لحج نيوز/بقلم:رجاء الفضلي -
ليس غريباً على شيخ الصفقات المغمسة بالفساد حميد الأحمر أن يتحدث لجريدة الشرق الأوسط بتلك اللغة التي لا يمكن وصفها أكثر من كونها لغة مريضة تعكس الحالة السيئة التي وصل إليها بعد أن تعرت حقيقته وحقيقة توجهاته التي كشفتها جرائمه الدموية التي مارسها مؤخراً في حي الحصبة بحق المواطنين المسالمين الآمنين في بيوتهم، دون مراعاة للقيم الدينية والأخلاقية والإنسانية.. نراه يتحدث بإسفاف عن الصفات السيئة التي يتمتع بها ويذهب لإلصاقها بغيره ظناً منه أن ذلك سيحسن من صورته وسيشفع له عند أبناء الشعب لا سيما أبناء حي الحصبة الذين مارس بحقهم
الجرائم نهاراً جهاراً.. دون أن يعي أن جميع أبناء الوطن لا سيما أبناء محافظة صنعاء القريبون منه يعرفون جيداً حميد الأحمر الذي ينظر للوطن على أنه شركة كبيرة ينبغي تفيّدها دون أن ينافسه عليه أحد..، ويفتكر أن أبناء الوطن كلهم موظفون في شركاته أو رعايا ينبغي تحريكهم بضغطة زر..
كان عليه وبعد تلك الجرائم الدموية التي اقترفتها عصاباته الإجرامية التي يقوم باستئجارها وإغرائها بالمال المدنس المعروف مصدره.. كان عليه التأني قليلاً واختيار مفردات هادئة يستطيع أن يصدقها المواطن ويتقبلها دون تأوه أو أسى..
قد ينخدع البعض بأقوال وأفعال هذا الرجل الذي لبس ثوب الثائر كذباً وزيفاً وخداعاً وهو فاسد وظالم ولا يراعي حقوق «الرعية» ـ وهذا هو المصطلح الذي يطلقه دائماً في لقاءاته ويقصد بهم الشعب ـ ولم يصن أعراضهم ودماءهم ونراه ينقلب على دستور البلاد وعلى مبادئ الوحدة والثورة اليمنية..
قد ينخدع البعض بأقوال حميد عابد المال، وحميد الذي لا ينظر للوطن أبعد من قبيلته، وحميد الذي لا يعترف بنظام ولا قانون وحميد الآتي من رحم الظلمة وحميد ممول التحريك لإشعال الحرائق وتحريك الفتن.. ولكن الحقيقة واضحة والقناع مكشوف للغالبية من أبناء الشعب..
يا حميد لا ترمي بيوت الناس بالحجارة وبيتك من زجاج فكل الصفات التي ألصقتها في حديثك للشرق الأوسط بحق النظام وبحق الرئيس علي عبدالله صالح ما هي إلا صفاتك وميزاتك والشعب يعرفها جيداً..
يا حميد: الثائر الحق يرفض السقوط في مستنقع الضحالة وأنت سقطت فيه وبشكل واضح وعلني..
الثائر الحق يجب أن يكون من الأتقياء الأنقياء الحريصين على مصالح أبناء الشعب لا مصالحه الشخصية الذاتية، والثائر الحق ليس من مروجي الكراهية والأحقاد أو من المتلاعبين بأقوات الناس أو من صناع الأزمات والمتاجرين بالدين، وكل هذه الصفات أنت تقوم بها علناً فكيف لك أن تكون ثائراً أو متحدثاً باسم هذا الشعب الذي تدعي الوصاية عليه بدعاوى الكذب والتضليل والخداع..
> حميد الأحمر بلغ فيه الغرور حداً لم يعد معه مكترثاً بإيجاد المبررات الواهية لتغطية جرائمه وكذبه المفضوح والمتواصل المبثوث عبر «سهيل» وهي القناة المملوكة له، ولا ندري هل ما تقدمه رسالة إعلامية مهنية، تعي ماذا تعني الكلمة وماذا تعني المصداقية، وماذا تعني المسؤولية ؟!..
وكون صاحبها والمالك الحصري لها فاسد مع مرتبة الشرف فليس عجيباً أن تحيل الكلمة إلى فساد، وأن توظف الصورة بطريقة يفوح منها الفساد وألا تجد غير الإفساد كرسالة وحيدة تروج لها بين الناس!..
كفاك كذباً وتشويهاً للحقيقة يا حميد الأحمر وحاول تجريب فضيلة الصدق ولو مرة واحدة في حياتك!..
> السياسة في نظر حميد الأحمر وتفكيره هي تهديد ووعيد ونخيط وهنجمة، وينظر للحوار وللدعوات الأممية المؤيدة للحوار وكأنها كرت من كروت الدفع المسبق..
عقليات كهذه الشبيهة بعقلية حميد قد يحسن أصحابها الحديث عن مصارعة الثيران، وعن الاستئثار والاستحواذ والتملك، أما الحديث عن السياسة والشراكة الوطنية والحوار فلها عقليات أخرى تعي ماذا يعني احترام الآخر، وماذا يعني التحلي بالحكمة والمسؤولية وفي الوقت نفسه تفرق بين إدارة الشراكة الوطنية وبين إدارة شركة تجارية!..
صاحب العقلية السياسية يتحدث بدبلوماسية وليس بهنجمة ويتعامل مع القضايا الوطنية بحكمة وليس بجلافة، ويتخاطب مع أبناء الشعب بلغة راقية ورشيدة وأكثر تأدباً بعيداً عن الإساءات للآخر أو يكون قلبه مسكوناً بالأحقاد والكراهية والبغضاء..
صاحب العقلية السياسية ينظر للوطن بمختلف انتماءاته وشرائحه الاجتماعية من منظار واسع وكبير، وليس من منظار شيخ قبيلة ينظر لمعاناة الناس كجزء أساسي من مشيخته وهدفاً لبقائها واستمراريتها..
فهل باستطاعة شيخ يتحدث بحقد وكراهية أن يقود دولة أو فلنقل يقود «ثورة»؟ وهل باستطاعة شيخ يذهب صوب التهديد والوعيد والحديث عن الاجتثاث والإقصاء والإلغاء أن يتحمل إدارة شؤون دولة ورعاية مصالحها ومصالح أبنائها؟..
هل باستطاعة شيخ كحميد الأحمر الذي يتخاطب مع أبناء الوطن وكأنهم رعايا عنده، أن ينتصر لقضاياهم أياً كان شكلها أو نوعها؟!..
هل باستطاعة شيخ يشجع ويمول عناصر الغلو والتطرف والإرهاب والخارجين عن النظام والقانون أن يبني دولة مدنية ويؤتمن على إدارة وطن؟!..
كفى كذباً يا حميد..، وكيف سيكون القادم الذي تبشر به أجمل وأفضل وأنت تغرس الحقد والكراهية في النفوس والقلوب..، وأنت تكذب وتستمر في الكذب..
جرب فضيلة الصدق مرة في حياتك علك تجد من يحترم حديثك.. ويقول قال حميد!..
