بقلم/حسان الحجاجي -
قرار مجلس الامن الدولي رقم 2216 بشأن اليمن لا يعكس في حقيقة الامر سوى انحياز القوى العظمى لمصالحها الذاتية وتأكيد على ان ثمة سقوط اخلاقي لمجلس الامن الذي خرج عن دوره الذي انشئ لإجله ، فالقرارات الصادر عن هذا المجلس خلال السنوات الاخيرة تكشف مدى الزيف والخداع اللذان يمارسهما المجلس ضد شعود العالم المستضعف ويثبت بما لا يدع مجالا للشك ان مجلس الامن الدولي بات يستجيب بخضوع لسلطان الثروة وتقنين قراراته لتشريع مسوغات ليست بالقانونية لضرب وتدمير الاوطان والشعوب الحرة ، والحقيقة التي لا تقبل الجدال هي ان هذه القرارات ومنها القرار الصادر يوم امس ضد اليمن لا تمت للقانون الدولي بصلة غير انه تحول الى معول هدم بيد قوى الاستعمار القديم – الحديث وبيد اصحاب الثروة التي تحولت من نعمة الى نقمة وفقا لاهواء الانظمة المستأثرة بثروات شعوبها .
لا اقول ذلك اعتباطا فها نحن اليوم امام واقع ازمة وعدوان جائر على اليمن يشنه امراء النفط في دول الخليج العربي على شعب مكلوم بفعل النخب السياسية والمرتهنين الى الخارج ، كما والحال كذلك فان حكام الخليج لم يكتفوا بهكذا عدوان بل سخروا اموالهم الطائلة التي يسيل لها لعاب صانعي القرار بالدول الغربية وذلك لتجيير ازمة اليمن ومتوالياتها على انه تهديد لامنهم "وهذا هو الفجور بعينه" لاتخاذ ما يجري في بلادنا احجية واهية لاستصدار القرار الجائر بحق اليمن تحت الفصل السابع وللاستمرار في العدوان البربري لآل سعود ومن دار في فلكهم وقتل الحرث والنسل باليمن .
ومن الضرورة بمكان الاشارة الى ان هذا القرار ليس الاول من مجلس الامن الذي يصدر استجابة لسلطان المال كما اسلفت فهناك قرارات مماثلة صدرت سابقا ضد سوريا وليبيا وقبل ذلك العراق وجلها تتبناها الاسرة الحاكمة في نجد والحجاز ودويلة قطر وغيرها من مشيخات النفط .
وكيف لنا ان ننسى ان هذه الدول استقدمت عناصر الارهاب من مختلف اصقاع الارض الى سوريا بغية اسقاط نظام الاسد وتكفلت بكل النفقات والتسليح وبتعاون كبير من النظام التركي ، كل ذلك تم وبشهادة العالم اجمع بمن فيهم دول الغرب التي تستنزف اموال دول الخليج خدمة لرغبات امرائها .
ونحن اليوم نرى هذه الدول تسقط نفس السيناريو الذي نفذتها بسوريا الصمود على الجمهورية اليمنية دون رادع من دين او وازع من ضمير ، واذا كان حكام السعودية وقطر يعولون على تعويض فشلهم بسوريا في اليمن فانهم واهمون وسيكون الفشل حليفهم باليمن ايضا ان شاء الله
حين يستجيب مجلس الامن لسلطان الثروة !
