لحج نيوز/بقلم:صقر عبد الولي المريسي -
فيما مضى كان الناس يعتبرون شهر ابريل هو شهر الكذب . لانهم يضطرون فيه ان يكذبوا كذبة واحدة تكون غالبا في اوله حسب الروايات ، اما اليوم فقد اصبح ابريل هو شهر الصدق والحقيقة . لماذا ؟
لان ابريل شهر قد يكذب فيه الناس كذبة واحدة ، فيما هم يكذبون في اليوم الواحد من باقي شهور السنة الف كذبة على الاقل ، ولانهم في ابريل دون غيره يعترفون وبشجاعة نادرة حيث يقولون بعد انتهائهم من قول الكذب ان هذه هي كذبة ابريل ، فيما هم في غيره من باقي شهور السنة وايامها يكذبون ويدافعون عن كذبهم بقلة حياء مؤكدين انها الحقيقة .
وهم لا يملكون الجراءة ولا القدرة على الاعتراف بانهم يكذبون ، لذلك فان شهر ابريل اصبح من الاولى ان نسميه شهر الصدق خاصة اذا ما علمنا ان بعض وسائل الاعلام المحسوبة على الوطن لا تكتفي بالكذب بل انها تجعل من كذبها ودجلها سكاكين تنخر بها جسد الوطن كل يوم الف مرة غير مبالية بالنتائج .
فماذا عن اعلام يصور خروج العشرات للتظاهر ضد وحدة الوطن بانهم الاف مؤلفة ، وماذا عن اعلام يسمي المسيرات والمظاهرات بالاسلحة المختلفة والغير مرخصة بانها مسيرات سلمية ، وماذا عن اعلام يصور التقطع والقتل والنهب والشغب والفوضى والحرائق واتلاف المصالح العا مة بانها حق مشروع ، وماذا عن اعلام يطالب بعدم المساس بالقتلة والسفاحين وقطاع الطرق باعتبارهم ابرياء ، وماذا عن اعلام يرفع الاسعار في الاسواق قبل ان يهم التاجر برفعها ، وماذا وماذا .... الخ ..
بعد كل ما ذكر وغيره مما نعلمه جميعا ولا يتسع المجال لذكره الستم معي بأن ابريل ارحم من غيره ؟ وان كذبة ابريل هي الحقيقة الوحيدة في زمننا هذا عند بعض الناس ! .
قد نعذرهم وقد يغفر الله لهم لو انهم بكذبهم هذا ارادوا رفع مظلمة ، او بعث التفائل في نفوس الناس في الاوضاع الصعبة التي يعيشونها ، او انهم بكذبهم هذا ارادوا درء الفتنة ، لكن عندما يكون كذبهم موجها سياسيا ويكون هو الظلم ذاته ، وهو التشاؤم بعينه ، وهو مدعاة للفتن وتهويل للمصائب وزرع الفرقة والتناحر بين الناس فقد خابوا وخاب مسعاهم وخسروا في الدنيا والاخرة ، حتى وان وجدوا في الدنيا جهات تكرمهم وتنفق عليهم من خيرات الوطن ، فأن الوطن منهم براء ولن يغفر لهم .