لحج نيوز/احمد الحبيشي - في حديثه الى قناة (الميادين) مساء الخميس ، قال الأخ حميد عاصم عضو الوفد الوطني في مشاورات الكويت ، ان عبداللطيف الزيّاني الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي وصل الى الكويت والتقى بأعضاء الوفد الوطني حيث مارس ضغوطاً كبيرة على الوفد الوطني ، مصحوبةُ بمطالب وتهديدات غير مقبولة من قبل الشعب اليمني الصامد في وجه العدوان والحصار والحرب الإقتصادية الجديدة.
وأوضح حميد عاصم ان الزيّاني طالب بعودة من أسماه "الرئيس الشرعي عبدربه هادي" الى الحكم بصلاحيات كاملة وغير منقوصة كشرط لتحقيق التسوية السياسية وإحلال السلام في اليمن ، مشيرا الى أن الزيّاني هدّد بأنه إذا لم يقبل الوفد الوطني عودة "الرئيس الشرعي بصلاحياته الكاملة" فسوف يخسر هذه الفرصة التاريخية ، ولن يحصل عليها في المستقبل.
نسي عبداللطيف الزيّاني الحقائق التالية:
1/ ان شرعية الرئيس الهارب كانت توافقية بموجب المبادرة الخليجية وليست دستورية.
2/ ان المبادرة الخليجية فرضته كرئيس توافقي بصلاحيات "محدودة" في إطار مهام انتقالية مزمنة وليست كاملة ، وبواسطة استفتاء على مرشح واحد ، بدلا من انتخابات تنافسية بين أكثر من مرشح بحسب الدستور النافذ.
3/ ان المبادرة الخليجية حددت للرئيس التوافقي مدة سنتين فقط تنتهي بانتخابات تنافسية في 21 فيراير 2014 .
4/ ان الرئيس التوافقي انقلب على المبادرة الخليجية بالتواطؤ مع أحزاب "اللقاء المشترك" ومستشاريه ، وسعى الى تمديد فترة حكمه لمدة عام إضافي من خلال مؤتمر الحوار الوطني وهو جهة غير دستورية ، تنتهي في 21 فبراير 2014م.
5/ قبل انتهاء فترة التمديد الثانية ، قدّم الرئيس المنتهية ولايته استقالته ، وهرب الى عدن ومنها الى السعودية التي شنت عدوانا عسكريا غاشما على سيادة واستفلال اليمن منذ 14 شهرا ، مورست خلالها جرائم حرب وجرائم معادية للإنسانية يحاكم عليها القانون الدولي الجنائي والقانون الدولي الإنساني ، ولا تسقط بالتقادم ، كما فرضت قوى العدوان على الشعب اليمني حصارا اقتصاديا جائرا نتجت عنه معاناة وآلام إنسانية خطيرة .
6/ تكبّد الشعب اليمني بسبب العدوان والحصار خسائر مادية وبشرية كبيرة طالت البنية التحتية للإقتصاد الوطني والأثار التاريخية وعشرات الآلاف من القتلى والجرحى وملايين المشردبن والمتضررين في داخل اليمن.. بالإضافة الى تمدُّد وتغوُّل الجماعات الإرهابية المسلحة وفي مقدمتها (داعش والقاعدة) في المناطق التي سيطرت عليها قوات العدوان والاحتلال بقيادة السعودية.
7/ وبما ان دول التحالف السعودي زعمت انها شنت الحرب على اليمن أرضا وشعبا بطلب من (الرئيس المنتهية ولايته) بهدف إعادته الى الحكم بالقوة ، فأن ذلك يُسقط عن عبدربه منصور الصفة التوافقية ، بالاضافة الى سقوط الشرعية التوافقية عنه بعد انقلابه على المبادرة الخليجية التي حددت المرحلة الانتقالية بعامين فقط تنتهي في 21 فبراير 2014، وانتهاء ولايته التوافقية الثانية بعد حصوله على التمديد لمدة عام إضافي ينتهي في 21 فبراير 2015 ، ثم تقديم استقالته الى مجلس النوّاب ، وهروبه بعد ذلك.
8/ من الواضح ان الاصرار على عودة عبدربه منصور كرئيس بصلاحيات كاملة ، لا يمثل الفرصة الأخيرة للوفد الوطني في الكويت ، بل لقوى العدوان التي تبحث لنفسها عن مخرج من مأزق خلافاتها الداخلية التي نجمت عن فشلها الذريع في تحقيق الأهداف السياسية والعسكرية للحرب الغاشمة على اليمن ، وعجزها عن مواجهة المصير الأسود الذي يهددها ، بعد تراجع تأييد حلفائها الدوليين الذي يضغطون لوقف الحرب ، وتحقيق تسوية سياسية تقوم على مبادئ الشراكة التوافقية في الحكم ، تمهيدا لانتخابات عامة وشاملة على أساس دستور مُتوافق ومُستفتى عليه.
9/ ومن الواضح أيضا ان إصرار قوى الاحتلال والعدوان على عودة ( الرئيس المنتهية ولايته التوافقية عدة مرات) يستهدف بدرجة رئيسية التخلص من مسؤولية الدول المعتدية عن جرائم الحرب التي ستلاحقها بموجب القوانين الدولية ، وتحميل عبدربه منصور المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم ، باعتبار انه كان يُوقِّع على كل الأوامر الخاصة بأهداف وإحداثيات االعمليات العسكرية الجوية والبحرية والبرية في اليمن ، بما فيها أوامر قصف المجمعات السكنية والمصانع والمزارع و الموانئ والمطارات والمستشفيات والطرق والجسور ومخازن وناقلات المشتقات النفطية والأدوية والمواد الغذائية ومحطات توليد الكهرباء وإنتاج المياه.
10/ وأخيرا يتجاهل عبداللطيف الزيّاني ان الشعب اليمني يرفض عودة هذا المجرم ، ويطالب بمحاكمته على جرائمه ..كما يتجاهل الزيّاني أيضا ، أن أبطال الجيش واللجان الشعبية قادرون وعازمون على مواصلة الصمود والتحدي والمقاومة ، دفاعا عن السيادة والاستقلال والكرامة الوطنية ، ولن يرفعوا رايات الاستسلام والخضوع .. وهيهات منّا الذلّة.
|