لحج نيوز/بغداد - خاص -
أصدر سماحة المرجع الإسلامي الإمام الشيخ حسين المؤيد بياناً إستنكر فيه بشدة العدوان على بيوت المسيحيين في بغداد و هذا نص البيان :- " مرة أخرى تمتد يد الإثم و العدوان و الجريمة لتتطاول على أخوة لنا في الوطن و شركاء لنا في الأمل و الألم على أعزتنا المسيحيين فتعتدي عليهم في بيوتهم الآمنة و تروع النساء و الأطفال و الشيوخ و تقتل الأبرياء المستأمنين الذين يعيشون في العراق وطننا المشترك مسالمين .انّ هذا العمل العدواني الوحشي لا يمكن أن يقره ضمير إنساني نقي , و لا يمكن أن يقبل به عقل سليم أو منطق قويم . كما ترفضه شرائع السماء , و يبرَء منه الإسلام و ترفضه شريعته السمحاء , و منظومته العقيدية و الشرعية و الأخلاقية .انّ المسيحيين العراقيين هم أبناء هذا الوطن و هم في إمتدادهم التاريخي بناة الحضارة العراقية العريقة . و منذ دخول الإسلام الى العراق كانوا جزءَ ايجابياً من المجتمع المسلم و ساهموا في بناء الحضارة العربية و الإسلامية و إكتسبوا هويتها و كانوا جزءً مهماً فيها , و حظوا برعاية الخلافة الراشدة منذ فتح العراق , و عاشوا في العراق مسالمين يشكلون عنصر خير للمجتمع المسلم , و تعاملوا مع المسلمين بمحبة و مودة و شاركوهم في السراء و الضراء و لم يسجل عليهم التاريخ مفردة تآمرية قط .إن إستهداف المسيحيين في العراق و في المشرق العربي يأتي ضمن مخطط جهنمي مدروس ينفذ على أيدي أناس ينسبون أنفسهم الى الإسلام زوراً و لكنهم يتحركون ضمن مخطط يستهدف مسيحيي المشرق الملتصقين بعروبتهم المتفاعلين مع ثقافة المجتمع المسلم , و من هنا ندرك أن هذا المخطط يستهدف العروبة و الثقافة الإسلامية و يعمل على تشويه صورة الإسلام و على إخراج المسيحيين العرب من جبهة الصراع ضد المسلمين و إستدراجهم لصفقات و حسابات تدخل في خانة الحرب على الإسلام .إنني إذ أستنكر أشد الإستنكار هذا العمل العدواني أدعو المؤسسات الدينية و مراجع الدين الى وقفة مشرفة فاعلة مع أخوتنا المسيحيين و ضد هذه الأعمال البربرية البعيدة عن روح الإسلام و نصوصه . و أدعو الى تشكيل رأي عام عراقي يقف بوجه هذه الجرائم , كما أدعو الى توفير الحماية الكاملة و الكافية للمسيحيين ولكل العراقيين , و أهيب بأعزائنا المسيحيين أن يتمسكوا بالصبر و الإنتماء العراقي و العربي و أن يزدادوا تمسكاً بالوطن و المواطنة الصالحة لتذهب مخططات الأعداء الرامية الى إخراج المسيحيين من أرضهم أدراج الرياح . و أدعو المغرر بهم ممن ضل سعيهم في الحياة الدنيا , و يحسبون أنهم يحسنون صنعاً أن يثوبوا الى رشدهم و يرجعوا الى تعاليم الإسلام التي تأبى عليهم مثل هذه الأعمال الإجرامية البعيدة عن منطق القرآن و سيرة الرسول الأعظم عليه أفضل الصلاة و السلام و سيرة خلفائه الراشدين و صحابته الميامين رضي الله تعالى عنهم أجمعين و عن فقه الإسلام و ما قرره فقهاء المسلمين .و أخيراً أعزي الشعب العراقي و أعزائنا المسيحيين بهذا المصاب الجلل سائلاً الله تعالى أن ينزل على العراق و العراقيين الأمن و السكينة و السلامة و يملأ حياتهم محبة و سعادة و رخاء أنه سميع مجيب " . |