لحج نيوز/بققلم:محمد القيداني -
•رغم أني أعتبرها كبوة جواد أصيل سرعان ما ينهض ليعاود التحليق من جديد.. إلا أن مواقف الرجال تظل شاهدة على عظمة الثقة في النفس والقدرة على تجاوز النجاح وعدم التمترس خلفه.. وبذات الروح تكون المواقف في الشدائد مهما كانت صغيرة أو كبيرة لأنهم أدركوا حجم المسئولية وتشريف المناصب والنزول عند رغبة الجماهير.
•هكذا ترجل القائد بشموخ فكان معلما ملهما حتى وهو يرسم المشهد الختامي لقصة طويلة من التألق في صناعة الإنجازات وهندسة التفوق بتنوعها عالميا أو قاريا وحتى عربيا وخليجيا لرياضة المملكة العربية السعودية ولكرتها على وجه التحديد.. لم يجبن أو يحتمي بإنجازات مضت ليتمترس خلفها .. لم يرمي عن كاهله المسئولية.. باحثا من خلالها عن كبش فداء.. بل تقدم الجميع وتحمل النكسة والصدمة في آن واحد وقال لا لوم عليكم فقد أديتم ما عليكم!!
•ودع سمو الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام الأسبق لرعاية الشباب بالشقيقة الكبرى السعودية بتقديم استقالته أو إقالته والفرق بين المعنيين لا يهم فالدرس جاء سعوديا وبمرسوم ملكي.. وقبل كل ذلك فضل الأمير سلطان أن يعطينا درسا لا يأتي إلا من رجال كبار فقط يتقدمون في الشدائد قبل الأفراح والليالي الملاح.
•لم يخسر المنتخب السعودي على أرضه .. لم يسقط بين جماهيره بالأربعة والخمسة.. لم يفقد الأخضر ماء وجهه.. بل ظل هو الأخضر السعودي ومع ذلك أقيل أو استقال في المقابل كانت النكسة في عدن أثناء استضافة اليمن لمنافسات خليجي عشرين فوق الوصف .. إلا أننا لم نشاهد أي ردة فعل بإقالة الوزير حمود عباد كمسئول أول عن الرياضة اليمنية.. أو استقالة العيسي رئيس إتحاد الكرة بل.. فاجئنا عباد بتلك المقابلة التي لم تسئ إلا له شخصيا وهو يتهم الجماهير اليمنية بالمعتوهة.
•تمت إقالة الأمير أو استقالته وهو خارج أرض المملكة.. أثناء تأديته لمهام عمله كرئيسا لبعثة السعودية في نهائيات الدوحة.. قرار جاء تلبية وامتصاصا للغضب الجماهيري في السعودية جراء ذلك الإخفاق إلا أنه كان كعادته مدركا لعظمة المسئولية فكان أول من حمل نتائج تلك الخروج من الباب الضيق للأخضر السعودي.
•في حين حول الوزير عباد ورئيس إتحاد الكرة أحمد العيسي تلك المرمطة الكروية التي تعرض لها منتخب اليمن الأول وقسمت ظهر الفرحة لدى الجماهير إلى إنجاز وطني خالد يتغنون به دون إدراك لحجم الكارثة التي تعرض لها الوطن إجمالا فهل يعي مثل هؤلاء دروس الكبار وهل وعت القيادة السياسية في بلادنا مثل تلك القرارات الشجاعة التي جاءت بمرسوم ملكي لم يتردد في القول بأن الأمير سلطان منح الرياضة الكرة السعودية إنجازات لا أول لها.
•هل تغنى الأمير بها أو قال أنا عملت وصنعت.. لم ينطق ببنت شفة بالقدر الذي كان فيه مدركا لحجم مسئوليته وتحمل نتائجها رغم سجله الحافل بالانجازات التي لا يدركها من هم في شاكلة العيسي أو عباد مع العلم بأنه في ذات الوقت أقال لجنة التطوير في الاتحاد السعودي برئاسة الأمير نواف بن فيصل نتيجة لتوصياتها التي كانت سببا في الإبقاء على البرتغالي بيسيرو.
•وعلى أمل أن تدرك قيادتنا السياسية مثل تلك التدخلات والقرارات الصائبة يظل الأمل بأن نعي الدرس السعودي وبالمجان حتى لا نصاب بإخفاقات رياضية وكروية يظل جاثما على صدرها صناع الإخفاق وحملة معاول الهدم لا البناء.. شكرا لسعة صدوركم .
[email protected]