لحج نيوز/بقلم:نوال عباسي -
الأخ والصدق د،محمد أبو شهيوة طلبت مني أن أكتب عن الجرائم التي إرتكبها القذافي في ليبيا عدة مرات لكنني لم أكتب لأنني كنت حائرة بين القذافي الذي عذب وسجن واعتقل وقتل عشرات الألاف من أبناء شعبه،،وبين قوات الناتو والأطلسي الذين أمطروا الليبيين بصراخهم دون تفريق بين قوات القذافي وبين الأبرياء من الليبيين ليس لتحرير ليبيا من سلطة القذافي وتطبيق الديموقراطية في ليبيا لكن لاستيلائهم على النفط الذي يعد المصدر الرئيس لإستمرارهم في البقاء أقوياء يتحكمون في البلاد والعباد..!
وحين أعلن السناتور الأمريكي الجمهوري (بندسي جراهام)بأن الرئيسين باراك اوباما ونيكولا ساركوزي سيحتفلان سويا بالنصر في ليبياخلال قمة العشرين التي عقدت في الثالث من هذا التشرين في منتجع كان بفرنسا لأنهما كسبا الحرب دون خسارة أي جندي،شعرت بالحزن على خسارة ليبيا لمئات الألاف من ألليبيين الذين إما قتلوا بعضهم خلال الأقتتال الداخلي أوخلال قصفهم بالصواريخ من قبل قوات الناتو والأطلسي..!
وحينما قرأت بأن تكلفة العمليات الحربية على ليبيا بلغت مئات المليارات من الدولارات سيدفعها الشعب الليبي،وأن البنية التحتية قد هدمتها طائرات التحالف التي أسقطت على ليبيا صواريخ منها غير صالحة ومنهاصالحة، لتقبض ثمنها من لقمة عيش الشعب الليبي شعرت بالغبن لإبتزازهذا الشعب .. وعندما قرأت بأنه جرى توزيع إمتيازات النفط الليبي وبنسب اذيعت على الملأ:وكانت 30%لفرنسا (شركة توتال)و20%لبريطانيا, ل(شركة برتش بترليوم)لأن بريطانيا أخذت حصة أكبر من النفط العراقي،كذلك فايطاليا تطالب بحق مكتسب لشركة (إيني)وثمة شركات أمريكية واوربية تطالب بدخول قائمة الناهبين للنفط الليبي..إذ لم يشبع نهمهم نهب النفط العراقي..!
الربيع الليبي لونه اُرجواني..الأرض الليبية تعمدت بالدم..وعبد السلام جلود نائب العقيد القذافي يصرح في مقابلة موثقة بالصورمع الصحفي (شربل داغر)في صحيفة الحياة اللبنانية الصادرة في لندن 29/10/2011 بان القذافي كان يساعد إيران بالأسلحة لضرب العراق،ويساعد الحركة الإنفصالية الكردية ضد الدولة العراقية .ويساعد حركة الإنفصال الجنوبي عن السودان..كما إعترف جلود بقيام حكومة القذافي بتدريب من أسماهم بالفدائيين العراقيين وعلى الأغلب انهم كانوا من منتسبي العصابات الإنفصالية الكردية والطائفية الإيرانية لأن من يريد التطوع من العراقيين في العمل الفدائي الفلسطيني كان بوسعه التطوع في العمل الفدائي الفلسطيني خصوصا في معسكر فتح الموجودة في العراق..!
ثمة ثروة للقذافي مودعة في بنوك أجنبية قدرتها وكالات الأخبار،بلغت ما بين 132 إلى 150 مليار دولار،أي انه كان ينهب شعبه..ولكن الدول التي شاركت بالحرب على ليبيا ستنهب تلك المبالغ تحت ذريعة مساعدة الثوار في التحرير..صحيح أن القذافي كان مصاباً بالنرجسية..وبجنون العظمة وقد نصب نفسه ملكاً لملوك أفريقا..وقال أبو شهيوة إنه أخطأحين أطلق الرصاص على المتظاهرين في مظاهرات سلمية،ولم يقبل بالحوار معهم..و سيف الإسلام كان صديقي وكان الشعب يود تنصيبه رئيساً لليبيا بدلاً من أبيه ..لكن العقيد لم يترك مجالاً للشعب، وكان يقصفه بأعتى أنواع الأسلحة وقتل الألاف من أبناء شعبه مما فتح الباب للأجانب أو للشيطان ليتدخل في احتلال ليبيا وبطلب من الليبين الذين لم يرحمهم العقيد وكما يقال الغريق يتمسك بقشة..لكن القشة قد تتحول إلى إستعمار..!
وتبقى الخسارات الليبية من شهداء وممتلكات لا تقدر بثمن وتحفر في الذاكرة المتعبة مما إنغرس فيها من مشاهد مؤلمة،وثمة زيارات مشبوهة لليبيا العربية قام بها صهاينة لا داعي لذكرهم،وثمة زيارة للأمريكي الصهيوني جون ماكين،ولعدو العرب ساركوزي،وللمحترمةهيلاري كلنتون،لتفقد مستعمرتم الجديدة..ولغيرهم من الطامعين في نهب ثروات اشقائنا الليبيين..وثمة حكومة تشكلت ،هي حكومة ظل يديرها الأمبرياليون كما يديرون الحكومة العميلة في بغداد.. لكن ثمة أمل بأن يتخلص المسئولون الليبيون من الأجانب،ويعوضون خساراتهم المادية بإعتمادهم على أنفسهم وعلى الشعب الذي دفع الثمن غالياً للخلاص من حاكم جثم على صدره أربعة عقود وعامين لكن هل تجرؤ الحكومة الليبةوتلغي عقود نهب النفط التي مررت بسرعة..والأهم أن توُمم النفط الذي يعد ملكاً للشعب الليبي حتى تخرج ليبيا من عنق الزجاجة التي أعاقت مواكبتها لدول العالم المتقدمة..وخوفي على مصير ومستقبل وعروبة ليبياالذي بات مهدداً بالعبودية لمجرمي الحروب الملطخة أيديهم بالدماء العربية..وأخيراً أقول ل. د،ابو شهيوة :قلقي مشروع من الدور العميل الذي يلعبه الوزير القطري خدمة لمشروع نهب وتفتيت المفتت من وطننا العربي..ويبقى الأمل في إفشال المخططات الإستعمارية كبيراً بهمة الشعب العربي الذي إنتفض على جلاديه..والرحمة لروح الشهيد محمد البو عزيزي الذي نزع خوف الشعب من الطغاة..!!