لحج نيوز/بقلم:يحيى العابد -
أن يكون هناك حوارا وطنيا للنقاش والمحاورة للخروج من نفق التأزم السياسي الراهن في إطار الدستور فكل أبناء الشعب اليمني يباركونه دون استثناء, وإذا كان الحوار يدار وفق أجندة مجهولة الهوية أو الانتماء وتدار في أروقة «شوارع الحمراء» وأزقة باب الحارة ونافذة القبيلة - في ظل تغييب القوى السياسية الأخرى بما فيها الحزب الحاكم, فهذا حوار الخطيئة الذي يسيء لكل مبادئ وأخلاقيات العمل السياسي وديمقراطيتنا الناشئة.
ليس هناك ما يحول دون عقد حوار وطني داخل هناجر أبولو بمشاركة الكل إذا ما صدقت نوايا «البعض» لحوار مهما كانت شروطه فلن يصل أحد إلى منفذ الضوء من نفق العتمة إلا بالخطوة الأولى, وهي أول المشوار لجولات أخرى حتى الوصول إلى وفاق حقيقي يترجم تطلعات أبناء الوطن جميعا.
رئيس الجمهورية يدعو إلى حوار .. أحزاب المشترك هي الأخرى تعد لحوار وأحزاب التحالف تتهيأ للحوار.. وأصبح لفظ الحوار يتردد بقوة دون الوصول إلى نتيجة يمكن ان تقنع أي مواطن يمني يحمل جائزة نوبل في الأمية السياسية.. والسبب عدم شرعية مطالب «كتلة الإنقاذ» في ظل وجود حكومة شرعية كانت نتاج صندوق الانتخابات الذي يفترض بأي حزبي يمتلك الوعي أن يسلم بها والتنافس في إطارها..
الحزب الحاكم يمتلك الشرعية الدستورية والقانونية .. فيما الآخرون لا يمتلكون الشرعية لمطالبهم , ولست ضدها ولكن من المفترض التخاطب والتحاور بشأنها مع قيادات المؤتمر للوصول إلى تحقيق الحد الأدنى منها.. لكن ما يجري نزوات شيطانية في أذهان مسلوبة الإرادة همها الحصول على كرت تعبئة مسبق الدفع عليه شعار «سبأفون», وهذا ما أوصلت بعض الأسماء نفسها إليه وأصبحت شبيهة بـ»المتحولين» الذين لا استكانوا في حزب أو استقروا على فكر أو مبدأ ولا نقصد بالطبع أي طرف دون الآخر, فالحزب الحاكم فيه الكثير ممن يحملون نفس الهوية وإن اختلف لون كروت التعبئة.
المتحولون يمكن أن يكونوا وزراء خارجية سابقون كل ما يفقهونه من السياسة المنافع الشخصية وعقد النقص والخنوع والتمسح, ويمكن أيضا أن يكونوا تربويين نتحسر على الأجيال التي خرجت من تحت عباءتهم بأفكار «فقه» المصلحة ويمكن أن يكونوا مشائخ ما زالت بحوزتهم حتى اللحظة ممتلكات الآخرين ولو في حدها الأدنى باص كان يتبع نادي شمسان بعدن ذات يوم وأصبح يحمل مالكاً آخر.. وأيضا هناك برلمانيون لا يدركون ماهية القسم الذي تلوه في الجلسة الأولى وتناسوه عند خروجهم من تلك الجلسة.
إذن أين يكمن المخرج؟! سؤال موجه لكل قيادات الحزب الحاكم من الرئيس حتى بواب اللجنة الدائمة.. وهو موجه لكل قيادات أحزاب اللقاء المشترك من رئيسه حتى أمين الصندوق في مجموعة الأحمر التجارية, وموجه أيضا لقيادات تحالف أحزاب المعارضة حتى بواب المقر, وإلى كل ذو شأن حصيف وأتحدى أحدهم أن يجيب على هذا السؤال.
رئيس تحرير صحيفة صوت العمال