لحج نيوز/أحمد العريمة – الجبيل - تعيش منيفة علي الشمري وأبناؤها وبناتها الأربعة، إضافة إلى أبناء وبنات صديقتها المتوفية، منذ أعوام عديدة حياة البؤس والشقاء، بعد أن سيطر عليها الفقر من كل جانب، وأحال هذه المرأة، ومن تعولهن إلى مندوبات دائمات على الجمعيات الخيرية هنا وهناك، لعل وعسى يجدن فيها ما يسد رمقهن. وكما سيطر الفقر على هذه الأسرة، سيطر الغموض على مستقبلها، وبدت أحلامها مبددة يائسة من تحسين الأحوال.
وتقول منيفة، التي تعيش في شقة صغيرة»أسكن في غرفة واحدة، ملحق بها مطبخ ودورة مياه في سطح إحدى العمارة السكنية بالجبيل، بأجر شهري 1000 ريال، مضيفة: «أفراد عائلتي يأكلون وجبة واحدة في اليوم، ونضطر للتسول عند المطاعم القريبة من سكنها للحصول على أكل لأبنائها وبناتها».
وتواصل حديثها «تعودت أن أنتقل بين الجمعيات الخيرية، بحثاً عن مساعدات فيها، كما أطرق باب أصحاب الأيادي الخيِّرة، ربما أجد من يمد لي يده بالمساعدة، حتى أتمكن من تربية هذا الكم من الأولاد والبنات»، بيد أن هناك عقبة تقف في طريق حصولها على مساعدات من الجمعيات الخيرية، وتقول: «تقف الجنسية عائقاً أمامي وأمام أبنائي وبناتي، الذين لم يتمكنوا بعد من الحصول على أبسط حقوقهم كالتعليم والصحة».
وتتابع «كنت متزوجة من رجل، وكانت حياتي مستقرة وسعيدة، وحدثت مشكلات بيننا، وتطلقت منه، بعد أن رزقني الله بأربعة أبناء منه»، مضيفة: «توليت تربية أبنائي، ليس هذا فحسب، وإنما حملت هماً إضافياً فوق رأسي، حيث كانت لي صديقة، توفيت واستودعتني أبناءها وبناتها الأربعة»، مؤكدة «أصبحت الحياة صعبة للغاية، حيث إنني أعول الآن أبنائي محمد وسلمان وموضي وفاطمة، وأبناء صديقتي سعد وأحمد وندى وسعدية منذ أعوام عديدة».
وقالت منيفة: «لم يصدر لي هوية وطنية حتى هذه اللحظة رغم أنني سعودية الأصل، وبالرغم أنه تم تسجيل طلب لي برقم 4443 وتاريخ 12 / 06 / 1431 هـ بأحوال الجبيل»، موضحة «كنت في السابق، أعيش في الصحراء والبادية بالقرب من النعيرية، وبعد زواجي، حاولت أن أسعى جاهدة أنا وزوجي أن أحصل على الجنسية، حيث كان والدي ووالدتي -يرحمهما الله- لا يحملان الجنسية بسبب الجهل والمعيشة البعيدة عن حياة المدن والتعليم والاهتمام والصحة أيضاً».
وتؤكد بقولها «صدر لي صك إعالة صادر من محكمة الجبيل رقم 4539/ 31 بتاريخ 11 / 04 / 1431 هـ، يؤكد أنني أعول أبنائي وبناتي، وكل ما أحلم به أن «أحصل على الجنسية، لكي يتعلم أبنائي وبناتي، ويحصلوا على الرعاية الصحية، التي تحميهم من متاعب الحياة»، موضحة «لو حصلت على الجنسية، سوف أتمتع وأبنائي بخيرات كثيرة كالتعليم والصحة والضمان الاجتماعي ومساعدات كثيرة، وأن أراجع الدوائر الحكومية».
|