منذ إطلالتها الأولى على الجمهور أبت الفنانة الشابة والنجمة اليمنية سراب عادل إلا أن تنطلق بقوة، فاختارت جناح العمالقة من نجوم الفن الأوائل دون غيرهم لتحذو حذوهم منذ البداية..
أعلنت الحرب على بنات جيلها من الممثلات اللاتي تكتظ الساحة الفنية بهن فأثبتت وجودها دون منافس.
ترفض الوصول إلى النجومية من خلال الأدوار المبتذلة والمشاهد الفاضحة.. باعتبار الفن رسالة نبيلة وليس جسداً.. ثقتها بنفسها ليس لها حدود.. تعشق الأدوار الصعبة..
“الجمهور” التقتها في ساحة مؤسسة المسرح والسينما لتناقش معها العديد من القضايا المتعلقة بالفن.. وغيرها من القضايا ذات العلاقة.. فإلى الحوار:
بداياتك الفنية متى عرفت أنك أقرب إلى التمثيل اكثر من أي شيء آخر؟
- منذ الطفولة.
¿ بالنسبة لدراستك؟
- لدي مؤهل جامعي بكالوريوس تربية من جامعة صنعاء تخصص فلسفة.
¿ يعني لم تتلقي دروساً في التمثيل في بداية حياتك المهنية؟
- نعم لم أتلق أية دورات تدريبية أو تأهيلية في هذا الجانب قبل الظهور على المسرح أو التلفزيون.
¿ من اكتشف الفنانة سراب؟
- طبعاً الفضل يعود للفنان الكبير سالم العباب فهو من اكتشف موهبتي الفنية وقدمني إلى الدكتور سمير العفيف، وهذا أيضاً له الفضل الكبير فيما وصلت إليه اليوم من نجاح منذ البداية.
أعمال هادفة
¿ هل لديك احصائية معينة عن الأعمال الفنية التي قدمتها حتى الآن؟
- اعتقد أكثر من 20 عملاً مسرحياً غير الأعمال التي اعتذرت عن المشاركة فيها.
¿ وبالنسبة لرصيدك في الأعمال الدرامية؟
- عندي رصيد كبير جداً من الأعمال الدرامية الهادفة وليس التميز في كثرة الأعمال وانما من حيث العمل الجاد والهادف، يمكن أنني قدمت إلى التلفزيون خلال السنوات القليلة اللي ما قدرش يقدمه فنان آخر له عشرين سنة.
عمالقة الفن
¿ ما الأعمال التي من خلالها عرفك الجمهور؟
- الجمهور عرفني من أول عمل شاركت فيه وهو مسلسل “موال الصمت”، للمؤلف الكبير محمد عبدالولي واخراج سمير العفيف.. طبعاً الذي أظهرني وزاد في قوة أدائي وجعلني انطلق بشكل صحيح هو أنني بدأت مع عمالقة الفن وكنت الوحيدة الوجه الجديد بينهم.
¿ تقصدين ان شهرتك الفنية ليست من كثرة الأعمال التي شاركت فيها وانما من خلال مشاركتك لممثلين كبار؟
- نعم هذا الذي اشهرني وقواني وشجعني على الأداء المتميز.
¿ يعني مشاركتك للنجوم اشهرتك بسرعة على عكس زميلاتك الممثلات الأخريات؟
- يعترف الواحد لما يكون في البداية ما يأخذش على طول بطولة لمسلسل معين لكنني والحمد لله من أول عمل شاركت فيه أخذت دور البطولة فيه وحافظت على المستوى المطلوب.
¿ هل لديك مواهب أخرى إلى جانب التمثيل؟
- نعم كتابة الشعر.. أحب أغني كذا بيني وبين اصحابي.
¿ يعني هل ممكن نتوقع ان تطلي وتفاجئي جمهورك كفنانة غنائية في يوم ما؟
- لا اعتقد لأنه من غير الممكن ان اسمح لأي عمل ان يأخذني من مهنة التمثيل.. إنها تسري في دمي.
¿ طيب ماذا كتبت من الشعر.. كم قصيدة شعرية لديك؟
- طبعاً كتبت الشعر وعمري 15 سنة ولدي الكثير من القصائد الشعرية في جوانب عديدة.. في السياسة، الحب والغزل، الحزن وغيرها، ولكنني الآن توقفت عن الكتابة.
¿ لماذا؟
- بسبب انشغالي.. يعني لم أجد وقتاً كافياً لكتابة الشعر لأنني إلى جانب كوني ممثلة ايضا اعمل حاليا في المؤسسة العامة للمسرح والسينما.
