بقلم/ فهمي اليوسفي -
يعتبر آل سعود هي الوكيل ألحصري لترويج وتنفيذ المشروع الصهيوإمريكي بمنطقة الشرق الأوسط منذ أن تأسست المملكة علي يد مؤسسها عبدا لعزيز أل سعود وبعد أن التزمت لبريطانيا برعاية نشر الحركة الوهابية بذلك الحين التي آتت أيضا من المطبخ ألمخابراتي الانجليزي والذي كان تحت إشراف الصهاينة مما جعلها تحصل علي الريادة بتنفيذ الموامرات الصهيونية في المنطقة العربية وأصبحت صاحبت الامتياز بدون منافس..
لهذا لا نستغرب من المواقف السعودية المساندة للمشاريع المؤامراتية الصهيوإمريكية ومنها باليمن نظرا للعديد من الأسباب منها علي سبيل المثال كتالي :
1- يسعي أل سعود لرد الجميل للصهاينة لان من نصبهم علي عرش السعودية هو اللوبي الصهيوني الذي كان قابعا داخل الاستخبارات البريطانية بعد أن ضمنت نجاح الأب المؤسس للمملكة عبدا لعزيز أل سعود بأنه لن يخرج عن طاعة الغرب وإسرائيل وبحكم نجاحه في الاختبارات الصهيونية وحاز علي تقدير امتياز .
وطالما كان ذلك ومازال يخدم التوجهات الصهيونية فطبيعي أن تظل أمريكا وبريطانيا والصهاينة يدافعوا عن مملكة أل سعود وفسادها كون هذه العائلة قد أثبتت إخلاصها لإسرائيل وبقية الدول الغربية . ومما يجعل هذه العائلة تنظر الى ان أي خروج عن طاعة الغرب سيحل عليهم ماحل علي صدام في العراق .
ولهذا لم يبقي أمامها سوى الاستمرار في تنفيذ المشروع الصهيوني والأمريكي بالمنطقة .فأصبحت وكيلة حصري لتلك المشاريع ذات الطابع التآمري والتي تتولي نقلها إلي حيز التنفيذ كما هو جاري راهنا بسوريا واليمن .
لهذا لا نضل نعلق الآمال بان هذه الجارة سوف يحل منها خير أو ستكف موامراتها علي اليمن بل العكس لأنها مدمنة تأمر وبالذات علي اليمن فيكفي الاستدلال علي بصماتها التي تعد شاهدة عيان حتى اليوم بأفغانستان والعراق وسوريا وليبيا واليمن كما هو حادث وكل ذلك يصب في تهيئة الملعب لتدشين المشروع الجديد والبديل لسايكس بيكو وهو شرق أوسط جديد .تتوفر فيه الفوضى الخلاقة علي حد تعبير إحدى وزيرات الخارجية الأمريكية .
وبالتالي فان القواسم المشتركة لهذه الجارة ودول الغرب تقتضي الاشتراك بتدمير وتمزيق دول المنطقة لأجل مصلحة إسرائيل وبما يحقق مطامع وأهداف أمريكا وأخواتها الأوربيات وأيضا جارتنا السعوددية .
لكن لو سلطنا الأضواء علي اللعبة التي تديرها السعودية في العمق اليمني خصوصا هذه الأيام من خلال القصف البربري لليمن هي لعبة مؤامراتية بالغة الخطورة علي حاضر ومستقبل اليمن وتستهدف تمزيق اليمن .
2- تسعي الرياض للاستحواذ علي 65بالمائة من مساحة اليمن الذي يعد المساحة الأعظم للثروة وهي حضرموت والمهرة والجوف ومأرب لان الرياض تعتبر أن إيران تهدد دول الخليج بإغلاق مضيق هرمز الأمر الذي سيجعل نفط الخليج لا يدخل الأسواق الدولية مما يجعلها تبحث عن حلول حتى وان كانت علي حساب تدمير شعوب وبلدان برمتها ولهذا فقد لجئت إلي تغذية الصراع في اليمن لكي تحصل علي هذا الغرض وتستثمر الصراع الداخلي باليمن لاجل سهولة التنفيذ والذي من الطبيعي أن تضع مبررات عن تدخلها وجرائمها البربرية سواء تحت مبرر إعادة الشرعية لعبد ربه هادي.
3- يحرص ال سعود علي جعل اليمن بلدا غير مستقرا تنفيذا لوصية المؤسس عبدالعزيز ال سعود .
أما لو نظرنا إلي التدخل السعودي وعدوانها البربري في اليمن لتحقيق الأهداف الأمريكية في هذا البلد فهو غير شرعي ومحرم في كل القوانين الدولية بل مسنود أمريكا ومنها الأتي .
4- تدمير مدخرات الدولة اليمنية من الأسلحة الشرقية من خلال المبادرة الخليجية وعبر برنامج يسمي الهيكلة للجيش والأمن اليمني والذي بموجب المبادرة أصبح حصريا ملف الجيش والأمن بيد أمريكا بحيث تتمكن من تحويل برنامج التسليح باليمن من روسي إلي أمريكي أي تطبيق نفس النموذج الليبي وبحيث يظل اليمن ضعيف وعاجزا عن الدفاع عن ذاته وكمقدمة لتجزئة المجزئ وتقسيم المقسم وبحيث يتمكن الغرب عبر الرياض تدمير العلاقات اليمنية الروسية .
5- تسعي الرياض مع واشنطن إلي تقليص أي دور لروسيا والصين وإيران في اليمن خشيتا من عرقلة المطامع الصهيوإمريكي في جنوب الجزيرة العربية نظرا لموقعها الاستراتيجي .
6- استهداف مبطن للتيارات المضادة للقوى الامبريالية وللمطامع السعودية ومنها أنصار الله وبقية قوى اليسار المضادة للرجعية السعودية .
7- تهيئة المجال للإعداد والتحضير لبناء قواعد عسكرية أمريكية في اليمن ومنها سقطري والذي بداء فيها عبد ربه منصور بعد سفره لأمريكا قبل فراره والشروع في التقسيم وتمزيق جنوب الجزيرة العربية تبدأ تحت اسم أقاليم .
ولذا من الطبيعي ان تسعي واشنطن لدعم عبد ربه هادي ومحاولة إعادته بكل الوسائل وكذلك الرياض التي تحاول إعادة هادي كحد ادني لاجل ألتوقيع علي اتفاقية الحدود .
هذه الحلقة الثانية