بقلم/ نشوان نعمان الجلدوي -
والسماء تساقط ما فيها من قطرات الخير والبركة ، اجد عيني تحاكيها بقطرات الحزن والأسى، نعم حزن واسى يملئ دنياي ولعله الأشد منذ وعيت على هذا العالم في بلد اليمن السعيد الذي كان سعيدا ، غير انه ليس كذلك في الحاضر ، وكيف له ان يكون كذلك وأشلاء اليمنيين تتساقط في كل اتجاهاته على ايد يمنية وعربية للأسف ودمار معالمه واثاره وبنيته التحتية الضعيفة عدا عن اشتداد رقعة الفقر ، وتسريح العمالة بعد توقف عجلة الاقتصاد في معظم اليمن وانهيار شبه كامل للمنظومة الصحية متزامنا مع تفشي وباء حمى الضنك في اكثر من محافظة..
ليس هذا وحسب ما سبب لي الحزن والتأثر حد البكاء ففي يوم كهذا 11 سبتمبر 2013 فقدت اليمن وتعز رجلا قل نظيره في عالم الرجال، رجل جمع بين صفات النبل والفروسية وصفات التواضع والرحمة والحياء المصحوب نكران الذات ولكن ميدانه الأوسع الذي لا يبارى فيه هو الكرم وفعل الخير واقاله العثرات لمن جار عليه الزمان.
اكتب اليوم عن هامة وقيمة بل عن شخصية صنعت قصه نجاح في دنيا الاقتصاد ورجال الاعمال انه المغفور له بأذن الله "توفيق عبدالرحيم عبدالغني مطهر" والدي ومعلمي وقدوه تحتذى .
ولن اكتب عن نجاحات الرجل المؤسس لمؤسسة توفيق عبدالرحيم بشركاتها ومجالاتها المختلفة والتي تواصل نجاحاتها بخبرات متراكمة لقيادة حكيمة من ابناء الفقيد.
ولكن سأكتب عن الجانب الانساني ، توفيق عبدالرحيم هو اختزال نموذجي للعصامي الذي بدأ من الصفر كغيره من ابناء مديرية حيفان بتعز وخصوصا منطقة الأعروق حيث مسقط رأسه ، بدأ حياته بالعمل مع عمه شقيق والده وفي بداياته مارس نقل اسطوانات الجاز في كل من تعز والقاعدة وحصد نجاحات خلال السنين حتى اصبح احد كبار رجال الاعمال في البلد وخارجها.
ومن ابرز صفات الراحل وهي صفه لا يتمتع بها الا القليل في مجتمع المال هي صفه الابتعاد عن الأضواء وعدم حب الظهور الاعلامي ، وان شئت لم تكن من ضمن اهتماماته صناعه البروبجندا والتلميع ولعل هذا ما استغلته بعض الأقلام المشتراه من منافسيه.
كان رحمه الله مؤسسة خيرية بشخص رجل ما قصده احد وعاد خائبا ، له مئات بل ألاف الشواهد في عتق رقاب المحكومين اعداما عبر تحمله ديات لأولياء الدم وسخره الله ليكون سبب في ادخال الفرحة على مئات الاسر من المعسرين بعد قيامة بدفع ما عليهم من مبالغ ولا اقول هذا تزلفا او تملقا فهو في ذمه الحق واسأل الله ان يجزيه عن ذلك خير الجزاء....لكني اعطي نتف من فضائله لعلها تكون عدوى صحيه لدى جميع تجارنا ورجال الاعمال رحل توفيق عبدالرحيم وبقي عمله الصالح ، ابناء برره يواصلون السير على ما وضع والدهم من معالم وبقى ذكره الحسن من كل من عرفه.
وهنا أهمس في اذن رجال الاعمال ليس أسوأ على المواطن معيشيا من هذه الايام فاستوصوا بأبناء وطنكم خيرا فلا تجمعوا عليهم بين حرب المعارك وحرب الاسعار والله المستعان.