجية إلى سجن كبير.. أصبح لدى اللجنة الأمنية المشكلة من أحزاب المشترك زنازين ومعتقلات تكتظ بالشباب المستقلين وبتهم جاهزة: مندس، أمن قومي..الخ؟
- هذه المسألة ليست وليدة اللحظة.. يعني ليست من بعد التوقيع على ما يسمى “المبادرة الخليجية” والانتقال السلمي للسلطة إلى النائب، ولكنها بدأت منذ الشهور الأولى للثورة عندما هطلت عليها الآلة الحزبية وعلى وجه الخصوص آلة حزب التجمع اليمني للاصلاح.. وتجلت بشاعتها أكثر عندما بدأوا يمارسون عملية الاستقطاب القسري للناس ويقيمون الموقف من الثورة باستلام بطاقة حزب الإصلاح.
* يعني أنت كثائر إذا لم تكن اصلاحياً أو مناصراً للاصلاح فأنت مندس، أمن قومي..الخ؟
- بالضبط.. هذا ما حصل للأسف الشديد.. من لا يستجيب لمثل هذا المعيار “الحصول على البطاقة الاصلاحية” فهو إما مندس أو مع السلطة.. وكذا.. وكان هذا خطأ ارتكبه الإصلاح، بل ان الإصلاح بهكذا موقف أخطأ في حق نفسه وما كان ينبغي أن يقع الاخوة في الإصلاح في مثل هذا الخطأ، وهم أصحاب تجربة طويلة في العمل السياسي ومحل تقدير، وكان يفترض أن يتعلموا من دور الاحزاب السياسية الاسلامية في مصر أو في تركيا وان يتركوا هذا التهور وعقلية الاقصاء والاستحواذ.
وعلى الإصلاح والمشترك ككل ان يدركوا بأن الذين يحبسون اليوم في الساحات ويطاردون إنما يتربون ثورياً ويتعلمون كيف يكونون أصحاب رأي حر مستقل ووطني، وليس بالضرورة أن يكونوا ضد الإصلاح أو ضد المشترك أو ضد الأحزاب.. لا!!.. ولكن يجب ان يحترم الرأي الآخر أياً كان.
* المبرر الذي ساقه المشترك والاصلاح تحديداً هو الحفاظ على صف الثورة من أي انشقاق؟
- ومن أعطاهم هذا الحق في الوصاية.. بأي حق يمتلكون هذا الاستحقاق غير المنطقي وغير المشروع، الحق الوطني حق لكل مواطن حزبي أو غير حزبي.
الاصلاح والعنف
* حزب الإصلاح – إذا ما نظرنا إلى سلوكياته- لا يزال رغم مرور 21 عاماً من عمره مثقلاً بإرث حركة الاخوان المسلمين، وهو إرث تاريخي مليء بالعنف الديني والارهاب السياسي تجاه الخصوم والحلفاء على حد سواء، هكذا يقول منتقدوه.. ما رأيك؟
- اتفق مع هذا التقييم، وهو تقييم صائب، فالحركة الاسلامية بشكل عام وفي اليمن بشكل خاص تعيش حالة تذبذب.. فالمستنيرون منهم يقدمون أنفسهم والحركة ككل كصوت حداثي جديد عصري يتعامل مع المتغيرات ومع أصول ومبادئ الديمقراطية، وأنهم قد تجاوزوا دعاوى العنف والتكفير وغيرها، إلا ان الجذور تطل علينا بين فينة وأخرى من الأعماق لتعبر عما لا يزال ثابتاً وحقيقة فيما يتعلق بنزعة العنف والاقصاء والتكفير والتهميش للآخر.
* هناك من عرف حزب الإصلاح بناءً على سلوكياته الأخيرة في الساحة وعودة ظاهرة التكفير، بأنه عبارة عن تجليات واقعية لما يمكن تسميته “الدين السياسي” أو “تسييس الدين” بعد تكفير كل من يخالفهم على أساس اعتقاد ان هذه الجماعة “الإصلاح” تجسد روح الدين؟
- أتفق مع هذا التوصيف.. وأضيف إليه بأنه – وهذا ما يفترض- لا يوجد أحد يمتلك حق الوصاية على الدين، لأنه ليس في الاسلام رجل دين، فعلاقة المسلم هي علاقته بربه وهو المسؤول عن نفسه وعن دينه أمام الله بمفرده وليس عن طريق وصي أو مرجع أو مفتي أو غيره، وبالتالي ليس من حق أحد أن يدعي لنفسه حق الوصاية على ضمائر الناس ومعتقداتهم.
