لحج نيوز/بقلم:مؤيد عبدالله النجار -
لقد حق القول على الوثائق التي نشرها موقع ويكيليكس الألكتروني بشأن الجرائم والإنتهاكات التي نفذتها حكومة رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي في العراق بأنها (فضيحة من العيار الثقيل).
ولما كانت فضيحة ويكيليكس قد أطاحت بجميع مخططات ملالي إيران لإحكام السيطرة على العراق للسنوات الأربع القادمة من خلال تجديد ولاية المالكي (عميل إيران المخلص)، كان لابد من القيام بتحرك سريع على كافة الجبهات لترميم ما يمكن ترميمه من صورة المالكي الملطخة بدماء الآلاف من العراقيين الأبرياء الذين أبادهم في سجونه السرية أو اغتالهم في الشوارع بأوامر سرية صادرة من مكتب رئاسة الوزراء إلى فرق الموت والميليشيات الطائفية والعصابات التي تلقت تدريبها في إيران.
وتشير المصادر الإعلامية إلى أن المالكي وبعد فضيحة ويكيليكس هرع على الفور إلى طهران والتقى هناك بمسؤوليه لبحث كيفية مداراة الفضيحة وتلافي تداعياتها على النظام الحاكم في العراق، والذي هو في حقيقته مستنسخ عن التجربة الإيرانية في الحكم الفاشي المغلف بالدين.
وكان من ثمار لقاء المالكي بالمجرم المدعو سعيد جليلي والذي يشغل منصب رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني في طهران الاتفاق على إقامة معرض للصور المزيفة المنسوبة لسكان مخيم اشرف في نادي المهندسين الكائن في شارع فلسطين ببغداد في محاولة للتغطية على جرائم النظام الإيراني في العراق، تزامناً مع نشر وثائق ويكيليكس التي فضحت بالأسماء الصريحة قادة فرق الموت الإيرانيين الذين عملوا تحت إمرة المالكي وذبحوا الآلاف من المدنيين العراقيين.
ومن جديد اُوكل تنفيذ هذه المهمة المخابراتية إلى الجاسوسة العراقية الشهيرة أحلام المالكي، التي تحمل صفة مديرة منظمة وهمية لا وجود لها تحمل اسم (بلدي)، والتي هي في حقيقتها إحدى فرق الإغتيالات المتخصصة بالبحث عن الصحفيين العراقيين ودعوتهم إلى الندوات والمهرجانات الموالية لملالي إيران وتوريطهم بالقيام بتغطية إعلامية لها، فقد أقر أحد المصورين الذين حاولت أحلام المالكي توريطه من خلال تسجيل اسمه الثلاثي وعنوان سكنه بأنها هددته بصورة غير مباشرة بأنه (سيتعرض للمشاكل) في حال عدم التزامه بتقديم التغطية الإعلامية المناسبة لنشاطات السفارة الإيرانية، وهذا ما اضطره إلى ترك عمله في الفضائية التي كان يعمل فيها.
إن رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي ومن خلال تنظيمه نشاطاته المشبوهة هذه التي تنفذها قريبته وصديقته (الجاسوسة أحلام)، يقدم اعترافاً رسميًا بأن جميع ما ورد في وثائق ويكيليكس بشأن جرائمه صحيح، فالرجل يعشق الرئيس الإيراني أحمدي نجاد عشق الإبن لأبيه، ويعبد الدجال الخامنئي عبادة أهل الجاهلية للأوثان، وهذا (الهوى الإيراني) جعله يلقي كل معاناة شعبه وراء ظهره ويزحف إلى طهران خاضعًا طائعًا معلناً ولاءه المطلق للولي الفقيه الإيراني!
والسؤال هنا: كيف سينتفع المالكي بـ(محبة) الولي الفقيه بعد أن بات منبوذاً من قبل أبناء الرافدين الأحرار؟! هل ستدخل المدرعات الإيرانية بغداد تحمله مكللاً بالغار إلى مبنى مجلس الوزراء في المنطقة الخضراء ليتم فرضه على العراقيين كرئيس للحكومة؟!
إن المالكي ومن خلال شغله لمنصب رئيس الوزراء للسنوات الماضية لم يكن له عمل سوى إرضاء أحمدي نجاد بشتى السبل، من خلال محاصرة وتعذيب المعارضين الإيرانيين في مخيم أشرف بمحافظة ديالى، وإقامة المهرجانات والندوات المؤيدة لنجاد في بغداد بتنفيذ من قبل صديقته (أحلام)، أما تحسين الخدمات كالكهرباء والماء والنهوض بالمستوى الإقتصادي الهابط في الحضيض وتثبيت الأمن في شوارع بغداد المرقشة بالشظايا، فكل ذلك لم يكن له وجود على اجندة المالكي بطبعتها الفارسية!!
[email protected]