لحج نيوز/تقرير:وهيب النصاري -
تتواصل المواجهات المسلحة في مدينة تعز، جنوبي اليمن، بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين للثورة الشعبية السلمية، في ظل استمرار التعزيزات العسكرية من خارج المحافظة وانتشارها، رغم الأنباء التي تشير إلى جهود تبذل لتفعيل اتفاق التهدئة بين السلطات المحلية والمعارضة الذي وقع في وقت سابق من الشهر الماضي ويتهم كل طرف الآخر بخرقه .

وتشهد المدينة منذ أيام عدة مواجهات شرسة خاصة قرب مطار تعز ومعسكر الجند ومدخل منطقتي شرعب والعدين المصاحبة لحملات اعتقالات واسعة، فيما تكثف وحدات الحرس الجمهوري قصفها المدفعي يومياً في الليل حتى الفجر بحجة تعقب المسلحين .

واتهم النائب عبد الكريم شيبان، أحد أعضاء لجنة اتفاق التهدئة، اللجنة الأمنية بمحافظة تعز بعدم التزام بنود الاتفاق واستمرارها بتحويل المدينة إلى ثكنة عسكرية، رافضين سحب الدبابات والمصفحات العسكرية المنتشرة في المدينة، وقال شيبان ل “الخليج” إن “اللجنة الأمنية لم تلتزم تنفيذ بنود الاتفاق لتهدئة الأمور برفع الدبابات والنقاط العسكرية المستحدثة وإبقاء القوات الأمنية فقط في المدينة”، مشيراً إلى أنه تم رفع تلك القوات العسكرية يوم وصول بعثة تقصي الحقائق للأمم المتحدة ومن ثم عاودت انتشارها بجوار الساحة ومعظم المدينة .

وأكد أن اللجنة الأمنية بيدها تهدئة الوضع في تعز كون قواتها تستهدف المعتصمين والمسيرات السلمية وتقوم بقصف مدفعي طوال الليل بمناطق متفرقة وقرب الساحة التي أحرقتها سابقاً . وحذر المسؤولين في السلطة من استمرار استخدام العنف ضد المحتجين الذين يمارسون حقوقهم التي كفلها الدستور بالطرق السلمية . وأشار إلى أنهم يريدون جر الثورة السلمية إلى مربع العنف وتحويلها إلى مواجهات مسلحة . كما أكد أن الأمين العام للمجلس المحلي طلب من السلطات العليا تعزيزات عسكرية، حيث وصلت خلال اليومين وحدات من الحرس الجمهوري والأمن المركزي بهدف إشعال الحرب ضد هذه المدينة التي يدفع أبناؤها ضريبة مدنيتهم .

وأرجع استهداف هذه المدينة عن بقية المدن التي تشهد احتجاجات وتظاهرات مطالبة بإسقاط النظام، لسببين، الأول أن القائمين على الناحية الأمنية يتعاملون بجنون ضد المعتصمين، والثاني استضعاف أبناء مدينة تعز المدنيين الذين لا يحملون السلاح .

من جانبها قالت السلطة المحلية بمحافظة تعز إنها اتفقت مع وجهاء ومشائخ وأعيان المحافظة على تشكيل لجنة من الوجهاء لتفعيل بنود وثيقة التهدئة الموقعة بين السلطة المحلية والمعارضة الشهر الماضي، والتي تتضمن سحب قوات الحرس الجمهوري من أحياء المدينة مقابل سحب المسلحين القبليين الموالين للثورة .

وقال محافظ تعز خالد حمود الصوفي إن الاتفاق جاء خلال لقائه وجهاء ومشائخ وأعيان شرعب والتعزية، مشيراً إلى أن “هناك من يريد أن تكون تعز ميداناً ومسرحاً لتصفية الحسابات وأن هناك عناصر يجرها انتماؤها الحزبي السياسي للعمل على هدم المعبد بمن فيه إذا فشلت في تحقيق أهدافها ومشاريعها بالطرق الديمقراطية أو الحوار” .

ودعا الصوفي من وصفها ب “العناصر التي تقود التمرد ضد الدولة” ب “العودة إلى رشدها وطرح مطالبها على السلطة المحلية التي سيتم معالجتها بكل شفافية وإنصاف”، مستدركاً بالقول إن “الدولة ليست عاجزة عن كبح مثل هذه التمردات وهي لم تستخدم بعد كل أدواتها لفرض هيبتها واحترام النظام والقانون” .

وقال الصحافي محمود طه إن المدينة تشهد مساء كل يوم انفجارات مستمرة منذ ما يقارب الشهر على مناطق داخل المدينة دون مبرر، وهدفها فقط إرهاب القاطنين قرب ساحة الاعتصام، ويقول طه ل “الخليج” إنه ومنذ أيام تكثف قوات الحرس الجمهوري ضرباتها المدفعية والرشاشات على مناطق الستين وقرب مطار مدينة تعز ومعسكر الجند نتيجة رد المسلحين على هجوم الجنود وقاموا بتوجيه ضربات عليهم، مشيراً إلى أن مواجهات شرسة بين الطرفين قرب المطار ومعسكر الجند .

وأوضح أن السلطات اليمنية حولت مدينة تعز إلى ثكنة عسكرية وتواصل حشودها منذ يومين لمهاجمة المرابطين بساحة الاعتصام، وقال إن السلطة حولت هذه المدينة إلى “برميل بارود” وتهدف إلى قتل أبناء هذه المدينة التي أشعلت الثورة في اليمن .

وكانت مصادر محلية يمنية قد قالت إن مسلحين أعطبوا آليات عسكرية تابعة للحرس الجمهوري أثناء معارك الليلة قبل الماضية في شارع الستين مع محاصرتهم لمدرعات وآليات كانت في طريقها إلى مدخل مديرية شرعب السلام التي تتهمهم السلطة بأنهم من يقومون بمهاجمة النقاط العسكرية، وأضافت المصادر أن قوات الحرس الجمهوري قصفت بالمدافع وقذائف الهاون مناطق عدة خارج مدينة تعز، ما دفع عشرات الأسر للنزوح إلى مناطق ريفية آمنة، وقالت إنه في حال استمرار القصف من قبل القوات الحكومية فإنه سيتسبب في نزوح مئات الأسر إلى خارج المدينة وقد تحدث مجاعة .