المشترك هش
* كيف تفسر عودة ظاهرة التكفير من قبل علماء الإصلاح ضد قيادات وإعلاميين من الحزب الاشتراكي اليمني.. ألا ترى ان ذلك ينسف القاعدة التي قام عليها التحالف بين الحزبين في إطار المشترك؟
- في تقديري إن التحالف الذي تم بين الأطراف السياسية في المشترك هو تحالف جمعته المصائب وزي ما يقال “التم المتعوس على خايب الرجا” بعد ان رماهم علي عبدالله صالح إلى الرصيف جميعاً واكتشفوا انه يمكنهم ان يكونوا شيئاً واحداً.
والأمر بالنسبة للمشترك كتحالف ينظر إليه من جانبين: الأول ان هذا التحالف في الواقع قائم على أساس تكتيك ونوع من محاولة استفادة كل طرف من الآخر لكي ينتفع به مرحلياً، وهذا خطأ فادح.. الثاني أن هذا التحالف يمكن أن يكون استراتيجياً وهذا ما ينبغي، إذا أرادوا له ان يثمر ايجاباً، فلو ان الحركة الاسلامية والحركة القومية والتقدمية وتحديداً الاسلاميين ادركوا بأن الاسلام ثورة والقومية هوية لشكل هذا الثنائي قاعدة صلبة لثورة تاريخية في حياة الأمة العربية، وليس بخاف على أحد بأن الانشقاق بين هذين البعدين هو سبب كبير فيما لحق بحاضر هذه الأمة من دمار، وهو الذي جعل الطرفين يدمر بعضهما البعض لصالح القوى الرجعية والمتخلفة والاستعمارية.
* هل عودة التكفير يهدد بقاء اللقاء المشترك كتحالف سياسي؟
- أكيد.. ويهدد البلد ككل، كما انه يهدد الإصلاح ذاته، وسيدفع الثمن إذا لم يضع حداً للتكفير بحق الحلفاء أو حتى الخصوم.. أقول ذلك مع يقيني بأن الشباب المستنيرين داخل حزب الإصلاح بات يتململ إذا لم نقل يتبرم من مثل هذا الشطط، بشكل أو بآخر.
* أفهم من كلامك ان اللقاء المشترك كتحالف سياسي هو تحالف هش؟
- بكل تأكيد وبقاؤه في الفترة المقبلة مرهون في المقام الأول بسلوكيات ومواقف حزب الإصلاح، عليه ان يحسم مسألة التوافق والتعايش مع المتغيرات القادمة.. مع حلفائه في إطار السلطة، كما كان خارج السلطة، ما لم - بالتأكيد - سنشهد انفراط عقد هذا التحالف وإعادة صياغة التحالفات، وقد يكون المؤتمر الشعبي العام أقرب إلى الأحزاب الوطنية والقومية من الإصلاح، وكان ممكن أن يكون هذا منذ وقت غير أن أنانية علي عبدالله صالح هي التي أدت إلى الانفراط الكبير في الصف الوطني الجمهوري.
* وكأنك تخرج الإصلاح من بين الاحزاب الوطنية و.....؟
- “مقاطعاً”.. الإصلاح - وهذا ليس تجنياً - وهو اليوم غير ما كان عليه بالأمس.. لم يكن يسلم بثورة ولا بجمهورية ولا بوحدة.. هذا تاريخ معروف.
* من خلال السيطرة المحكمة للقوى التقليدية “القبلية والعسكرية والدينية” على حزب الإصلاح نستطيع القول بأنها من تسير اللقاء المشترك.. ما رأيك؟
- شوف.. مشكلة الحركة الاسلامية في اليمن إذا كان الإصلاح من يمثلها، تكمن في أنها ولدت محنطة بوعي القبيلة المزيف، وهذا يتناقض حتى مع مبادئ الدين الاسلامي، فهي – الحركة الاسلامية- بدأت في السبعينات بحماية الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وهي اليوم لا تزال في كنف وحماية أبنائه الشيخ صادق واخوانه، واذا كانت القوى الحداثية - القوميين والبعثيين والاشتراكيين - طلعت بمشاريع مستقلة ومتحررة عن كل القوى التقليدية قبل ان تهزم نفسها بنفسها، فإن الحركة الاسلامية “الإصلاح” ولدت تابعة وهي إلى اليوم تابعة وعاجزة عن التحرر من الوعي القبلي الزائف.
* المشكلة ان هذه القوى التقليدية ومن خلال حزب الإصلاح هي من تسيطر على قوى الحداثة في اطار اللقاء المشترك؟
- هي مسيطرة نعم، ولكن الذي منحها السيطرة ليس لأنها الأقوى وإنما لأن المشترك كتحالف سياسي هش أضعف من أن يسير نفسه.
