بقلم/المهندس: غمدان الهدور -
.. الكلية شبه ممتلئة تماماً.. الشمس بدات تبعث اشعتها تدريجياً لتدل انها العاشرة صباحاً..
اليوم كان الاثنين، بداية الامتحانات النهائية للترم الاول من العام الدراسي السابق في كلية الهندسة بجامعة ذمار
الجو كان هادئاً، السماء صافيةً نوعاً ما..
الجميع سعداء بهذة اللحظة التي طال انتظارها..!
الكل على اتم الاستعداد ، فما بين الذي يقلب الصفحات والاوراق سريعاً ويقرأ بشدة قبيل الامتحان ، وما بين من يجلس هناك خلف المبنى وحيداً يلملم معلوماته المبعثرة ، وقليل من الاصوات تتعالى وبلطف كل طالب يتبادل الحديث مع غيره..
دقائق معدودة، ربما لم تكن تكفي لتصديق مجيئ اليوم الذي كان يفترض به المجيئ قبل عام، بدأ الطلاب يتدفقون نحو بوابة قاعة الامتحان، مهرولين وبشدة ، خطواتهم سريعة ، يتسابقون لملء المقاعد الشاغرة..!
داخل القاعة بدات الاصوات تضج تدريجياً، لكنها سرعان ما تلاشت وانتهت
بهدوء حذر، انها لحظة دخول المراقبين وبحوزتهم رزم من الدفاتر البيضاء الانيقة..
بسط الهدوء ذراعيه سريعاً ليغطي كل زوايا القاعة وبدأ المراقبون بتوزيع الدفاتر واوراق الاسئلة ومعها بدات لحظات التركيز، الذي سرعان ما تحول رويداً رويدا إلى لحظات من الإنسجام الرائع..
وفجأة وبعد مرور اكثرمن ثلاثين دقيقة من الانسجام..
... بدأ الجو يتغير من حالة الهدوء إلى الضجيج.. من الاعلى جاء هديرها،
لقد جاءت كعادتها ، ضجيجها يسيطر على المكان..!
ومن سواها يفعل ذلك إنها الطائرةٌ..!!
لا تقلقوا ستمر مرور الكرام...
بهذة الكلمات حاول بعضنا البعض طمأنة الآخر..
وفعلاً لم نهتم لذلك الصوت وعدنا للإنسجام مع أورق الاسئلة..
وما إن بدأ الهدوء يعود الى القاعة..
ومن بوابة القاعة
انها رياح قوية ....
احدهم قادم ..
انه رئيس قسمنا الفاضل !!!
الهاتف المحمول على يديه ...
اتصالٌ من احد الاشخاص ....
دقائق معدودة وأنهي اتصاله ...
يذهب سريعاً الى مقدمة القاعة ...
فيقف على المنصة ...
يحدثنا باطمئنان قائلاً :
ابنائي لقد تلقيت اتصالاً يبلغونني بان اخلي القاعة ، فالمكان سيتم استهدافه وقصفه اليوم .....
فماذا تريدون
يا ربااااااه !!!
اي لحظة تلك!!
إنها المغامرة ربما ، فنحن أمام خيارين اثنين :
إما ان نكمل الامتحان ونغامر ، او نخرج من القاعة مطأطأي الرؤوس وكلنا خيبة امل لالغاء الاختبار الحلم..
لحظة ....
نسيت شيئاً ...
مع ذلك الجو المفزع ...
صاح كل من في القاعة وبصوت عال لن نخرج سنكمل الامتحان)؟؟؟؟!!!!!!!
ياالله !!!
ما اجملها من لحظة تلك ....
حين ترى الانامل متمسكة بالقلم في اصعب اللحظات ، سينتابك حينها فخرٌ ، لانك بينهم ، صامد،لا تخاف من احد ، لا تهتاب شيئاً ، طائرات ، صواريخ ، انفجارات ، رصاص
هكذا كنت انا......
مضى الوقت ، واكملنا الامتحان ....
ولم يحدث اي شيء ....
ومضينا في طريقنا ، معلنين انتصار القلم على الحرب ،واثقين من انفسنا لا نخاف سوى الله، مؤمنين بما سُيقدر لنا خيراً ام شراً ....
محتسبين في نفس الوقت بقوله تعالى: (ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) صدق الله العظيم .....