لحج نيوز/كتب:هادي الشامي - بعد ما يقارب العامين من العدوان السعودي على اليمن، يبدو الوقت مناسباً للدفع بنفي ارتباط حزب الإصلاح بأي علاقة بجماعة الإخوان المسلمين، لموازنة الموقف تجاه الرغبة الإماراتية، خاصة في ظل الاتهامات المتسلسلة التي تبديها أبو ظبي تجاه الحزب وتسببه في الفشل، وفقاً لما علق ناشطون ومراقبون للوضع في اليمن.
تبرؤ الإصلاح من انتمائه للإخوان، عبر نشر رئيس هيئته العليا المتواجد في أنقرة، محمد اليدومي، ليس هو الأول من نوعه، حيث سبق للحزب أن نفى وأبدى تذمراً من نعته باسم التنظيم الدولي في أكتوبر من العام 2013، في بيان نشره الموقع الرسمي، ووصف بـ"أنه مثير للدهشة وغير المسبوق"، آنذاك.
النشر الذي جاء تزامناً مع ذكرى تأسيس الحزب 13 سبتمبر/ أيلول، قال اليدومي إنه صار لزاماً الاستمرار في تقديم الإصلاح إلى كل يمني على أرض الوطن أو في بلاد الاغتراب، كونه هو المستهدف الأول من هذا التذكير إلى جانب كل المهتمين بالشأن اليمني على المستوى الإقليمي والدولي..
ويشير مهتمون بالشأن اليمني أن حزب الإصلاح وجد نفسه بحاجة إلى إثبات عدم ارتباطه بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، بهدف حجز مكان له في صيغة أي توجهات للحل السياسي، في ظل الحديث عن مبادرة وزير الخارجية الأمريكية جون كيري للحل في اليمن، خاصة وأن الإمارات والسعودية تصنفان التنظيم ضمن "قائمة الجماعات الإرهابية".
وفي تعبير عن الدفع باتجاه حرب طويلة الأمد، في اليمن، جدد الإصلاح الالتزام باستمرار الشراكة الكاملة مع غيره من القوى وتحت قيادة "الشرعية" وبالشراكة مع التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية في الحرب تحت مبرر "إسقاط الانقلاب".
ومن المعلوم أن دولة الإمارات العربية المتحدة مثلت رأس الحربة الأكثر تشددًا، على المستوى الخليجي، ناحية الإخوان المسلمين.
وأواخر نوفمبر من العام الماضي، رفضت الإمارات عرضاً لحزب الإصلاح، تقدم به بعض قيادته المتواجدة بالرياض، مقابل المشاركة في "معركة تحرير تعز" – حينها - يقضي بتعيين محافظين من أعضائه لعدن وتعز، بالإضافة إلى وزارتين سياديتين (رافق ذلك حديث عن تشكيل وزاري يعتزم هادي إعلانه).
وقالت المصادر آنذاك، إن الإمارات رفضت ذلك، مرجعةً ذلك إلى توجس إماراتي من وقوف السعودية وراء الصفقة. وعُرف عن وزير الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، اتهامه لحزب "الإصلاح" بالتخاذل والخيانة، وأن "همهم الوحيد هو السلطة".
وأرجعت تقارير صحافية السبب الأبرز في تعثر "معركة تعز"؛ إلى حالة العداء الإصلاحية – الإماراتية.
وكانت قوات عسكرية تمولها الإمارات، قد اقتحمت في العاشر من حزيران الماضي، المكتب التنفيذي لحزب الإصلاح بالمكلا، مركز محافظة حضرموت، واعتقلت مديره، عوض الدقيل وأفراد الحراسة، بالإضافة إلى أخذ بعض الحواسيب (هارديسكات). وقالت مصادر لوكالة "خبر" – حينها - إنه تم العثور على وثائق وإثباتات ارتباط قيادات الحزب بالجماعات التنظيمية الإرهابية.
وفيما أكد الإصلاح، في نشره عبر رئيس هيئته العليا، أن الطريق الوحيد المشروع للسلطة هو الانتخابات النزيهة والشفافة، يؤكد امتعاضه من عودة مجلس النواب "البرلمان" للانعقاد ومنحه الثقة للمجلس السياسي الأعلى، وهو ما اعتبره ناشطون يمنيون تناقضاً في خطاب الحزب.
وفي الوقت الذي اعتبر "الإصلاح" امتلاك السلاح بكل أنواعه، هو حق للدولة وحدها ولا يحق لأي قوى سياسية أن تمتلك ميليشيات أو مجموعات مسلحة من أي نوع وتحت أي مبرر. فإنه يشارك بفعالية في مختلف الجبهات العسكرية من خلال جناحه العسكري، وعمد في الآونة الاخيرة إلى تفعيل جناحه الديني من خلال توظيف علماء الدين المحسوبين عليه للقيام بدور دعوي وزيارات إلزامية الى عدد من جبهات القتال في محافظات مأرب والجوف وصنعاء..
وفي تطابق مع الموقف السعودي، دان رئيس الإصلاح التدخلات الإيرانية "المدمرة في المنطقة"، معتبراً أن مواجهتها تمثل من الأولويات الضرورية لوقف كل أسباب التدخلات. مؤكداً أعتقادها أن "مواجهتها ووقفها عند حدها ومنع كل أسبابها يعتبر أولوية قصوى ينبغي العمل عليها".
|