* بمعنى ان المشترك في ظل وضعية كهذه قد وضع نفسه في المكان الذي لا يستطيع فيه التحرك البناء؟
- هكذا يبدو.. ولذلك المشترك سيكون عاجزاً عن ان يتصدى بمفرده لمشروع وطني متكامل.
الرهان الخاسر
* بعكس المؤملين بدور القبيلة في بناء الدولة الحديثة، لديك أنت قراءتك المغايرة لثنائية القبيلة والدولة؟
- هي قراءة من منظور علم الاجتماع وليس من منظور البعد السياسي، فالقبيلة بمعناها العلمي الدقيق لا تلتقي مطلقاً مع مفهوم الدولة فما بالك بالدولة المدنية، لأن خواص القبيلة انها متنقلة في المكان لا تنتج ريعاً وانما تنتج قوتاً موسمياً، كما انه لا يوجد فيها بناء فوقي وبناء تحتي، وتعتقد بمبدأ الأصل والانتماء لجد واحد، والمسؤولية فيها جماعية وليست المواطنة الفردية، ومفهوم مجتمع الدولة عكس ذلك، من حيث أنها استقرار، مواطنة، بناء فوقي وبناء تحتي..الخ.
* اسمح لي يا دكتور.. القبيلة كان لها الدور البارز في نجاح ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م عندما التقى رموزها بالجناح المدني ممثلاً بالزبيري والنعمان؟
- هذا غير صحيح.. القبيلة لم يكن لها أي دور في انتصار الثورة على الاطلاق، واذا أردت أن تبحث عن من له الفضل الأول في نجاح الثورة فهو ما يمكننا أن نسميه “المؤسسة العسكرية الوطنية” من خلال الضباط الأحرار.
* وماذا عن دور الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر – رحمه الله- والشيخ ابو لحوم وغيرهم من مشائخ القبائل البارزين آنذاك؟
- هؤلاء كانوا في الصفوف الأخيرة ولم يكونوا طرفاً مباشراً في قيام ونجاح الثورة على الاطلاق.
* وكيف استطاعت تلك القوى ان تخضع الدولة تحت سيطرتها؟
- كان ذلك ابتداءً من 5 نوفمبر 1967م.. والسبب ان الخط الوطني الحداثي انشق على نفسه عندما اتجه جناح البعث للتحالف مع بيت ابو لحوم وبعض عناصر شبه اقطاعية ذات وعي قبلي مزيف، وأرادوا ان يتحالفوا معها لكي يزيحوا جناحاً آخر من القوى الحداثية من الحركيين والناصريين، وكانوا هم الضحية بعد ذلك.
* الآن ونحن نتحدث عما يسمى “ثورة الشباب السلمية” كيف تقرأ دور رموز القوى التقليدية القبلية والدينية والعسكرية التي تتحدث باسم “الثورة”، خصوصاً وان هناك من المراقبين من يقول: ما أشبه الليلة بالبارحة؟
- هؤلاء يريدون أن يكرروا نسخة علي عبدالله صالح، أي وجود سلطة ديكتاتورية فردية عائلية ذات نفوذ مطلق لا يعارض.
* تقصد أن همهم اليوم هو كيف يرثون منابع الفساد ويتقاسمونها؟
- بالضبط.
* معنى ذلك ان الرهان على الرموز القبلية والعسكرية والدينية في بناء الدولة المدنية يعتبر رهاناً خاسراً؟
- بكل تأكيد.. الديمقراطية، التعددية السياسية تخيفهم باعتبار انها تسحب بساط الهيمنة من تحت أقدامهم، وبالتالي لا يمكنهم ان يؤمنوا بها قولاً وعملاً.
* وفي ذات السياق أثبتت الساحات أن حزب الاصلاح ومن خلال رموز القوى التقليدية آنفة الذكر لديه حضور عسكري وأمني وهو ما يشكل علامة استفهام أمام مستقبل التعددية السياسية؟
- هو يمتلك عنفاً.. “الاصلاح” بمثلما يمتلك العنف الروحي والعقائدي هو يمتلك أيضاً العنف المسلح، وهذا ليس في صالحه لأن العنف بكل أشكاله أصبح في عالم اليوم رهاناً خاسراً.
عنف الثورة
* ولكن هناك من يقول بأنه لولا المليشيات المسلحة القبلية والدينية إلى جانب الجيش المنشق المؤدلج وما قامت به من عنف مضاد لما صمدت حركات الشباب في الساحات شهراً واحداً؟
- بالعكس.. ثورة الشباب لا علاقة لها بما دار من جرائم العنف والقتل التي تمت بين اطراف النظام سواء في الحصبة أو في أرحب أو في تعز أو في دار الرئاسة وغيرها، ومن غير المنطقي خلط الأوراق.. ما شهدناه من عنف هو صراع مصالح وانتقامات وثارات شخصية لا أقل ولا أكثر.
