لحج نيوز/بقلم:عزالدين سعيد احمد -
ورقة 1
كنا نقول عن العرب بأنهم ظاهرة صوتيه (على رأي المفكر العربي الراحل عبدالله القصيمي) ولكن مع تطور الأمور تغيرت الأشياء حيث نجد أن العرب فقدوا حتى الصوت والقدرة على الصراخ!! وصاروا امة بلا صوت؟!
ورقة2
يمكن القول أننا الآن كعرب امة الشكوى؟!
فالكل في هذا الوطن الممتد من الماء إلى الماء، يشكو وما يزيد في الدهشة انك تجد من ذهبت لتشكو لهم سؤ الحال ( مدفوع بحسن الظن بأنهم مسئولين ) يسبقونك فيبكون إليك سؤ حالهم!
تجد مسئول الأمن يشكو إليك إختلالات الأمان في كل مكان، ويبكي مسئول الصحة من تدهور حالة الصحة وكل مسئولي الضبط الإداري ومكافحة الفساد يؤكدون أن التسيب وعدم احترام القانون هو الأساس وما دون ذلك من النزاهة – إذا وجدت - يعد استثناء لا يقاس عليه ولا يؤخذ به؟!
وعندما ترجع البيت مهموم مكلوم .. تجد شكوى الزوجة والأولاد من سؤ البيت وسؤ النظام المنزلي وكأنك السبب وليس هم؟! وعليك أن تجد اقرب عمود صخري لتدق راسك بالجدار كحل سريع يجعلك تقبل واقع الشكوى المريرة الدائمة هذه!
ورقة 3
وقف المسئول الكبير في ندوه عامه للجمهور (الأكثر وعيا) !!
واخرج من جيبه دواء مزوراً وحكي للجمهور (الأكثر وعيا) انه عندما أسعف إلى المستشفى العام وجده سيئاً ووجد الدواء الذي أعطي له مزوراً وكاد أن يهلك مثل كل البسطاء الذين يسعفون إلى المستشفيات لولا تدارك الأمر من المقربين وخوفهم لأنه مسئول فتم إنقاذه في اللحظة الأخيرة .. وضحك من سؤ الحال ومن كارثة الدواء المزور الذي يملأ البلد وشاركه الجمهور الأكثر وعيا بالضحك والتصفيق الوطني؟!
وهكذا ستبقى الأمور سيئة مادام الجميع يواجه حالة الفساد بالضحك والتصفيق "الوطني"؟!
ورقة 4
من قصيدة الشاعر "محمود درويش- أنا يوسف يا أبي"
أنا يوسف يا أبي
يا أبي إخوتي لا يحبونني
لا يريدونني بينهم يا أبي
يعتدون علي ويرمونني بالحصى والكلام
يريدونني أن أموت لكي يمدحوني
وهم أوصدوا باب بيتك دوني
وهم طردوني من الحقل
هم سمموا عنبي يا أبي
وهم حطموا لعبي يا أبي
حين مر النسيم ولاعب شعري
غاروا وثأروا علي وثاروا عليك
فماذا صنعت لهم يا أبي ؟
الفراشات حطت على كتفي
ومالت علي السنابل
والطير حطت على راحتي
فماذا فعلت يا أبي
ولماذا أنا؟!
أنت سميتني يوسفا
وهموا وقعوني في الجب واتهموا الذئب
والذئب ارحم من إخوتي..
أبي هل جنيت على احد عندما قلت إني
رأيت احد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين؟!