نظرة قاصرة
¿ هل واجهتك صعوبات في بداياتك الفنية؟
- بالنسبة لي لم تعترض طريقي المهني أية صعوبات خاصة وان التحاقي في مجال التمثيل كان عن طريق فنان كبير وهو سالم العباب، بالعكس لاقيت تشجيعاً من الكل، لكن كان الشيء الصعب الوحيد هو نظرة المجتمع القاصرة إلى العمل الفني والتمثيلي وبالذات عمل المرأة، لكن الحمد لله المجتمع اليوم نظرته تغيرت إلى الأحسن واصبح يفكر بشكل كويس وينظر لهذا الموضوع بشكل متفهم وواعي.
¿ افهم ان هناك من شجعك في محيطك العائلي ووقف إلى جانبك؟
- نعم.. لا يوجد هناك من أسرتي من يعترض على دخولي مجال التمثيل والجميع دعموني وشجعوني على الاستمرار لأن أسرتي أسرة مثقفة وواعية.
¿ هناك من يرى ان هناك شللية بين الفنانين.. ما تأثير ذلك على المشهد الفني والثقافي من وجهة نظرك؟
- هذا فعلا حاصل والدليل على ذلك أن هناك فنانين ونجوم كبار مجمدون.. يعني ما يشتغلوش!!.. تمر سنة وراء سنة وهم على هذا الوضع بدون عمل، والسبب عندنا الشللية الموجودة.
شللية طاغية
¿ ممكن توضحين أكثر؟
- بصراحة هناك مخرجون مثلا لهم شلة معينة.. يعني ممثلون معينون يشتغلون معه.. وهو نفسه الذي يشتغلون معه سنويا.. وللأسف الأعمال الفنية اليمنية أعمال موسمية يعني في السنة مرة، وممكن تكون موجود في العمل حق هذه السنة وممكن تكون غير موجود بسبب الشللية الطاغية على العمل، وهذا السبب جعل معظم الفنانين- ان لم يكونوا كلهم- يندفعون للعمل مع القطاع الخاص.
¿ برأيك ما الذي يمنع الفنان اليمني من الوصول إلى العربية؟
- بالنسبة لي شخصياً حققت هذا الحلم لكن هناك معوقات تحد من طموح الفنان اليمني لتحقيق هذا المطلب، منها السمعة.. سمعة الفنان خارج المحيط الجغرافي من خلال ما يروج له البعض من اساليب رخيصة تنتقص من قيمته وامكانياته مقارنة بالفنانين العرب.. يعني ما يساوونه بالفنان في الدول العربية، رغم انه يوجد فنانون يمنيون يتمتعون بكفاءات وامكانيات عالية وموهبة قد تكون أفضل أو لا توجد في فنانين عرب، بالإضافة إلى المادة.. سعر الفنان اليمني هناك بخس.. يعني وزنه المادي أو مقداره لا يضاهي شيئاً إسوة بفناني الخليج أو بعض الدول الأخرى.
¿ لكن هناك من يرى ان المشكلة في الدراما اليمنية وليس في الممثل بحد ذاته؟
- صحيح الدراما عندنا ضعيفة ولكن هناك بعض الفنانين إذا كانوا غير قادرين يظهرون في بلادنا فكيف سيكون لهم ظهور على المستوى العربي في ظل وجود الشلليات الموجودة على الساحة الفنية.
¿ بالنسبة لمشاركاتك الخارجية؟
- لي مشاركات في عدد من الأعمال العربية وطلب مني أن أشارك في بعض الأعمال، واعتذرت عن المشاركة في اغلب الأعمال الفنية العربية التي عرضت علي.
أدوار جريئة
¿ لماذا؟
- بعض هذه الأعمال تتطلب مني تقديم ادوار جريئة لا تتفق مع العادات والتقاليد اليمنية وهذا السبب الذي جعلني اعتذر.
¿ افهم ان شركات انتاج عربية عرضت عليك التمثيل أو المشاركة؟
- أكيد هناك شركات انتاج مصرية وسورية وسعودية، لكنهم طلبوا ان أقدم أدواراً جريئة مرة.

¿ يعني مشاهد ساخنة؟
- نعم.. ولكنني كما قلت لك اعتذرت على شأن احافظ على وزني بشكل صحيح.
¿ متى تلقيت هذه العروض؟
- لا يوجد هناك موعد محدد وانما اتلقى اتصالات سنويا.. يعني كل سنة يتصلون بي يعرضون علي المشاركة في أعمال تلفزيونية عربية.
