لحج نيوز/وكالات - لليوم الرابع على التوالي، يكتنف الغموض مصير زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" بعد سلسلة غارات نفذتها مقاتلات أمريكية على معاقل التنظيم في بادية الجزيرة جنوب غرب الموصل وبلدة الرمانة غربي الأنبار مساء السبت، أسفرت عن مقتل 13 قيادياً بارزاً، وجرح ما لا يقل عن 50 آخرين، وفقاً لمصادر طبية ومحلية متطابقة.
وعلى الرغم من تمتع التنظيم بستة مكاتب إعلامية محترفة يديرها عراقيون وسوريون في كلا البلدين؛ إلا أن تلك المكاتب لم تعلق على إعلان وزارتي الدفاع والداخلية العراقية إصابة زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، ومقتل قيادات مهمة كما فعلت يونيو/ حزيران الماضي بنفيها سريعاً أنباء عن مقتل والي الموصل الشيخ حسن اليماني.
ووفقاً للناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية العراقية العميد سعد معن في لقاء خاص بـ"الخليج أونلاين" بمكتبه وسط بغداد، فإن "مقاتلات أمريكية نفذت بالتعاون مع خلية الصقور التابعة لجهاز الاستخبارات العراقي ست ضربات جوية بين الساعة الرابعة والخامسة والنصف بتوقيت بغداد من مساء السبت، استهدفت مدرسة الكندي ببلدة الرمانة التابعة لقضاء القائم والحدودية مع مدينة البوكمال السورية خلال حفل للتنظيم بمناسبة إعلان وأخذ بيعة من قيادات قبلية ومحلية ومسلحين ينتمون لفصائل عراقية مسلحة.
كما وجهت بالوقت نفسه أربع ضربات استهدفت مبنى الكمرك القديم، ومجمع البيوت الجاهزة، وجسر سعدة الخشبي، ومنزلاً في المنطقة نفسها بالتزامن مع قصف رتل لسيارات رباعية الدفع في بادية الجزيرة التابعة إدارياً لمحافظة نينوى والحدودية مع الأنبار، أسفرت عن تدمير سيارات الرتل البالغة عشر سيارات ومقتل من فيها".
ويُضيف معن في المعلومات التي يكشف عنها أن "القيادات التي تم التأكد من قتلها في سلسلة الغارات هم كل من أبي حذيفة العدناني سعودي، وأحمد عطا الله عراقي، وهم الحراس الشخصيون للبغدادي، وعمر العبسي خبير المتفجرات ومهندس اقتحام الموصل، وهو من الجنسية السعودية وضمن قائمة المطلوبين في بلاده، وأحمد السلماني مسؤول الانتحاريين في التنظيم وهو عراقي الجنسية".
كما قُتل أبو قتيبة الجبوري والي ولاية الفرات التي تضم القائم والبوكمال، وأبو يوسف الديري سوري الجنسية، وأبو عبد الرحمن الشيشاني، وناصر الداهري عراقي، ولطيف السويداوي عراقي، وأبو زهراء المحمدي عراقي، وسامر محمد عراقي، وكنعان مهيدي أمير مدينة راوة، ووليد العاني أمير مدينة عانة.
وأكد معن أن "البغدادي وباقي الجرحى جرى نقلهم إلى مستشفى بالقائم ومن ثم إلى داخل الأراضي السورية".
من جانبه، قال مسؤول عسكري عراقي: إن "القوات الأمريكية تمتلك الـ"DNA" الخاص بزعيم "الدولة" البغدادي وتسعى حالياً عبر فريق خاص للتأكد من قتله أو إصابته".
ويُضيف المسؤول العامل بقيادة القوات البرية العراقية القاطع الغربي في حديثه لـ "الخليج أونلاين"، أن "سكوت داعش على الموضوع يؤكد معلومات مصادرنا بإصابة البغدادي أو مقتله، وبات الموضوع مجرد مسألة وقت للتأكد"، مبيناً أن "هناك حالة انكماش في التنظيم منذ الهجوم الجوي وحتى الآن، فقد تراجعت هجماته على نحو ملحوظ، لكنهم باتوا أكثر عدائية مع سكان المدن التي يسيطرون عليها ونفذوا حفلات إعدام جماعية لمن يقولون عنهم مشاريع خيانة جاهزة".
إلى ذلك أكدت مصادر قبلية في مدينة القائم والموصل تولي شخصية جديدة تدعى أبو رقية السعودي، مهام تنسيق أعمال التنظيم العسكرية والإدارية منذ أيام، وهو ما كان منحصراً بالبغدادي شخصياً.
وقال الشيخ نصيف الوكاع أحد زعماء قبائل الموصل لـ"الخليج أونلاين": "التوجيهات التي تصدر منذ أيام تحمل توقيع أبو رقية السعودي، وهو شخصية جديدة لم نسمع بها مسبقاً، إذ أصدر عدداً من التوجيهات منذ أيام من بينها عملية تغيير شاملة في المحاكم الشرعية وقادة الفصائل وعدد من ولاة المدن".
ويُضيف الوكاع أن "وضع التنظيم مرتبك وهناك اجتماعات يومية تجري في الموصل ودير الزور، ووصلت شخصيات من الرقة لم نسمع بها مسبقاً إلى العراق قيل إنها قيادات بالتنظيم"، مبيناً أنه "من المرجح أن يكون السعودي خليفة البغدادي حالياً، غير أنه لم يفصح أحد سبب تولي الأخير مهام البغدادي كما لم يكشف أحد عن مصير الخليفة حتى الآن".
وكان مصدر محلي في مدينة القائم قد أشار إلى قيام التنظيم بدفن 11 شخصاً في مقبرة خاصة بهم ليل الأحد الماضي، وأقام صلاة الجنازة داخل المقبرة، موضحاً في حديث لـ"الخليج أونلاين" أن التنظيم لم يضع أي شواهد على تلك القبور لكن علمنا أن من بينهم قيادات مهمة عراقية وسعودية".
|