لحج نيوز/ أنيس منصور -
قال الدكتور ناصر الخبجي- رئيس ما يسمى بمجلس قيادة الثورة السلمية في محافظة لحج, إن الحوار يمثل قيمة حضارية وإنسانية للتواصل بين الأفراد والمجتمعات, في إشارة منه إلى دعوة الرئيس علي عبد الله صالح للحوار المزمع أن يبدأ في السادس والعشرين من ديسمبر الحالي, إلا أن الخبجي شدد على أن الحوار سيضل ناقصا إذا لم تكن أطرافه واضحة ومحددة, مشترطا أن يكون نائب الرئيس الأسبق علي سالم البيض طرفا رئيسيا فيه على أن يكون تحت رعاية الجامعة العربية والأمم المتحدة, مؤكدا أن أي حوار دون تلك الشروط لن يكون إلا نوعا من العبث وإهدار الوقت, على حد تعبيره.

وحذر الخبجي في المسيرة الجماهيرية التي احتشدت اليوم الخميس في مدينة الحبيلين بردفان مما أسماها بـ"مؤامرة خطيرة تستهدف المواطنين من أبناء الشمال في محافظات الجنوب بغرض زرع الفتنة والكراهية بين الشعبين الشمالي والجنوبي وفي نفس الوقت تريد دفع الحراك السلمي إلى مسار العنف وهذه سياسة أمنية رخيصة وغير أخلاقية بأن تجعل من حياة المواطنين من أبناء الشمال كورقة أمنية لتنفذ مخططاتها" على حد تعبيره.

وأضاف الخبجي أمام المسيرة الجماهيرية- التي تأتي للأسبوع الثاني على التوالي تلبية لدعوة ما بات يعرف بمجلس قيادة الثورة السلمية بجعل يوم الخميس من كل أسبوع يوماً للتظاهر في مختلف مناطق ومحافظات الجنوب حتى إطلاق سراح المعتقلين من السجون- أن "على أبناء الشمال أن يدركوا أن ما يجري من تقطعات وقتل وإرهاب لأبنائهم في الجنوب يقف خلفها قادة الألوية العسكرية في الضالع وأبين ولحج لتصفية حسابات مع الحراك وقادته من خلال خططهم الأمنية بقتل أبناء الشمال لإثارة الرأي العام المحلي واستفزاز مشاعرهم الغاضبة ضد أبناء الجنوب وتعميق مشاعر الكراهية بين شعب الشمال وشعب الجنوب".

وأكد الخبجي رفض الحراك وإدانته للعنف وعدم الانجرار إليه والتمسك بالنضال السلمي الديمقراطي كخيار استراتيجي, مشيرا إلى أن الحراك بريء من كل الأفعال والجرائم والتقطعات وإزهاق الأرواح البريئة, حد قوله.

وكانت مدينة الحبيلين بالإضافة إلى طور الباحة ومدينة الحوطة بمحافظة لحج قد شهدت مسيرات حاشدة اليوم الخميس, رفعت فيها الشعارات الداعية إلى مواصلة النضال السلمي, في حين رفع آلاف المشاركين لافتات قماشية أكدت رفضها لما أسمتها بالحلول الجزئية, كما أكدت رفضها للحوار إلا على قاعدة ما أسمته بـ"فك الارتباك", وارتدى بعض المشاركين قمصانا رسم عليها علم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية, حاملين صور البيض وعلي ناصر وصورا لقتلى ما يسمى بالحراك الجنوبي وصور المعتقلين في سجون السلطة.

وفي الوقت الذي ازدحمت فيه مسيرة الحبيلين بحضور كثيف للمشاركين, تمكنت السلطات الأمنية مدعومة بمن يسمون بأعضاء الدفاع عن الوحدة في منطقة كرش من قمع المظاه رة التي كان يعتزم أن يقيمها مواطنون هناك, في حين شهد خط عدن تعز انتشارا مكثفا للأطقم العسكرية التابعة لمعسكر لبوزة عقان.

وقد اكتف المحتجون في كرش, نتيجة التشديد الأمني, بتوزيع بيان فعاليتهم الاحتجاجية, الذين عبروا فيه عن تقديرهم للجهود التي قامت بها منظمة هيومن رايتس ووتش, والذين قالوا إنها فضحت نظام صنعاء الذي يرتكب صنوف الانتهاكات, وفقا لتعبيره.

وأضافوا في بيانهم أن التقرير على الرغم من أنه كان ناقصا ولم يشمل كل الانتهاكات التي اُرتكبت لكنه كان مقبولا, داعين بقية المنظمات الدولية والإنسانية الدولية والمحلية إلى أن تحذو حذو منظمة هيومن رايتس, مطالبين بالإفراج عن المعتقلين ورفع النقطة العسكرية التي تم استحدثها في منطقة عقان التابعة لمديرية المسيمير محافظة لحج, وإلغاء الأحكام القضائية السياسية ضد نشطاء الحراك.