¿ اتصالات ممن تحديداً؟
- زي الممثل والمخرج السعودي عبدالله العامر الشهير بعبدالله العسيري والذي يعمل في (M.B.C).. اتصل بي اكثر من مرة.. يعني كلما فيه أعمال جديدة يتصل بي، وايضا اتصل بي من مصر الفنان الكبير سمير غانم والفنانة عايدة رياض لذات الغرض.
¿ ماهو العرض الذي قدمه لك المخرج عبدالله عامر؟
- رشحني لدور البطولة لمسلسل “جزيرة النساء” بمشاركة نجوم سعوديين وفنانين خليجيين آخرين، وكذلك في مسلسل آخر لا اتذكر اسمه لأقوم بدور بنت مغنية وراقصة في كبريه في البداية، ثم تتطور الأحداث لتكون هذه الفتاة ملكة جمال ولها علاقة بشيخ، ولكنني رفضت ذلك بسبب المشاهد المايعة.
سيدة الشاشة
¿ ألا ترين أن رفضك أو اعتذارك سيحد من نجوميتك وعلاقتك بالفنانين على الساحة العربية؟
- لا بالعكس.. رفضي للمشاركة في مثل هذه الأعمال الدرامية لأن عندي ثقة عميقة ان النجومية لم تتحقق لفنانة معينة بهذه الطريقة.. في بعض الدول العربية يقنعون المرأة أو الفنانة أو الممثلة بعمل مشاهد مغرية من اجل الوصول للنجومية وهذا خطأ.. فاتن حمامة لم تقدم أدواراً مغرية ومع هذا حققت النجومية لتصبح سيدة الشاشة الأولى، أيضا الفنانة عبلة كامل لم تقدم مثل هذه الأدوار إلا أنها أثبتت وجودها على الساحة الفنية.

أفضل “الصعبة”
¿ ما الأدوار المفضلة أو التي تحبين أداءها؟
- أنا أحب الأدوار الصعبة التي تظهر إمكانياتي كفنانة مش الأدوار المبتذلة والمايعة، وهذا ما يميزني عن الفنانات الأخريات، وجميع المخرجين الذين تعاملت معهم يشهدون لي بذلك.
¿ برأيك ما سبب تدني أو ضعف الدراما اليمنية؟
- والله انا ارى ان الدراما اليمنية بدأت تنفتح نوعاً ما وإنما التشابه في الأعمال.. يعني كثرة الأعمال اليمنية بسبب القطاع الخاص ولكن جميعها تخوض في نفس الموضوع وإنما بأسلوب مختلف.
¿ كيف.. ممكن توضحين؟
- يعني فيه أعمال تناقش مثلا قضية معينة واعمال اخرى تناقش الفكرة نفسها والقضية نفسها، وانما لكل كاتب أو مخرج اسلوبه الخاص في طرحها درامياً.
دراما موسمية
¿ طيب لماذا لا تكون الدراما اليمنية مستمرة.. يعني انتاج متواصل بدلا من أن تكون موسمية؟
- لأنها محصورة في إطار معين وما تقدرش تخرج عن هذا الإطار.. على سبيل المثال الأسماء، أني مثلا معي اسم زوجي أو ابني اسمه كذا، وهذا يرمز لفلان معين سياسي، وهذه مثلا كاشفة شعرها طلعت بين الناس خرجت عن العادات والتقاليد.. يعني هذا التزمت والتحجر في العقلية يقف عائقا أمام انطلاقها.. شوف الأعمال المصرية بمختلف أطروحاتها سياسية كانت أو اجتماعية منع المختصون في الدولة الرقابة عنها ما جعلها تتخطى الحدود وتصل إلى العالمية.
¿ تقصدين ان الرقابة المفروضة على الدراما المحلية سبب ضعفها؟
- أكيد وهذا ما جعلها محصورة بشكل خطير.. يعني ما تقدرش تناقش المشاكل الاجتماعية.. مشاكل وقضايا المواطن بالصورة التي يجب، وانما في حال تناولها تكون على شكل رموز ليس إلا وهذا يفقدها الوضوح.
¿ يعني أنت تتهمين المعنيين في “الثقافة” و”الاعلام” بالوقوف وراء تدني الدراما اليمنية؟
- نعم والدليل على ذلك ان معظم الأعمال الدرامية التي اشتغلتها لم تر النور بعد بسبب تسييسهم لها.. يعني صنفت من خلال الرقابة المفروضة بأنها تناقش قضايا سياسية وهي في الحقيقة اجتماعية وما لهاش دخل من السياسة، كل واحد يفسرها كيف ما يريد واحتمال أن تكون محاربة شخصية ولهذا يتم تعميمها انها سياسية، وعشان كذا ما قدرت توصل إلى المستوى المطلوب وتتجاوز الحدود.
