4811 يوما
ً
منذ تمرد المنشق علي محسن
ً

قصيدة (الــجــبــــال) للراحل الأسطورة محمد عبد الاله العصار
لحج نيوز
السعودية وكابوس الغباء السياسي
بقلم/ عبدالملك العصار
العالم يتكلم هندي !!
بقلم / عبدالرحمن بجاش
هادي ورقصة الديك
بقلم د./ عادل الشجاع
التهريب.. جريمة تدمر الفرد والمجتمع وخيانة بحق الوطن ..؟
بقلم/طه العامري
مابين الوطنية والخيانة ..
بقلم / طه عزالدين
نصيحتان في أذن المجلس السياسي الأعلى ومحافظ البنك المركزي بن همام
بقلم / عبدالكريم المدي
ما هو السر المخيف في هذه الصورة ؟
لحج نيوز/متابعات
فتاة تتحول لإله في نيبال لأن رموشها مثل البقرة
لحج نيوز/متابعات
طفلة الـ10 أعوام.. أنجبت طفلاً وانكشف المستور!
لحج نيوز/متابعات
فتيات اليابان غير المتزوجات لم يمارسن الجنس من قبل... لماذا؟
لحج نيوز/متابعات
ماذا يعني وجود "نصف قمر صغير" على أظافرك
لحج نيوز/متابعات
قبل عيدالأضحى .. لماذا حذرت سلطنة عمان النساء من استخدام الحناء السوداء ؟
لحج نيوز/متابعات
مصريّة تقتل زوجها بمساعدة عشيقها بعد أن ضبطهما في أحضان بعض في غرفة نومه
لحج نيوز/متابعات
الإثنين, 09-يناير-2012
لحج نيوز - آمال عوّاد رضوان لحج نيوز/بقلم:آمال عوّاد رضوان -
بغيضان يرعباني حدّ الهوس، هما المرض والموت!

لا يكادُ يمضي أسبوع دون أن يُنذرني بخساراتٍ فادحة، من الصّعب تعويضَها أو استرجاعَها، ولا يجديكَ حينها لا الألم بصحّة، ولا يُجزيكَ الصّمت بحياة!

كثيرةٌ هي الأجسادُ التي تتآكلها أمراضٌ مُرعبةٌ لا تشترط عِرقًا ولا لونًا، لا جنسًا ولا دينًا ولا عمرًا..

وعديدة هي العِللُ المُستعصية التي تداهم الكيان البشريّ والأحياء والطبيعة، وتزعزعُ الأرواح بأعراضِها الجسيمة والنفسيّة، حين تُصيبُ الأجسادَ بخللٍ عضويٍّ يُطوى في الملفّاتِ المُغبرّة، ويوعِز حُكمَه إلى القضاء والقدر!

كيف لكَ أن تمدّ يديكَ لانتشال أحبابكَ وأهلك من لوثة الموت المُتعجّل، دون أن تغرقَ في مستنقعاته؟

إنّ صوتَ الوجع أكبرُ مبادرٍ يستغيثُ ويستنجد، ويدفعُ المرضى وذويهم إلى المشافي والأطباء المختصّين، لإجراء التحاليل والفحوصات اللازمة لتشخيص المرض والكشف عنه لعلاجه، فإمّا أن يكون مزمنًا لا يمكن التعايش مع اضطراباته، وإمّا يمكن تهدئته أو استئصاله وعلاجه بالأدوية الشافية والمسَكّنة!

لكن؛

كم يُشقيكَ ويُبكيكَ حين تلوح مودّعًا أشخاصًا تُحبّهم ولا تتمنى توديعهم، حصد سنابلهم الخضراء منجلُ الموت قبل الأوان، وقد سحبتهم حبائلُ الموت إلى قمّة فواجعها.

السرطان المتفشي في جميع أنحاء بلداننا العربية، وفي شرائح متعددة من مجتمعاتنا، لا زال الإنسان مهزومًا أمامه خانعًا له، يقف عاجزا أمام جبروته المستفحِل، وان كابرت وتظاهرت بالصّمود!

تكاد لا تخلو قرية من قرانا وبلادنا العربية من انتشار المستوطنات اليهودية المحيطة بها، إذ اتخذت لها التلال والجبال العالية ملاجئ استراتيجية طبيعية، واستحوذت على الجمال والهواء والماء، وجعلت تطلّ من علاها على قرانا، وتحدّ من إمكانية التوسع العمراني لبلداننا.

هذا الأمر يظلّ محمولاً أمام مواجهات تتسابق على جيوب المستهلكين والمستضعَفين والمنتفِعين!
ففي السنوات الصّارمة الأخيرة، ومع الهبة التكنولوجية سريعة الخطى ووارفة الظلال والهيمنة، باتت الأفواه الجائعة مضطرة إلى تغيير مبادئها لمسايرة الحياة، رغم أن الأصوات المستغينة أخذت ترتفع وتنادي، ولكن لا صدى لها، وليست تصل إلى آذان وضمائر أصابها عشق المال بالصّمم!

