بقلم/ المستشار- ثابت الحاشدي -
توطئة :"إن الحرب على اليمن تعكس الأيديولوجية الهمجية والبربرية السعودية والمتمثلة بتدمير كل شيء إلى درجة تدمير كافة المنشئات الحيوية والخدمية كالمستشفيات والجامعات والمدارس بل وملاحقة وقتل الطُلاب والنازحين والمُسعفين بالمزيد من الغارات واستخدام الأسلحة المحرمة دولياً ضد المدنيين وفرض حصار بري وجوي وبحري ومنع دخول الأدوية والأغذية والمشتقات النفطية على اليمن" .
ربما العنوان واضحاً .. لبعض السياسيين والمتابعين لخفايا الصراعا القُطبي بين نظام آل سعودي الوهابي المتطرف الذي ظهر مؤخراً ، عبر دعمه ومساندته للتنظيمات الإرهابية كداعش والقاعدة وجبهة النصرة وانصار الشريعة المنتشرون بكثافة في عدد من الدول العربية كا(اليمن ، سوريا ، ليبيا ، مصر ، تونس ، العراق) ، وبين دولة الملالي والولاة بزعامة شاه إيران الذي يستخدم الملف الفلسطيني واللبناني ودعم نظام بشار الأسد ضد تحالف الغرب مع قطر وتركيا والسعودية ، وكذلك التحكم الإيراني بل وبسط نفوذ المخابرات الإيرانية على ثلثي العراق .
ولاتتعجبوا أو تصيبكم الدهشة إذا ما عرفتم بأن روابط وعلاقة متينة تربط بين بلدي الشر (إيران ، والسعودية). هذه الروابط التي قد يستحيل فكفكتها أو حلحلتها من قبل أي قوى بالأرض
لماذا ؟
.. لأن القاسم المشترك بين الوهابية والشيعة المتشددة هو واحد .. والغرض من إظهار الصراع بينهما وعدم التقبل للآخر هو مجرد نزاع الغرض منه ارتفاع نسبة المنتمين والمؤيدين للأفكار الطائفية والمذهبية والشيعية والسنية ، لأقناع العالم بأن أي صراعات تحصل داخل الوطن العربي ما هي الا صراعات عقائدية مذهبية طائفية وليست صراعات إقليمية كما يتصوره البعض .. هكذا يقول إعلام محوري الشر (إيران ، السعودية) ، من إجل إخفاء حقيقة مايحدث ل(اليمن ، وسوريا ، والعراق ، وليبيا) .
إن نظام القُطب الواحد"المُسيطر" الذي انتهى إبان الحرب الباردة بين (أمريكا ، والاتحاد السوفيتي) ، بدأ يظهر للسطح من خلال دول محور الشر (قطر ، السعودية ، إيران ، تركيا ، إسرائيل) التي تُريد الحصول على الزعامة في مملكة الشرق الأوسط الجديد الذي مزقته مؤامراتهم وتحالفاتهم وأصبح عالم بلا روح وبلا أيدلوجيه أو نُظم تُسيره أو تخرجه مما أصابه في ربيع الإخوان العبري .
وحتى الخلاف الذي يظهر بين الفينة والأخرى في إعلام دولتي الشر (إيران ، وآل سعود) ما هو إلا زوبعة في فنجان يُراد منه تشتيت الانتباه على ما يُحيكون من مؤامرات على الأمة العربية والإسلامية وشق صفوف المسلمين بذرائع (المذهبية والطائفية) المزعومة والذي ظهر كنقطة خلاف بين قطبي الصراع الإيراني السعودي .. ظاهرياً ، أما الواقع فهو يقول : أن إيران والسعودية لن يرتاح لهم بال ما لم تتفكك الأمة العربية وتضعف حتى تصبح أوهن من بيوت العنكبوت .
وإذا ما رجعنا بذاكرتنا للوراء سنجد أن إيران هي المستفيد الأكبر لما حصل للعراق من غزوا أمريكي غربي ، بالرغم من أن السعودية كانت الداعم الأكبر لنظام الراحل الشهيد صدام حسين عندما دخل في حرب مع نظام الخُميني في الثمانينات ومع ذلك العداء الظاهر لنظام آل سعود ضد نظام إيران .. إلا أن التسريبات المخابراتية الأخيرة التي كشفتها (ويكلكس) تؤكد عمق ومتانة العلاقات السعودية الإيرانية والسعودية الإسرائيلية والإيرانية الإسرائيلية ، وحجم التبادل التجاري والسياسي والثقافي والاجتماعي والتآمري على شعوب المنطقة العربية والإسلامية .
إذاً فالواقع يقول : لا داعي لتضحكوا علينا .. بمحاربة الشيعة والمجوس الإيرانيون باليمن الذين يشكلون خطراً على دول الخليج وخاصةً السعودية المجاورة لليمن .. فلقد نجح السعوديون والإيرانيون في إقناع الشعوب العربية والإسلامية بأن ما يجري لليمن هي حرب طائفية مذهبية بين الشيعة والسُنة إلا أن حقيقة هذا الإدعاء صار واضحاً ومكشوفاً للعيان ، لأن ثمرة العدوان على اليمن برزت للسطح ليشاهدها الجميع عرباً وأجانب ، رؤساء ومرأوسين ، سياسيين ومثقفين ، أُميين ومتعلمين ، رجال ونساء وأطفال .، مواقع وصُحف وقنوات .
ختاماً :
نريد منكم يا"بعران" الخليج أن توضحوا لشعوبكم الخليجية فقط . ماذا تعني زيارة الرئيس الإيراني لعدد من دول الخليج الأسبوع الماضي؟
وما هو السبب الرئيسي للعدوان على الشعب اليمني ؟