لحج نيوز/صنعاء - حذر خبراء ومحللون ومختصون في الشؤون السياسية والإستراتيجية اليمنية من مغبة سعي دولا في مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار بشأن الأزمة اليمنية يجافي حقائق وتفاصيل الأزمة ولا يضع بالإعتبار حيثيات الواقع اليمني و يفرز تداعيات إنسانية و إستراتيجية تنعكس نتائجها بشكل كارثي محليا وإقليميا ودوليا.
وقال الخبراء والمحللون في معرض تحذيرهم وتفصيلهم للتداعيات والعواقب التي سيشعلها أي قرار يحضر له أن على مجلس الأمن الدولي وخصوصا تلك الدول الساعية الى استصدار قرار يتضمن عقوبات أو يسعى لفرض شروط منقوصة لا تسهم في فض النزاع ، ان عليها ان لا تتجاوز في خططها ومراميها عدد من الملفات والقضايا المؤثرة والحاضرة في مسار النزاع ، وأن أي تجاوز قد يحدث سيشعل وقيد الحرب الأهلية طويلة الأمد في الكيان اليمني تمتد الى المنطقة وتؤثر على العالم برمته.
متسائلين عن مصلحة واهداف تلك الدول وبعض دول الخليج التي رمت بكل ثقلها و علاقاتها في إحالة ملف اليمن الى مجلس الأمن من اشعال الحرب الأهلية في اليمن وجعلها بيئة خصبة و مواتية للفوضى والعنف الذي سيشهد ضياع كلي لمفهوم الدولة ويمهد لتنامي ونشاط الحركات والجماعات الإرهابية المسلحة وعلى وجه التحديد تنظيم القاعدة الخطر في اليمن الذي نجحت السلطات الأمنية والعسكرية في تقويضه وملاحقته وحققت انتصارات محورية في عدد من المناطق اليمنية.
منوهين الى أن العديد من الحركات الإرهابية من بينها تنظيم القاعدة كانت ولا زالت أكثر القوى حضورا في مشروع اسقاط النظام في اليمن ، وقد دفعت بكل عناصرها وإمكاناتها في أكثر من جهة لهذا الغرض.
وان ما من شانه اشعال وتيرة الحرب الأهلية في البلاد سيعجل بسيطرة تلك الحركات الإرهابية على المنافذ البحرية والبرية وسيعرقل حركة الملاحة الدولية ويجعل المنطقة تحت سيطرة الجماعات على غرار ما يحدث في الصومال.
وحذر الخبراء مجلس الأمن الدولي من مغبة كسر ارادة الغالبية وخياراتها من خلال تجاوزها والضغط على النظام بتقديم تنازلات دون العودة الى الشعب الذي منحه الثقة بانتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة شهد على شفافيتها العالم.
كما حذروا من تجاوز بنود ومقررات وثوابت الدستور اليمني الداعم للديمقراطية والمنظم للتداول السلمي للسلطة ، والمشهود بقوته وكفاءته من قبل المجتمع الدولي ، وكذلك المبادرات المحلية والاقليمية المطروحة والتي عابها آليتها التنفيذية المزمنة و مماطلة أطراف المعارضة في التعاطي مع مقرراتها بجدية ومسئولية.
مؤكدين في ختام حديثهم بأن الحوار الشامل والمسئول بين كافة القوى والأطياف اليمنية هو الملاذ الوحيد والخيار الحافظ لليمن من انجراره نحو الحرب الأهلية ومخططات التقسيم و دخوله في دوامة العنف والفوضى والارهاب ، وان على المجتمع الدولي ان يدرك ذلك ويعمل لأجله بعيدا عن استصدار قرارات لن تساهم مطلقا في فض النزاع ، بل بتعجيل انهيار الدولة اليمنية وصوملتها. |