* لكنهم يقولون وفي أكثر من تصريح صحفي بأنه لا مصلحة شخصية لهم في الصراع بقدر ما هو الدفاع عن ثورة الشباب؟
- أعتقد ان هذا الدفاع أضر بالثورة أكثر مما أفادها، وضرره لا يقل عن الضرر الذي الحقته السيطرة الحزبية بالثورة.
* أما وقد حصل ما حصل، نستطيع القول بأن الثورة سرقت وأن الشباب اكتشفوا بعد فوات الأوان انهم خُدعوا؟
- اكتشفوا انهم خدعوا ممكن، لكنني لست مع منطق السرقة، وممكن نقول إزاء هذا الوضع المعقد بأن الشباب يواجهون عقبات يواجهون مصالح.
* تقصد انهم اليوم يواجهون عقبات القوى المتحدثة باسم الثورة؟
- بالتأكيد ولا شك ان الشباب قد استفادوا واكتسبوا خبرة خلال الشهور الماضية التي عاشوا فيها الأجواء الثورية، وثورتهم مستمرة حتى تحقيق أهدافها بالطرق السلمية بعيداً عن حكاية العنف والعنف المضاد.
* افهم انك تدعو الشباب في الساحات إلى مواصلة نضالهم ضد القوى التي سلبت منهم ثورتهم؟
- نعم.. وان يلموا شتاتهم ويوسعوا آلية عملهم وفكرهم ونضالهم وبنفس طويل لكي يشكلوا الزخم الذي سيرث الجميع، وعليهم قبل ذلك أن يستفيدوا من الأخطاء السابقة وان يقلصوا من حجم التناقضات داخل الساحات، فهناك - للأسف - تعددية بتعدد الخيم وإلى حد الابتذال، صحيح ان لديهم هدفاً واحداً وعظيماً يجمعهم وهو اسقاط النظام والتغيير السلمي، ولكن الآلية المشتركة غائبة للأسف.
* يعني أنت تدعوهم إلى ثورة لاسترداد الثورة؟
- نعم.
* برأيك ما الذي حال دون توحيد ساحات الاعتصام.. وبمعنى أدق ما الذي حال دون الوصول إلى الآلية المشتركة؟
- الذي حال دون ذلك أمران: الأمر الأول القوى السياسية سلطة ومعارضة، لأنه ليس من مصلحتها ان يتوحد الشباب على رأي وصوت وآلية واحدة.. الأمر الآخر افتقار الشباب إلى الخبرة في العمل النضالي الوطني، فهم وجدوا أنفسهم لأول مرة أمام متغير ثوري كبير حتى أننا لما كنا نزورهم في الأسابيع الأولى إلى الساحات باسم مجلس تنسيق منظمات المجتمع المدني كانوا يعتقدوا أننا قوى متخلفة، خصوصاً حين نسألهم عن الآلية التي لديهم لاسقاط النظام ومتى وكيف وماذا بعد؟!!.. كانوا يقولون أولاً نسقط النظام وكل شي با يسبر!.
وليس هذا وحسب، بل إن بعض المفاهيم لديهم كان فيها ضحالة وسطحية مخيفة، على سبيل المثال كانوا عندما يشاهدون أهداف ومبادئ ثورة 26 سبتمبر موجودة في مطبوعاتنا كمنظمات مجتمع مدني يعتبرون ذلك ترويجاً من قبلنا للسلطة وكأنها مبادئ لعلي عبدالله صالح.
* على ذكر أهداف ثورة سبتمبر.. ما رأيك بالخطوة التي أقدم عليها وزير الإعلام في حكومة الوفاق عندما شطبها من مكانها في صحيفة “الثورة”؟
- دعنا ننظر إلى ذلك بحسن نية، ولكن هو في الأول والأخير خطأ ما كان ينبغي أن يحدث.
الاصلاح والحوثي
* ختاماً كيف تقرأ الصراع المسلح بين الحوثيين وحزب الاصلاح في الجوف وفي حجة.. هل هو صراع مذهبي أم انه صراع على النفوذ؟
- اليمنيون لن يتقاتلوا ولن يقتل بعضهم بعض دينياً أو عقائدياً، هذا في تقديري، وبالتالي فإن ما يدور هو صراع على النفوذ، وصراع على تعزيز المواقف والأوراق التي تنتظر مرحلة ما بعد 21 فبراير، عندما تضع أطراف الصراع على الطاولة كل وما تملكه من أوراق قوة ونفوذ.

الجمهور
ارسل هذا الخبر
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر

التعليقات:

الاسم:
التعليق:

اكتب كود التأكيد:




جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (لحج نيوز)