بقلم / طه العامري - لا أدري كيف يتحول "الضحية" إلى " جلاد" , ولا أعرف السر "الشيطاني" الذي يحول " الجاني" إلى " مجني عليه" , ولا أعلم الطريقة التي يتحول فيها " المقتول" إلى " قاتل" أو " السارق" إلى "مسروق" .. فكل هذه التوليفة لها متخصصون وخبراء في اليمن فقط ..؟!!
إذ ومنذ سنوات وتعز تنتظر القبض على قتلة الشهيد المغدور به الشيخ / أحمد منصور الشوافي مدير مديرية خدير ورئيس مجلسها المحلي والذي اغتيل على باب مكتبه نهارا جهارا في عملية إجرامية مدبرة وجريمة منظمة ..سنوات والقاتل طليق والمحرض حر, والمنفذين سعداء بعيدا عن قبضة العدالة ..أه إنها تعز .. فيها لا في غيرها تجد الدولة , وعلى أبنائها يطبق القانون , وهي داخلة في كل المغارم ولا تطالها المغانم ..!!
أبنائها يستباح دمهم ويحاكمون .. نعم في تعز فقط تطبق العدالة على المجني عليه , ولا يسأل الجاني ..!!
مراهق مسئول من أي محافظة يحكم ويتحكم بأكبر رأس في تعز .. وكيف لا ..؟ وأبنائها لا يختلفون عن " كباش بربرة" ..!!
المتهم بقتل الشيخ أحمد منصور الشوافي من " برط" ومن يجرؤا على محاكمة أو مسالة متهم من " برط" أو من أي محافظة غير تعز ..؟!!
الذي فيها فقط تجد الدولة " هيبتها" وتجد الحكومة من " تتحكم بهم " ويجد المسئولين من يتغطرسوا عليهم ويشخطوا وينخطوا فيهم ..!!
سنوات وقتلة الشيخ أحمد منصور الشوافي أحرار طلقاء والقاضي لم يجرؤا حتى على مجرد النطق بالحكم ..
والمناشدات من قبل أوليا الدم لم تفلح عند " الزعيم" السابق ولا عند الرئيس اللاحق , ولا مجلس القضاء الأعلى أو وزارة العدل حركوا ساكنا ..!!
أخيرا تتحفنا مواقع "الإخوان المسلمين " بخبر التوجيه الرئاسي لوزير الداخلية بالقبض القهري على الشيخ محمد منصور الشوافي وكيل محافظة تعز وابنائه وجميع أفراد أسرته وأقربائه والتهمة "محاولة اغتيال شقيق البرطي" ..؟!!
طيب الم نسمع ونتابع جميعنا أن "الكمين" كان للشيخ محمد منصور وكيل محافظة تعز من قبل "أل البرطي " وليس العكس ..؟ وكيف تحول الشوافي إلى " جاني " وهو " المجني " عليه ..؟!
طيب كيف جاءت التوجيهات الرئاسية ب" القبض القهري " على الشيخ محمد منصور الشوافي وكيل محافظة تعز , ولم تصدر مثل هذه الأوامر الرئاسية بحق قتلة الشهيد الشيخ / أحمد منصور الشوافي مدير مديرية خدير ورئيس مجلسها المحلي , وهو ليس واجهة اجتماعية وحسب بل موظف عام ومن باب احترام الدولة لنفسها أن تنتصر لدم أحد كوادرها ..!!
كيف نفسر هذا التصرف أن كان حقا هناك توجيهات رئاسية بالقبض على عائلة الشيخ الشوافي وهو على راسهم طبعا ..؟
الشيخ محمد منصور الشوافي ومنذ اللحظة الأولى لوقوع جريمة اغتيال شقيقه , ربما تكون غلطته أنه صدق أن هناء دولة عادلة تنصف رعاياها وتحمي كوادرها , لذا احترم الرجل القانون وتوهم أن ثمة عدالة قد تنتصر لدم شقيقه المغدور متكئا على علاقته بالدولة ورموزها وصداقته لهم واخلاصه للوطن والنظام والرموز ..!!
لذا وعلى خلفية الاعتقاد الخاطئ للشيخ محمد منصور يستحق جزءا "سنمار" من كل الذين وفاء واخلص لهم ..
لكن دعوني أعود للوراء قليلا وتحديدا للزمن الذي وقعت فيه جريمة اغتيال الشهيد الشيخ / أحمد منصور الشوافي مدير مديرية خدير , اعترف يومها إننا سمعت من أحد كبار رموز الدولة والوجهاء وبطريقة عابرة كلام مفاده أن " الشيخ محمد منصور كبر حجمه ومكانته " في المحافظة وبالتالي كان لا بد من " كسر شوكته " باغتيال شقيقه الشهيد المغدور..؟!!
وبما أنه لا "يجوز " في تقاليدنا السياسية والاجتماعية لأي فرد من "تعز" أن يكبر أو تعلى مكانته فربما أوعزت مراكز القوى لأذنابها بتصفية مدير مديرية خدير فقط من أجل " كسر شوكة " أخيه وكيل المحافظة الذي لم يجد " الإخوان المسلمين " وحزب الإصلاح بوجوده فرصة للعبث داخل المحافظة المدينة أو الريف ..فكان من الطبيعي أن يحدث له ما حدث , وبمن كسرت شوكته بشقيقه الذي يراه أغلى من ولده ..
إذا لا يحق " لتعزي " أن يكبر أو يرتفع صوته أو يعبر عن رائه بشجاعة ..!!
لذا نرى اليوم "تعز" تواجه عقاب متعدد وعلى مختلف الجوانب والمجالات .. فهي تعاقب بصورة جماعية وفردية بقساوة وتتحمل تبعات الأوضاع الراهنة بالمطلق , ويتحمل أبنائها بالجملة والقطاعي تبعات المرحلة ..
الرئيس "هادي" وجه بالقبض القهري على الشيخ محمد منصور وكيل محافظة تعز _ هذا أن لم يكون الرجل قد عزل من منصبه كمكافئة له على خدماته الوطنية _ وكل أهله وأسرته وذويه والمقربين منه , الشوافي الذي لم يترك جهة قضائية أو سيادية إلا وطرق بابها بحثا عن العدالة والانتصار لدم أخيه المغدور موظف الدولة , والشوافي الذي عين فقيه دستوريا كمحامي في هذه القضية بحثا عن الانصاف , لكن كل مراكز القوى تحالفت ضد الشوافي وعملت على تمييع قضية اغتيال شقيقه مع معرفة وعلم الجميع في سدة السلطة ومفاصلها ودهاليزها بالجريمة ومن ارتكبها , ولماذا ارتكبها ..؟ لكنها المصالح ولعبة البيادق في بلادنا سابقا ولاحقا وفي المستقبل .
بيد أن مشكلة تعز أنها اعتادت " الرقص بالغدرة" فيما أبنائها " كغثاء السيل" أدمنوا جلد الذاتي واستأسدوا القهر الذاتي وليس النقد الذاتي ..!!
نجدهم في كل مكان , لكن لا تجد لهم صوت أو أثر , إنهم " شقاة" مع رموز الجهل والتخلف والقتل , مهمتهم باختصار لا تختلف عن مهمة " الكوافر جي" الذي يزين ويلمع الوجوه العابسة والرؤوس المجعدة ..!!
لا أريد أن أقول عن تعز أنها " جمهورية أبو ولد" فحتى هذه الصفة قد تم مصادرتها وقد استبدل "الولد " ب" الشيخ" .. ولكن أي " شيخ "..؟ هذا هو السؤال |