“الإرهاب” و”التحدي”
¿ هل تتوقعين ان تتخطى الدراما اليمنية الحدود وتصل إلى العربية؟

- إذا تحررت من القيود المفروضة عليها ومن أفكار القائمين عليها المتحجرة والمنغلقة ربما قد تحقق حلم كل فنان يمني.
¿ ماهو جديدك كفني؟
- والله انتهينا حاليا من تصوير عمل فني على شكل فلاشات شبيه بالمسلسل التلفزيوني “التحدي” من انتاج اتحاد نساء اليمن واخراج الأستاذ عبدالرحمن دلاق، يتكون من اربع حلقات يتناول قضايا اجتماعية كقضية تعدد الزوجات في حياة الرجل، كما نستعد لبدء تصوير المسلسل التلفزيوني “الإرهاب” وهو من اخراج عبدالرحمن دلاق واعتقد انني سأرشح لدور البطولة.
¿ من سيشاركك من الممثلين في مسلسل “الإرهاب”؟
- إلى حد الآن ما فيش عندي فكرة كاملة لأننا لم نبدأ في التصوير حتى اعرف المشاركين.
¿ ما تقييمك للمشهد الفني المسرحي أو الدرامي بشكل عام؟
- من حيث المسرح يفتقد المشهد للنصوص السليمة والصحيحة.. يعني ما يحصل اليوم هو ان المعنيين اصبح كل تفكيرهم في كثرة الأعمال سواء في المسرح أو التلفزيون، كيف يجيبون عملاً؟!!.. ما فيش اهتمام بجودة العمل الدرامي أو المسرحي أو ان يكون هذا العمل الفني الذي سيتم انتاجه هادفاً ومتميزاً.. يعني ما يهمهم هو الكم وليس الكيف!!.
نصوص جادة
¿ تقصدين ان المشكلة في عدم وجود الكتاب والمؤلفين؟
- ما فيش نصوص درامية ومسرحية جادة تناقش قضايا الواقع، تجعلك كفنان ومشاهد ايضا تتعايش معها، وهذا ما يجعل الممثلين لا يجسدون ادوارهم بالطريقة الصحيحة والسبب عدم تكيفهم معها.

¿ لكن هناك في الوسط الفني من يرى عكس ذلك.. يعني هناك كتاب مخضرمون على الساحة؟
- لأن بعض المخرجين يتعاملون مع كتاب مخصصين يمكن يكون هناك كتاب مميزون لكن ما يجري ان لكل مخرج كاتباً خاصاً ولا يهمه ان يكون هذا المؤلف أو الكاتب مميزاً أو غير ذلك، لأن ما يهمه عنه هو انتاج عمل بسعر معين وعرضه على المسرح أو الشاشة التلفزيونية بحثاً عن المال.
¿ افهم من كلامك ان الكتاب المتميزين والمخضرمين مهمشون ولم يتم التعامل معهم؟
- فعلاً وهذا ما تسبب في غياب الأعمال الجادة والهادفة عن الساحة الفنية لأن من يتم التعامل معهم من الكتاب الذين يرفدون الساحة بهذه الأعمال غير متخصصين وغير مؤهلين ايضاً.
تأثير عالمي
¿ كيف تقرئين واقع المسرح في بلادنا؟
- لا يوجد مسرح هادف.. يعني وجوده زي غيابه.. المسرح يعاني نفس التجربة التي تعانيها الدراما.. مهمش وغائب.
¿ ممن.. ومن المسؤول عن غيابه؟
- الجهات المعنية في الحكومة والمختصون في “الإعلام” و”الثقافة”.
¿ ماذا عن مشاركاتك الوطنية.. هل قدمت أعمالاً في هذا الجانب؟
- قدمت الكثير من الأعمال الوطنية منها على سبيل المثال فيلم “القارب” والذي يتم عرضه في كل المناسبات والاحتفالات الوطنية بعيد الوحدة 22 مايو 90م، شاركت فيه إلى جانب الفنانة الراحلة مديحة الحيدري، وهو من اخراج عبدالعزيز الحرازي وفيلم “الحنين” وغيرها من الأعمال الوطنية.
¿ بمن تأثرت من الفنانين أو الفنانات؟
- إيمان أمين، مديحة الحيدري.
¿ على المستوى العربي والعالمي هل تأثرت بفنان معين؟
- نعم امثال الفنانة الكبيرة فاتن حمامة، عبلة كامل، محمود عبدالعزيز وتوم كروز وآخرين من نجوم وعمالقة الفن العربي والعالمي.