لحج نيوز/كتب:عبدالله المغربي - حين تنتهي الطرق أمامنا .. وتصل الأزمات بالشعوب حد حلوقها .. وتُبح الأصوات نداءاً واستغاثةً واستعطافاً والإفراط في السؤال .. دون أن يجد أولئك الصارخون والباكون والشاكون ومعهم كل النائحون - مُجيب - ويكتشفون حينها ان صدى شحرجاتهم المكلومة هي من تجيب على تأوئهاتهم من خلال ارتدادها اليهم وضجيجها المتعالي بحسرات "الحياة" يجدد ذلك في نفوسهم غليان الأوجاع وألآمهما .. كون المعنيون بقضاء حاجاتهم ومن يتوجب عليهم الاجابة على كل تلك التساؤلات وتفقد حالات أولئك الشاكون من أمثالكم..
انه من المحزن والمؤلم أن يكتشفون حينها ان من حسبوهم ولاةً للأمر يُصعرون خدودهم، ويتبخترون بحقوقٍ عامة هي ملكا لكل اولئك المطحونون من عامة الشعب بغير وجه حق. والمضحك المبكي عندما يُصادفك فأل النحس وتُصدم بأحمق وأرعن بين أولئك المتبخترون يغرد خارج السرب عندما تشاهده يوزع صكوك الوطنية على هذا ويتهم أخر يبحث عن راتبه ويُطالب حقه .. بالعمالة والارتزاق .. فإقرأ حينها ما تيسر من الذكر ليُجنبك الحق حماقةً لا تُحمد عُقباها !.
وفي وقتٍ يتعرض وطنٌ وشعبٌ لعدوانٍ سافر وحصارٍ جائر وتآمراتٍ عديدة وترى الأعداء يتجاذبون اراضية ويتقاسمون مدنه ويسطون على ثرواته ، ووسط هذا كله ترى الصمود والثبات وحين تفتش ستجد العزيمة والإباء واذا بحثت جيداً ستُدرك حقيقة العرب العاربة ويتأكد لك أن اليمانيون أصل العرب ومن ارضهم منبع العُروبة، حينها سترى لوحة جمالية وصورة ثلاثية الأبعاد كل الملامح دقيقة فيها - ومع تفحصك للجمال والابداع في الصورة تلك سيقع نظرك على بقعة حبرٍ سوداء، وسيشدك والألم يعتصرك ذاك اللون الكحلي القاتم، لتُتمتم حينها بلا شعور .. ليت الجمال اكتمل وتتمنى لو ان اللوحة تلك خلت مما أعابها ..!.
تصبر الشعوب ، لكن حين تُغلق كل الأبواب أمامها وتُسد كل الطرقات ، تكون كسيولٍ جراره بفعل غيثٍ منهمر جاء من بعد قحطٍ وشدة - سيولٌ تجرف ما أمامها وتبتلع كل ما ظنه البعض منيعٌ لها ومتجاوزةً كل الحواجز والسدود ومدمرةً تجرف كلما هو أمامها ..
صحيحٌ ان العدوان يتربص بِنَا وان الأعداء يتمنون هلاكنا ويبحثون عما قد يُنهينا ويطمس وجودنا من الخارطة بكل مسمياتها، وفوق هذا كله يصرون على ذلك في الوقت الذي مازالت الميادين تكتظ بملايين الشرفاء اليمنيون الذين يرفعون شعارهم على العهد باقون ، لكن ذلك لن يدوم طويلاً - ان استمر المعنيون بأمرنا ومن وليّناهم علينا في البحث والتنقيب عن مصادر تزيد من ثرواتهم ، وعقد اجتماعاتٍ والدخول في نقاشات ليس بهدف مواجهة أعداءنا ولا توحيد جبهاتنا او الحث على الالتزام باتفاقاتنا او .. او .. او .. لكن اؤلئك المعنيون بأمرنا والمُلزمون بصرف رواتب موظفينا ظلوا ولا يزالون حتى اللحظة منهمكين في الترتيب للسيطرة على المزيد من المرافق العامة او الصناديق المستقلة او مناصب حساسة أو هيئاتٍ اجتماعية او تأمينيةً ومعاشات .. لاهثين وراء أموال ُشعبٍ مطحون في كل يومٍ يموت وحقوق صامدون لم يقبلوا بالخيانة ولانهم رفضوا العمالة ورضوا بالمُعاناة والمرارة لكنهم ابوا الذل او المهانة ، وليدرك جيداً من تولوا امرنا بإن من رفض الخنوع للاعداء سيرفض في يومٍ مآ أن يُهانوا بصمودهم او يموتوا جوعاً حتى يحيا الكبارات فيهم ولن يكونوا ابداً الضان التي يلتهمها الذئاب ولا الغزلان التي تفتك بها الاسود ، وسيكونون السيل الذي سيطمث الجميع والغيث الذي يطمس كل هذه الملامح ..! |