لحج نيوز/متابعات -
كشفت دوائر سياسية وديبلوماسية يمنية النقاب عن مخطط شرع فيه الفار عبد ربه هادي وحزب التجمع اليمني للاصلاح يقضي بانتقال حكومة هادي وفريق عملاء الرياض إلى محافظة مأرب لتحصين جبهات الحرب التي يعتزم الاصلاح وفريق عملاء الرياض مواصلتها بعد توقيع انصار الله وحزب المؤتمر على وثيقة مبادئ لاتفاق وقف النار والعودة لمفاوضات الحل السياسي استنادا إلى الجهود التي قادها وزير الخارجية الاميركي جون كيري في مسقط واعلان كل من الرياض والامارات الموافقة على الاتفاق الذي يتوقع أن يزيح هادي من المشهد السياسي كليا.

وأوضحت المصادر أن الفار هادي ابلغ مقربيه بأنه سيبقى في السعودية بانتظار تسويات دولية تحدد وضعه المستقبلي حال المضي باتفاق مسقط للحل السياسي، مشيرة الى أنه “استجاب لضغوط حزب الإصلاح الدفع بحكومته إلى محافظة مأرب لتكون مقرا دائما لها مع قيادات الاصلاح والاحزاب المناهضة للحوثيين” لمواجهة أي ترتيبات تجري في اتفاق مسقط دون مشاركة هادي وحكومته.

وبحسب موقع “المستقبل” عن مصادر وصفها بالخاصة، فإن حزب الاصلاح اكد لهادي أن تحصن اعضاء الحكومة في مأرب بعيدا عن الإلتزامات السعودية المنتظرة بموجب اتفاق مسقط سيقود على أقل تقدير إلى اعتراف دولي بالقوى المناهضة للحوثيين المتواجدة على الارض بعدما اثبتت التجربة رضوخ الولايات المتحدة للأمر الواقع (اشارة إلى الحوثيين) كما اكدت لهادي أن وجود الحكومة في مأرب سيعزز موقف القوى الموالية لمواجهة اي ترتيبات دولية أو أممية لخارطة الحل السياسي تتم دون اشراك هادي وحكومته.

واذ قالت المصادر أن هادي لا يزال ينتظر تفاهمات بين الحليفين السعودي والأماراتي لضمان انتقال حكومة بن دغر إلى عدن إلا أن مصادر أخرى قالت إن هادي عدل عن مطالبه بهذا الشأن نتيجة تأخر الرد عليه ما عزز من موقف حزب الاصلاح الذي اكد أن انتقال الحكومة إلى عدن قد يفضي إلى تعقيدات تضعف موقف القوى الموالية للعدوان السعودي والرافضة لخارطة طريق المبعوث الأممي ناهيك عن انعدام الأجواء الأمنية الملائمة هناك.

الموارد المالية لقيادة المحافظات المحررة؛؛؛

وحظى انتقال بن دغر وبعض اعضاء حكومته إلى مأرب بدعم من قوى اقليمية مساندة لمشاريع حزب الاصلاح (قطر) كون هذه المحافظة مؤهلة لأن تتصدر قيادة المحافظات المحررة” كونها تمتلك قنوات مالية كبيرة (نفط وغاز) من شأنها تضمن تمويل العمليات العسكرية لفترة طويلة فيما قدم حزب الاصلاح بتأمين تواجد اعضاء الحكومة العميلة في هذه المحافظة خلال المرحلة المقبلة.

ووصل بن دغر أمس إلى محافظة مأرب رفقة نائبه عبدالعزيز جباري وعبدالله الأكوع وناصر باعوم وعبدالغني جميل، وعبده الحذيفي، وأحمد باصريح، وراجح بادي، فيما وصل محافظ البنك المركزي المعين من هادي منصر القعيطي إلى محافظة عدن منفردا.

