لحج نيوز/كتب:محمد الصبريصنعاء -
راودتني أفكار كثيرة وأنا أتابع ما يجري في تونس ومصر، وكنت أتمنى أن أكون هناك شاهداً عن كثب تلك التحركات ضد أكثر الأنظمة العربية عداءً للأمة العربية، وباعتبار مصر موطن الحركة القومية التي قادها المفكر والقائد جمال عبدالناصر، فإن أية ثورة تحدث ضد النظام المصري تلبي تطلعات الشارع العربي، ولا أنكر أن اليمن والنظام السياسي فيها لم يصل إلى الحد الذي وصلت إليه بعض الأنظمة العربية، إلا ان الالتزام السياسي مع حلفائنا في المشترك يجعلنا نواصل نضالنا في ظل القانون والدستور وحرية الرأي.
ومن البديهي الإشارة إلى نضال التنظيم الناصري على امتداد عقود من الزمن ضد كل أشكال العنف والهمجية والعقليات القبلية، التي نالت من الشهيد الرئيس ابراهيم الحمدي، هذا النضال الذي يجعل من الاحتجاجات القائمة مطلباً شعبياً لإسقاط النظام.. ودخول المشترك مع شباب الثورة والتحالفات القائمة صفحة جديدة تعزز من علاقات التيارات القومية مع الحركات الاسلامية وغيرها من التيارات..
والمشهد السياسي القائم صورة تعبر عن الوحدة الوطنية رغم ما تشهدها من أخطاء بسبب تدخلات القبائل وعقلية القبيلة التي يقودها الشيخ حميد الأحمر واخوانه، ومن أجلها اصبحنا نقدم التنازلات تقديراً للدعم اللامحدود بالمال ورجال القبائل لمساندة هذه الثورة.
ما يخشاه الشباب وأحزاب المشترك المتواجد في ساحة التغيير وساحات أخرى في عموم المحافظات اليمنية لا يأتي من السلطة، الخوف من حميد الأحمر الذي تسلط على أحزاب المشترك، وأصبح مالك القرار والموجه الحقيقي للتصعيد القائم حالياً، في حين نرى ان هناك مجالات يمكن المناورة في إطارها لانتزاع مطالبنا التي طالما ناضلنا من أجلها، ولكننا لا نستطيع الافصاح عن هذا الأمر تحسباً لأي تصرف أحمق، يمكن ان يقدم عليه الشيخ حميد الأحمر، الذي يعيش هستيريا ملحوظة طغت على تعاملاته مع كل قيادات أحزاب المشترك.
هناك حقائق كثيرة تستدعي النقاش والطرح عن العلاقات الخفية واستغلال ثورة الشباب لتحقيق طموحات سياسية فردية فردية ضد نظام علي عبدالله صالح الفاسد، لا يجدر بنا تناولها الآن، باعتبار ما يجري حالياً يلبي جزءاً من التطلعات.. ووجود حميد الأحمر أثَّر سلباً على الثورة، وفي نفس الوقت هناك خريطة جديدة تتشكل في اليمن علينا التعامل معها باعتبار حميد الأحمر أحد أبرز عناصرها القيادية. |