لحج نيوز/الرياض:مسقط-صنعاء– فهد ياسين - في ظل الحديث المستمر عن مقترح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، بشأن اليمن، وجهود إحياء المفاوضات السياسية برعاية الأمم المتحدة على قاعدة "اتفاق شامل وكامل"، تؤشر المعطيات إلى عصف لحق بالعلاقة بين الرياض وهادي، المستاء من وضع مصير الرئاسة على طاولة اتفاق نهائي، فيما تعطي وسائل إعلام مقربة من السعودية مؤشرات إلى دفع هادي للعودة إلى عدن.
بدا لافتاً ما أعلنته قناة "سكاي نيوز" عربية الممولة سعودياً وتبث من الإمارات العربية المتحدة، عن ترتيبات عسكرية وأمنية تجري بصدد عودة نهائية لعبدربه منصور هادي وحكومته بشكل نهائي إلى مدينة عدن - بمناسبة عيد الأضحى (..) - وذلك بتنسيق من قبل دول "التحالف" بقيادة السعودية.
وعلق مصدر سياسي يمني في الرياض أنه من المرجح أن السعودية بدأت فعلياً بخطوات ضغط على هادي خاصة بعد امتعاض الأخير بشأن اللقاء الذي جمع المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ بوفد صنعاء في مسقط بعد وساطة القيادة العمانية وتصريحاته التي مست مصير "المؤسسة الرئاسية وتشكيل حكومة جديدة".
ويعتبر مصير الرئاسة هو عقدة المنشار في المفاوضات اليمنية، حيث يدرك هادي أن أي اتفاق يعني انتهاء وظيفته السياسية، ولذلك يدفع باتجاه عدم الخوض في مسألة المؤسسة الرئاسية، بحسب المصدر.
وكشفت مصادر سياسية خليجية ويمنية في الرياض، أن الأخيرة تماطل في الرد على مقترح أمريكي يقضي بإعلان هدنة في اليمن لمدة ثلاثة أيام خلال عيد الأضحى.
ويفترض بموجب المقترح، أن تتوقف الغارات الجوية التي تشنها مقاتلات العدوان السعودي على المدن والمحافظات اليمنية والتي شهدت تصعيداً كبيراً خلال الأسابيع الأخيرة.
وأوضحت الخارجية الأميركية، أن كيري شدد خلال لقاء مع ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، على أهمية تفعيل الهدنة من قبل جميع الأطراف. وأضافت، أن الهدنة ستسمح للمبعوث الخاص للأمم المتحدة، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ببدء المشاورات مع كلا الجانبين.
وفي سياق السباق المحموم نحو "تحسين شروط التفاوض" الذي صار لازمةً تتكرّر بالتوازي مع كل حديث عن مفاوضات جديدة، لم يُنتج على امتداد الأيام الماضية سوى مزيد من التعقيد. ففي جميع الجبهات تواجه السعودية خسارات مستمرة، وسط مكاسب تحققها قوات الجيش واللجان الشعبية سواءً في الداخل أو ما وراء الحدود..
ومع تزايد مؤشرات "عودة المفاوضات" جاء التصعيد السعودي المُباشر، على الأرض ومن الجو عبر مئات الغارات خلال أيام، ليُشكّل نقلة سيلزمُ مزيداً من الوقت كي تُترجم تبعاتها على المشهد برمّته.
ويبدو جليّاً أنّ المشهد في جبهات ما وراء الحدود قد دخل مرحلة "لم يكن متوقعاً" من قبل جميع الأطراف ذات الصلة المباشرة الرياض، واشنطن، وتشكيلات المرتزقة (الجيش الوطني/ المقاومة). أمّا المواقف الأممية والأميركيّة فتُظهر حرصاً مستمرّاً على إضفاء مزيد من الغموض على التفاصيل التي تتعلق بمقترحات الحل المزمع تقديمه إلى الأطراف في اليمن.
ويقول مسئولون يمنيون، إن الهدنة على الأرض لن تكون ممكنة بقرار بالنظر إلى أنها تحتاج إلى لجان ميدانية لتثبيت الهدنة، وهو ما فشلت فيه بالفعل تجربة اللجان الميدانية الأخيرة خلال مفاوضات الكويت. مؤكدة، أن العدوان السعودي يجب أن يوقف غاراته الجوية المدمرة والقاتلة بالتوازي مع وقف دعم ودفع المرتزقة ميدانياً.
وبرغم اللقاء الذي جمع وفد صنعاء بولد الشيخ بعد وساطة عمانية في مسقط، لا تزال الأمم المتحدة تكرر وعودها بعودة الوفد إلى اليمن. دون أن يلوح في الأفق أي شيء بشأن ذلك بسبب استمرار الحظر السعودي على الرحلات من وإلى مطار صنعاء.
وكالة خبر
|