وقال بن دغر لدى وصوله مأرب أمس أن وصوله وأعضاء حكومته “يأتي في سياق الترتيبات التي تجريها الحكومة لتطبيع الأوضاع في المحافظات المحررة”.

واكدت مصادر متعددة عزم قيادات حزب الإصلاح الانتقال إلى مربع العمل المسلح انطلاقا من جبهة مأرب التي ستتولى قيادة الجبهات الاخرى بالتنسيق مع الفار هادي وفريق عملاء الرياض وبعيدا عن تحالف الحرب الذي تقوده السعودية والامارات والذي يتوقع ان ينخرط في تنفيذ اتفاق مسقط للحل السياسي، قبيل انتهاء ولاية أوباما وتقلد دونالد ترامب مقاليد السلطة في اميركا.

وتقول المصادر أنه وبعد تجاهل الرياض مناشدات هادي وموقفه وفريق عملاء الرياض الرافض لخطة الحل السياسي التي اقترحها المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ فإن الاتجاه الغالب لدى هادي وحزب الاصلاح هو الاتجاه نحو خيال التصعيد الميداني المسلح ردا على ما اعتبروه “اقصاء للشرعية وتحويل المفاوضات بين السعودية وقوى الانقلاب ”

وترجمة لهذه التوجهات اطلق المطبخ الدعائي التابع لتنظيم الإخوان هاشتاغا في موقع التواصل الاجتماعي ” تويتر” حمل وسم #كيري_الجواب_ماترى_لاماتسمع ” في اشارة إلى الترتيبات الميدانية التي شرع فيها هادي وحزب الإصلاح للعمل المسلح لمواجهة جهود التسوية السلمية للأزمة.

حملة مناهضة واسعة ؛؛؛

وكان فريق هادي في الرياض شن حملة مناهضة للاتفاق الذي توصل اليه جون كيري مع القيادة العمانية ووفد انصار الله في مفاوضات الحل السياسي في مسقط والقاضية بوقف النار ابتداء من يوم غد الخميس واستئناف مفاوضات الحل السياسي بنهاية نوفمبر الجاري اعتمادا على الخطة التي قدمها المبعوث الاممي اسماعيل ولد، ولا سيما بعد تأكيدات كيري موافقة السعودية والإمارات عليها.

وقال عبد الملك المخلافي المعين من هادي وزيرا للخارجية إن اعلان كيري ابرام اتفاق على وقف النار لا يعني حكومة هادي.

واضاف في تغريدات نشرها في حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي “تويتر” اذا اراد كيري ان يحقق انجاز في نهاية عمله فلا يكون على حساب الشعب اليمني والعملية السلمية، مشيرا إلى أن ” الإدارة الأميركية الحالية لا تستطيع تقديم ضمانات لنا ولا لغيرنا”.

وعلق القيادي في التنظيم الدولي للإخوان ابراهيم آل مرعي على الاتفاق الذي رعاه كيري بالقول ” اثبت التاريخ أن الولايات المتحدة تنحني للدول التي تفرض واقعاً على الأرض وبإمكان الشرعية اليمنية ودول التحالف أن تفعل ذلك. النصر صبر ساعة” مشيرا إلى ان “جميع التضحيات التي قدمها التحالف في اليمن ليس لها ثمن الا بـتحرير صنعاء ونزع سلاح الحوثيين”.

واعتبر مدير مكتب هادي أن ما اعلن عنه الوزير كيري، أمر لا علم للحكومة اليمنية به مطلقًا، ولسنا طرفًا ” وهو التصريح الذي اعاد انتاجه عبد الملك المخلافي.

اما القيادي في التنظيم الدولي للاخوان الدكتور القطري عبدالله النفيسي فقد وصف تصريح كيري الأخير عن وقف إطلاق النار في اليمن بأنه ” غريب للغايه إذ نفاه الحوثي ونفته الحكومة اليمنية وكأن كيري يؤذن في مالطا “.

* المستقبل نت