لحج نيوز/بقلم:الخضر الحسني -
سؤال يبحث عن جواب..عند أولي الألباب..متى تلغى وزارة الإعلام (اليمنية)؟
هذه الوزارة ، بات وجودها يشكل الضرر الأكبر على الحريات الصحافية ..فهي من تمارس تكميم الأفواه ومن تفرض الإجراءات التعسفية وغير المبررة ضد رجالات الصحافة والإعلام في اليمن..وهي من تحرك القضايا الوهمية و (المختلقة) في دهاليز المحاكم والنيابات ، للغرض نفسه..وذلك لمزيد من التضييق على حرية التعبير المكفولة في الدستور!
لقد اصبح موظفو هذه الوزارة ، مثلهم مثل ادوات الامن السري يمارسون إقتحام المكاتب الاعلامية الناطقة بالحق والحقيقة وذلك بأوامر من شخص وزيرهم الموقر..وهذا ما حصل مؤخرا لقناة "الجزيرة" الرائدة" ، ومكتبها في العاصمة اليمنية صنعاء!
فمصادرة جهاز البث الخاص بالمكتب ، من قبل بعض منسوبي وزارة الاعلام يعد خرقا قانونيا و(اخلاقيا) فاضحا ناهيكم عن كونه تعديا صارخا وغير مسبوق على حرمة مكتب إعلامي خارجي محترم ، تتحمل مسؤوليته ، الجهة الآمرة ,والتي هي -دون شك- معروفة ومفضوحة لدى القاصي قبل الداني!
واذا ما احصينا كم تلك الخروقات القانونية والتضييقات والتعسفات والملاحقات والمصادرات ضد الصحف والصحافيين التي تنتهجها الوزارة منذ نشاتها ..وتحديدا منذ مقدم الوزير "اللوزي" ليحتل كرسي القيادة فيها ، لوجدنا انها حقا ينبغي اغلاقها وتحويلها الى وزارة مختصة ب (المعلومات) يديرها اناس (مهنيون) اكفاء ، لا ينتسبون ، ولا تربطهم ، اية علاقة لا من قريب او بعيد ، بالاجهزة الامنية اليمنية!
وشخصيا ومن خلال تجربة لصيقة ، مع هذه الوزارة ، في عهد معالي (اللوزي)!
أرى من الانسب للجميع ، تحويلها -أي الوزارة-الى مؤسسة معلوماتية وطنية ، يستفيد من مخرجاتها ، كل الجهات الاعلامية والصحافية اليمنية ، على حد سواء ، وذلك من خلال تزويدهم بالمعلومة الصحيحة واللازمة ، في عملهم المهني المسؤول ، بدلاً من العسف والتضييق والملاحقة والتكميم للافواه ، او في أسوأ الحالات ، مصادرة وسائلهم الاعلامية ، لمجرد انها تنتهجُ مبدأ "الحيادية" والدقة والموضوعية ، في نقل الخبر -بدون حذف أو إضافة وقصّ- الى المتلقين الكرام!
وحتى لا تتمادى هذه الوزارة ، في سلوكها "غير الديمقراطي" والمنافي ، بل والمتقاطع مع القوانين..فإنه يقع على عاتق كل الزملاء الاعلاميين أن يتحملوا المسؤولية بما في ذلك تصعيد حملاتهم ووتائر رفضهم للاجراءات الظالمة التي مسَّت عدداً (غير قليل) منهم والتي بسببها ، تحوَّلت مهنة الصحافة الى (تهمة) تسير على قدمين ، وحاملُها هو ذلك الصحافي الملتزمُ الذي فضَّل أن يكون منحازاً الى الحقِّ والحقيقة ، في نشاطه المهني المعتاد!
فسجل الانتهاكات الممارسة في حقِّ الصحافيين اليمنيين ، من قبل وزارتهم الموقرة ، يؤكد -وبما لا يدع مجالا للشك او الريبة- أنَّ القائمين على الاعلام اليمني ، قد إرتضوا أن يكونوا ، مجرد أدوات قمعية (طيعة) بيد "مُحرِّك" وجهات ذات سلطة أعلى عليها ، في البلاد!
وقبل الختام اعلن تضامني الكامل مع الزملاء الاجلاء في مكتب قناة الجزيرة بصنعاء لما مسهم من اذى وعسف واقتحام لمكتبهم ومصادرة لوسيلتهم الاعلامية ممثلة بجهاز البث!
مطالبا كل المعنيين بالحريات الصحافية في الداخل والخارج ان يمارسوا ضغطا اكبر واشمل على الحكومة اليمنية ووزارة اعلامها حتى تعود الى رشدها وتكف عن ملاحقة ومصادرة ومضايقة رجال الصحافة والاعلام المخلصين في واجباتهم المهنية
الحرية..كل الحرية لاصحاب الكلمة الحرّة القوية ، المزلزلة للكيانات الهشة ، في اليمن وخارج اليمن..وستبقى قناة "الجزيرة" منبرَ مَن لا منبرَ له ، مهما كَرِهَ "الكارهون" أو تآمر "المتآمرون"!
صنعاء في 14/3/2010م
كاتب وصحافي يمني