لحج نيوز/ صنعاء -
يحتفل شعبنا الأبي في كافة ربوع الوطن اليمني يوم غدٍ الخميس بالعيد الـ47 لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، تواصلا للاحتفالات الرسمية والشعبية بأعياد الثورة اليمنية الخالدة " سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر".
تلك الثورة التي مثلت منعطفا تاريخيا هاما في مسيرة النضال، وجسدت واحدية الثورة اليمنية على امتداد الساحة الوطنية في الانتصار لقضايا الشعب العادلة في التحرر من الاستبداد الإمامي والكهنوتي المباد، والاستعمار الجاثم على جزء غالي من الوطن الحبيب، واستمرارية العطاء الثوري المتدفق ليتحقق النصر في الـ30 من نوفمبر 1967م المجيد برحيل آخر جندي من أرض اليمن الطاهرة، ولتتواصل الانتصارات بتعاضد آيادي وهمم الشجعان وسواعد الأبطال الميامين الذين هبوا من كافة مناطق اليمن بمختلف فئاتهم وشرائحهم الاجتماعية، لتقديم كل غالي وثمين للذود عن الثورة الأم 26 سبتمبر، ودحر الحصار الظالم عن صنعاء، الذي حاول خفافيش الظلام ومن يقف ورائهم وأد الثورة وحلم الشعب في مهده.
وبهذا الانتصار الذي أهل الأعداء وجعلهم يعضون أصابع الندم ويجرون أذيال الخيبة، تكسرت المؤامرات على صخرة صمود طليعة الشعب وقواه الحية التي نذرت نفسها ونضالها وحياتها لتحقيق أماني وتطلعات الشعب صاحب المصلحة الحقيقية في الثورة والتغيير، ولتتوج مسيرته النضالية الواحدة بالانتصار العظيم في الـ22 من مايو 1990م بإنجاز وحدته الوطنية الخالدة، والتي حقق بها الشعب اليمني قاطبة وطليعته النضالية وقيادته السياسية ممثلة بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وإخوانه المناضلين، أغلى الأهداف، وحلم الأحلام، وأسمى التطلعات المتمثلة في إعادة اللحمة الجغرافية للوطن، وإعادة الاعتبار لتاريخه، ووضع مداميك النهوض الحضاري والديمقراطي والمستقبلي لليمن الجديد، يمن يشارك في بنائه وتطوره كل أبنائه على مختلف مشاربهم واتجاهاتهم تحدوهم المصلحة الوطنية العليا وتنظيم حياتهم بكل مجالاتها, مرجعهم الدستور
والقانون والنظام.
وحرى بكل أبناء اليمن، وجيل الوحدة على وجه الخصوص، ونحن نختفي بهذه المناسبة الغالية، أن نعيد قراءة سفر الثورة اليمنية ومسيرة النضال والجهاد الوطني بكل فصوله ومحطاته التاريخية، قراءة صحيحة، بعيدا عن التشويش والادعاء والهرطقة والتأويل المغلوط، لنستلهم المعاني العظيمة لأهداف تلك الكوكبة المتميزة والنقية من الأمراض والعلل والبعيدة عن المصالح والشلل.. أولئك الأفذاذ الذين انطلقوا من على القمم وكل مناطق اليمن بأبعاده الجغرافية يحملون أرواحهم على اكفهم لتلبية داعي الوطن، ليسطروا درسا وطنيا سيظل نبراسا مدى الدهر لكل صاحب عقل في نكران الذات والتسامي عن الصغائر والأحقاد، تقدم بكل ثقة ملحمة وطنية منفردة في أنشودة الثورة التي تردد صداها من جبال حجة ووديان مأرب وخولان وصعدة وجبال نقم وعيبان، ليتواصل ويلتقي مع مراكز التدريب الثوري بتعز وإب ومواقع النضال في ردفان وعدن ولحج وأبين والضالع وحضرموت، تلك الملحمة الوطنية التي ساندها الشعب والتف حولها وتغنى بها الأدباء والفنانون، كونها عبرت بصدق عن الضمير الوطني، ولم ترهن نفسها لمصالح ضيقة وزائلة، أو تستجيب للأمراض المتخلفة في التشرنق والتلبس بالمناطقية والمذهبية والمرامي الخبيثة لأعداء الشعب ومستقبله.
واليوم، وبهذه المناسبة الوطنية لسنا بحاجة لتقديم مواعظ وكلام مكرر، بل ندعو مخلصين ومتجردين ولوجه الله والوطن، كل من لديه الحكمة والعقل وكان شاهدا على التاريخ وخبر الأمور وخبرته الأيام والأحداث والصعاب.. كل وطني غيور وكل في موقعه، باعتبار ذلك من أوجب الواجبات وأنبل الأعمال، بالقيام بالتوعية وتبصير المضللين، وكشف الزيف عن التاريخ والحقائق والأحداث التي جرت وبكل مصداقية، لأبعاد الشوائب التي حاول البعض إلصاقها بمسيرة الوطن، الذي يواجه صعوبات جمة في هذه الظروف الحساسة التي تبين معادن الرجال، حتى تظهر الحقيقة ويعتبر الواهمين ويعودوا إلى رشدهم، ويرجع الغاوون عن غيهم، ويعتبروا بسنن الكون والتاريخ، بان الشعوب لا تغفر لكل خائن وعميل والمتربصين شرا بوطنهم، ومآلهم على الدوام مزبلة التاريخ .
وإنها لمناسبة، لتجديد التأكيد أن هذا الشعب الجبار والمؤمن، قد انتصر على إمبراطوية كانت لا تغيب عنها الشمس، وجعلها تغيب عنها، واستطاع دحر المحاصرين لصنعاء من كافة الاتجاهات والنواحي، رغم أنهم كانوا مزودين
بأحدث الأسلحة التي يعمل عليها المرتزقة وشذاذ الآفاق الذين استجلبوا للعمل على إجبار الشعب اليمني على العودة إلى حياة التخلف.
ورغم كل ذلك وغيره، انتصر المؤمنون الصابرون المثابرون الصامدون، أصحاب الحق المعتزين بوطنهم وثورتهم، وسيظل التاريخ يذكرهم في أنقى صفحاته الناصعة حتى قيام الساعة .. وإننا على ثقة، بان هذا الشعب الأصيل المكافح لقادر حاضرا ومستقبلا على الصمود والانتصار مهما كانت ظروفه وتكالب عليه الأعداء الظالمين وتفتقت ذهنياتهم الخبيثة والشريرة بالمكائد والدسائس والمؤامرات، التي مآلها الفشل لا محالة، وننصحهم إعادة قراءة التاريخ واستيعاب دروسه.
وأخيرا، وجماهير شعبنا اليمني تحتفل بالعيد الـ47 لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، نقول بملئ أفواهنا مرحى بعيد الـ14 من أكتوبر.. مرحى أعياد الثورة اليمنية الخالدة التي أبادت عهود الديكتاتورية، وفتحت أفاقا جديدة من الحرية والتطور والنماء.. طوبى للشهداء الأخيار، الذين هم عند ربهم يرزقون.. وللثورة التجديد والتجدد لما فيه خير ورفعة وتطور وازدهار الشعب والوطن.
سبأ |