بقلم/ منال الكندي -
قال الله تعالى: " ألم تر كيف فعل ربك بعاد (6) إرم ذات العماد (7) التي لم يخلق مثلها في البلاد (8) وثمود الذين جابوا الصخر بالواد (9) وفرعون ذي الأوتاد (10) الذين طغوا في البلاد (11) فأكثروا فيها الفساد (12) فصب عليهم ربك سوط عذاب (13) إن ربك لبالمرصاد (14)" صدق الله العظيم الفجر.
بالرغم من أننا ما نزال نستذكر قصص عاد وثمود وفرعون وغيرهم من الطغاة كمثال لقدرة الله تعالى على أخذ الظالمين، إلا أنه بين ظهرانينا مَنْ أن يكون على شيء مما كانوا عليه! هذه البداية لتذكير الظالمين، إن نفعت الذكرى، وهي مدخل لطرح قضية هجوم مسلح واحتلال منزل ليست في فلسطين وإن كان صاحب القضية فلسطيني، وكأنه مكتوب على الفلسطينيين احتلالهم وطردهم من بيوتهم حتى في بلاد غربتهم وتشردهم.
فالمحتل ليس العدو الصهيوني بل يمني، وشيخ من مشايخ أحد القبائل اليمنية، ومحسوب على الثورة اليمنية، ثورة فبراير 2011 التي أطاحت بالفساد حسب الشعار الذي رُفع، ليقوم هو بفساد أكبر منه وفي وقت الساحات فيه مشتعلة، وذلك بهجوم رجاله واحتلالهم وتهديديهم بقوة السلاح بيت الأستاذ والباحث الفلسطيني/ مصطفى إنشاصي يوم 30/3/02011، وقد تم كسر الأبواب والجدار والهجوم على غرف النوم وترويع النساء والأطفال في الساعة الثانية بعد منتصف الليل في ذلك اليوم.
ورغم كل البلاغات المقدمة من الأخ/ مصطفى إنشاصي التي تتثبت حالة الاعتداء واعتداءات وتهجمات أخرى بعدها، إلا أن الجهات المسئولة والمعنية لم تقم بواجبها الوطني في حفظ الأمن وسلامة المواطنين! ومازال الشيخ مزهو بفساده وجبروته ومنتشيا بمرض حب التملك.
ورغم أن كل البلاغات المقدمة من الأخ/ مصطفى، قد استغل الشيخ الانفلات الأمني في البلاد وغياب العدالة، للهجوم على منزل الأخ الفلسطيني وقبلها هاجم منازل أخرى غادرها سكانها بعد تسلمهم تعويض قبل أن يفككها أحد سكان القرية الفلسطينية من اليمنيين الذي اشترى الأبنية لينتفع بمكوناتها، علما أن اليمن بلاد الحكمة والإيمان ليست من شيم وأخلاق مشايخها ولا أهلها إلا حسن الضيافة. لذلك ما قام به الشيخ ورجاله ليس من أخلاقنا ويُعتبر إيذانا بفساد جديد بعد الثورة التي كان شعارها لا للفساد، لا للحكم القبلي.
الأخ الفلسطيني لم يترك بابا إلى طرقه ولا طريقا يأمل منه الخير إلا وسلكه، محاولا وقف اعتداء ذلك الشيخ والدفاع عن حقه، وعلى الرغم من شدة معاناته من أذى ذلك الشيخ وعدم استجابة أحد من مشايخ وأهل اليمن والجهات المسئولة له، إلا أنه يتخلق بأخلاق الإسلام وتأبى نفسه عليه ومروءته أن يسيء لأهل اليمن ولحسن ضيافتهم! لذلك أتوجه إلى كل اليمنيين بهذه الأسئلة والرسائل:
* الرسالة الأولى: أوجهها لسيادة لرئيس الجمهورية اليمنية عبد ربه منصور الذي رفع إليه الأخ مصطفى إنشاصي إليه مذكرة من شهور يطلب فيها وقف اعتداءات الشيخ نصر الشاهري عليه ولم يتلقى رداً! تُحارب الفوضى في البلاد وهي على مقربة منك بضع فراسخ، يقوم به الشيخ الشاهري، ورجاله، بمحاولة إرهاب وتهديد وترويع أسرة الأخ مصطفى بقوة السلاح لإخراجه من بيوته ويصرخون بوجههم (سنرحلكم يا فلسطينيين من أرضنا وبيوتنا بالصميل)؟؟!! فما أنت فاعل؟
*الرسالة الثانية لمشايخ اليمن وقبائلها: أين شهامتكم ومروءتكم التي كانت مضرب الأمثال، ومازال الجميع يقف لها احتراما وتقديرا من نصرة أخ فلسطيني في بلدنا من ظلم الشيخ نصر الشاهري الذي أساء لكم ولسمعة اليمن؟!.
*الرسالة الثالثة لرجال الأمن: تم رفع محاضر وتبليغات لسيادتكم ولم تحركوا ساكنا بحجة البلاد في فوضى، وليس من السهل إخراجهم بالقوة! إذا لم تستطيعوا أنتم حفظ الأمن وسلامة العباد على حياتهم من يقوم بذلك؟؟!! وهل مازالت البلاد في فوضى حتى لا تستجيبوا لبلاغ الأخ إنشاصي بتاريخ 17/10/2012 بعد أن أضعتم في القسم أمر النيابة بتسليمه منزله المحتل وتتركوه يواجه الشيخ الشاهري وحده؟!!
*الرسالة الرابعة لشباب الثورة وحكومة ما بعد الثورة: خرجتم للساحات رافعين شعارات لا للقبلية، لا للفساد ومازالت تلك الشعارات مرفوعة على لوحات كبيره بكل مكان، ولكن هل هي فقط شعارات لا تطبق؟! أم إنها تحتاج ثوره جديدة من أجل تطبيقها وإزالة الفساد المستشري والفوضى والبلاطجة الذين يحتلون البيوت ويهددون بخطف أولاد الباحث وحرق قلبه، علما بأن الشيخ يزعم أنه من أهم الداعمين للثورة؟ هل قامت ثورة من أجل إطاحة فساد واستبداله بفساد أخر؟!!
*الرسالة الخامسة للشعب اليمني: عٌرف عنكم أنكم أهل المدد والنصرة والخير والكرم وحسن الضيافة، وحفظ الأمانات والضيف بينكم يملك حق عليكم فما أنتم فاعلون؟!!
*الرسالة الأخيرة أوجهها للشيخ نصر الشاهري ورجاله: تهاجم العباد في بيوتهم ويهدد رجالك بحرق قلوبهم وخطف أولادهم، وتظن في نفسك القوة والقوي هو الله وحده لا شريك له، اعلم أنه لكل ظالم نهاية، ولا يعلم الإنسان كيف تكون نهايته، وأنك لن تحمل إلى قبرك تلك الأراضي والبيوت ولن تحشرها مع سلاحك ورجالك ليحموها، فتدبر يوم تقف وحيداً فرداً تثقلك جرائمك وذنوبك أمام المنتقم الجبار.
قال تعالى( وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غمرات الْمَوْتِ والملائكة باسطو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ .. صدق الله العظيم