فهل يمكنك أن تصافح يدًا بحرارة أو حتى برودة، وأنت تُدرك مدى تلوّثها بجرائم تعودُ عليه بالربح؟

أحاسيسُ مؤلمة ومحبطة تتلبّسك حين ترى ابن جلدتك وبلدك وحارتك، يضع أجمل ما لدينا من أطفال ونساء ورجال تحت قدميه، كي يرتفع ليصل إلى القمّة ولا يكترث، بل يغفو ضميره ويُخدَّرُ فلا يشعر بالمسؤولية أو الانتماء!

عمالة مدسوسة تزرع الأنتينات الهوائية المكشوفة والأجهزة المقوّية لشبكات المحمول والموبايل على المنازل العربية العالية، وبين البيوت في المناطق السكنيّة العربية والسّهول القريبة، لتبث موجاتها السرطانية المميتة، وأنت تقف عاجزا، ترى ولا تقوى على الاعتراض أو التغيير!

بعض فئات وأفراد يقومون بمظاهرات وحرق الأنتينات المُضرّة بالصّحّة، ولكن يكون الحلّ البديل أسرع من اللهيب، فالحلّ متوفر بإخفاء ووضع الأنتينات المكشوفة في خزانات الماء الكبيرة، أو إخفائها بأشكال شتى، مما يتيح للمنتفِعين أن يتابعوا في درب التدمير دون أيّ وازع أخلاقي!

وهل تتوقف أمور تلويث الهواء عند هذا الحدّ؟
بل انتشرت حول بلداننا العربية محارق نفايات شاسعة، وعلى مساحات أراضينا القريبة منا، كي تخدم المنطقة العربية واليهودية القريبة على حدّ سواء، فيتعطر الهواء القريب المتباعد بروائح كريهة جدًّا، فلا يسلم من التلوث على مدار ساعات النهار والليل!

هل من طرق لتعقيم الهواء من الشحنات المسرطنة ومن الروائح الكريهة القاتلة؟ كيف؟
شعورك ببيئتك التي تتنفسها وتحياها حين تراها تتلوث وتتألم بصمت، لهو أمضى وأحدُّ من الموت!

ولم يقتصر التلويث على هذه الأمور فقط، بل تعدّاها إلى إقامة مصنع كبير في منطقة سهلية صالحة للزراعة، تحيط بها كروم الزيتون، فصودرت مئات الدونمات لهذه الأراضي العربية، وبُني على هذه المساحة مصنعا للزجاج، يُطلق غازات سامّة وروائح لا تحتمل!

كروم الزيتون المحاذية للمصنع قلّ عطاؤها ومحاصيلها، وصار ملمس أوراقها وأغصانها خشنا قاسيا مغايرا، وصار طعم زيتها بنكهة أخرى. فإن كان الشجر والحجر قد تأثرا وتضرّرا، فكيف للإنسان أن يحتمل كلّ هذا التلوث ولا يُحرّكُ ساكنا؟

كانت تهلُّ ببسمتِها وطلتِها المملوءة بالحياة، تتدفق نشاطًا وعطاءً وحيويّة، توصل أبناءَها للمدرسة بسيّارتها، تسأل عنهم وتمضي إلى بيتها وواجباتها المنزلية، وعند انتهاء الدّوام تعود لتأخذ أطفالها بحنان، دون أن تتأخر يوما عنهم.

مرّت سنون وأعوام، وما فترت همّتها ولا عزيمتها التي يشدّ من إزارها نجاح أبنائها وتحصيلهم المتميز!

لكن في العام الماضي بدأت تشكو آلامًا في الظهر، وتتناول حبوبًا مهدئة للوجع، وقرّرت أن تحجّ قبل أن تسوء صحّتها، وأثناء عودتها من الحج تعثرت، وتشنّجت قدمها ونقلت على الفور للمستشفى، وعند الفحص التحليل كان السرطان ينخر بخلايا عظامها، وقد تمكّن منها.. أمضت شهورًا في العلاج المكثف، ولكن الموت كان أسرع في اختطافها والحدّ من أوجاعها وخلاصِها.

أمّ في أوائل الأربعينات تترك ستة أطفال متميّزين رُغمًا عنها، ولا تدري إلى أين يسوقهم القدر الذي قادها الى الموت!

أحقا هو القدَر؟ أم أنّ البيئة لعبت دورَها المُقزز كما فعل بكثيرين من نفس الحيّ، وبمنتهى الصّمت؟

هل من قوانين تجيز إقامة مصانع في منطقة سكنية، إضافة لمناطق صناعية؟
أين الصوت العربيّ والمؤسّسات الوطنية والقضائية المناهضة للظلم ولتلويث البيئة؟ لماذا يظلّ الصّوت خافتًا لا يقدر ولا يقوى على الاعتراض أو التغيير!
ارسل هذا الخبر
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر

التعليقات:

الاسم:
التعليق:

اكتب كود التأكيد:




جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (لحج نيوز)