لحج نيوز/متابعات -
شهدت العديد من المدن اليمنية صباح اليوم تظاهرات حاشدة هتفت في بعضها الجماهير لرحيل الرئيس علي عبد الله صالح وهتفت أخرى تأييداً لمبادرته ورفضاً للفوضى، فيما انفردت تظاهرات مدن اليمن الجنوبية بالهتاف للجنوب وحده والثورة من أجل "الاستقلال".
ففي العاصمة اليمنية صنعاء ظهرت قيادات اللقاء المشترك لأول مرة خلف قواعدها الشابة التي أشعلت الشرارة الأولى للشارع أمام جامعة صنعاء للمطالبة بالتغيير ورحيل النظام، والتحمت معها حشوداً قبلية كبيرة من أنصار الشقيقين حميد وحسين الأحمر، الذين توافدوا إلى العاصمة منذ مساء أمس الاثنين، كما قيل أن بين المتظاهرين مجموعة غير كبيرة من الحوثيين..
وشهدت تظاهرات المعارضة اليوم حضوراً للقواعد النسوية لأحزاب اللقاء المشترك، وطغى مشهد الوجوه المألوفة من عناصر أحزاب اللقاء المشترك على المشهد الشبابي، والذي بدى للكثير من الشباب غير مرغوب فيه، وقالوا أنه من شأنه أن "يفسد" ثورتهم.لكن في ساحة التحرير بصنعاء كان المشهد مختلفاً تماماً، حيث أن الزخم البشري كان كبيراً جداً، واعتلت الرؤوس صور الرئيس صالح واللافتات المنددة بالفوضى والتخريب والمؤيدة لمبادرة الرئيس. وكانت هتافات المتظاهرين تسمع في أرجاء بعيدة من العاصمة.. كما أن أنصار الحاكم والمشترك يتبارون في استعراض قوة الحشد الشعبي، رغم أن الغالبية العظمى من الإعلام اليمني لا يقترب من تظاهرات أنصار الحاكم، ويسلط أضوائه على تظاهرات المعارضة، في نفس الوقت الذي يعاني إعلام الحاكم من انهياراً في أدائه.
ولم يكن المشهد في العاصمة مختلفاً بشيء عما شهدته مدن يمنية أخرى مثل تعز والحديدة والبيضاء وعمران التي شهدت هي الأخرى تظاهرات من الفريقين بين من يطالب برحيل الرئيس، ولا يرفع غير كلمة (إرحل)، وبين من يرفع صور الرئيس ويدعو للاحتكام لصناديق الاقتراع ويحذر من جر اليمن إلى الفوضى.
لكن في محافظة مأرب، أصيب جندي برصاص عناصر مسلحة من أنصار اللقاء المشترك خلال إطلاقها النار على نقطة أمنية عند مدخل شرقي مدينة مأرب إثر قيام أفراد النقطة بمنع تلك العناصر من دخول المدينة للمشاركة بمسيرة المعارضة جراء حمل بعض عناصرها أسلحة.
لكن في المحافظات الجنوبية كان المشهد مختلفاً تماماً، حيث أن هتاف (ثورة.. ثورة.. يا جنوب) و(برّع.. برّع يا استعمار) التي يرفعها الحراك الانفصالي منذ بدايته هي نفسها التي تكررت في الضالع ولحج وشبوة وعدن..
ففي الضالع اصطدمت تظاهرتين للحراك واللقاء المشترك وحدث اشتباك محدود بين عناصر الفريقين، فيما توعد القيادي في الحراك شلال علي شائع بأن الحراك سيتصدى لأي تظاهرات تخرج في الضالع لا تدعو إلى استقلال الجنوب.. الأمر الذي اضطر عناصر المشترك إلى العودة أدراجهم والانسحاب من الشارع بعد وقت قصير من بدء التظاهرة... لكن المشترك عوض خسارته بمدينة الضالع بمسيرات في قعطبة ودمت حشد إليها المئات من طلاب المدارس الذين دخلوا رهانات المشترك منذ أكثر من أسبوع حتى أصبحت المدارس خير منهل لكل من يريد التظاهر.
في لحج كان الحضور قاصراً على الحراك الانفصالي دون منافس آخر، إلاّ أنه كان مشهداً دامياً، حيث قامت مجموعة من عناصر الحراك بإطلاق الرصاص على العقيد/ حيدرة هيثم حسن- مدير الأمن السابق لمديرية الحبيلين- وأردته قتيلاً. ويفيد شهود عيان أن الشهيد حيدره هيثم كان مارا بسيارته أمام البنك الأهلي بالحبيلين فتعرض لإطلاق نار من قبل مسلحي الحراك فلفظ أنفاسه الأخيرة في الحال.
وفي شبوة كان الحضور قاصراً على الحراك، غير أن التظاهرات في عدن تراجعت وشهدت معظم مديرياتها هدوءً نسبياً قياساً لفترة سابقة. وأرجع عدد من أبناء عدن ذلك التراجع إلى الحزام الأمني الذي ضربته السلطات الأمنية حول عدن منذ ثلاثة أيام، ومنعت من خلاله دخول أي جماعات من المدن المجاورة، بينها قافلة من أبناء تعز قوامها 150 مشاركاً كانت تعتزم التظاهر في عدن لكن السلطات اعترضت طريقها في "نقيل الإبل" وأجبرت المشاركين فيها العودة أدراجهم، كما لو لسان الحال يقول (عدن للعدنيين)!!
(يوم الغضب)- كما أطلقت عليه أحزاب المشترك- انتهى مع أول تكبيرة لأذان صلاة الظهر، بـــدون غضــب.. فلا أحد يعود من تظاهرات اليمن إلاّ وفي جيبه "حــق القــات".. وهذا بحد ذاته يبدد أي غضب متوقع!!
نبأ نيوز