لحج نيوز/غزة -
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ولليوم الثامن على التوالي عدوانها على قطاع غزة برا وبحرا وجوا مستهدفة الإنسان قبل الجماد .
وأفادت مصادر فلسطينية اليوم في غزة أن حصيلة العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة بلغت 140 شهيداً وأكثر من 1100جريح أكثرهم من الأطفال والنساء والشيوخ.

وأوضحت المصادر أن طائرة استطلاع استهدفت اليوم الأربعاء مجموعة من المواطنين الفلسطينيين في بيارة شرق جباليا شمال قطاع غزة أسفر عن استشهاد مصطفى عوض أبو حميدان ( 23 عاما ) وإصابة أربعة آخرين.

وأشارت إلى أن مواطنين فلسطينيين على الأقل أصيبا في قصف مدفعي إسرائيلي على مناطق مأهولة شرق بلدتي بيت لاهيا وجباليا شمال قطاع غزة .

كما كثفت قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ ساعات الفجر الأولى العدوان على القطاع من خلال غاراتها على الشريط الحدودي في مدينة رفح .

وأوضحت المصادر أن طائرات الاحتلال قصفت محيط بوابة صلاح الدين ومناطق الأنفاق الحدودية بأكثر من ثلاثين صاروخا وألحقت أضرارا بالغة بالمنازل المحيطة بالمناطق المقصوفة ، ولم يعلن عن وقوع إصابات .

وزادت من غاراتها الجوية على مختلف مناطق قطاع غزة ، مستهدفةً منازل سكنية وجسوراً ومؤسسات حكومية في القطاع .

وفي أحدث غارة عدوانية دمرت طائرات الإف 16 صباح اليوم منزل محمد الشافعي في مخيم البريج وسط قطاع غزة ، بشكل تام عقب قصفه بصاروخ واحد .

كما دمرت الطائرات الحربية منزل محمد الحديدي في مخيم النصيرات وسط القطاع إضافة إلى تدمير جسر واد غزة الذي يربط مدينة غزة بالمحافظة الوسط على الطريق الساحلي بشكل كامل والجسر القديم في منطقة المغراقة الذي يستخدم للمشاة في المنطقة.

كم استهدفت الطائرات مجمع أبو خضرة الحكومي بأكثر من سبعة صواريخ متتالية مما أدى إلى تدمير عدد من المباني داخل المجمع .

فيما استهدفت الزوارق البحرية الإسرائيلية بنيران أسلحتها منطقة الشيخ عجلين ملحقة الضرر في بعض المنشاءات الواقعة على ساحل البحر .

وقصفت قوات الاحتلال المتمركزة على الحدود مع شمال قطاع غزة المناطق الحدودية بعشرات القذائف المدفعية محدثة الرعب في صفوف المواطنين الفلسطينيين .

وفى المقابل اصيب 17 اسرائيلياً في انفجار وقع اليوم الاربعاء، في حافلة عامة وسط مدينة تل ابيب، في اليوم الثامن للعدوان الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة والذي اسفر عن استشهاد اكثر من 130 فلسطينياً واكثر من 900 جريح .

وقال اوفير جندلمان المتحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو " انفجرت قنبلة في حافلة بوسط تل ابيب .. كان هجوماً إرهابياً .. معظم المصابين أصيبوا بجروح طفيفة " .

وعرض التلفزيون الاسرائيلي صوراً لحافلة يملؤها الدخان ونوافذها مهشمة في مدينة تل ابيب

وكانت آخر مرة تشهد فيها تل أبيب هجوما بقنبلة في ابريل عام 2006م، حين قتل فدائي فلسطيني 11 أسرائيلياً عند كشك لبيع الشطائر قرب محطة الحافلات المركزية القديمة بالمدينة .

سياسيا بحث الرئيس محمود عباس وامين عام الامم المتحدة بان كي مون الذي وصل الى رام الله اليوم الاربعاء الوضع في غزة وسبل وقف اطلاق النار.

وقال عباس في مؤتمر صحفي مشترك مع كي مون "ان المطلوب الآن من الجميع هو الاستمرار في بذل الجهود لتنفيذ التهدئة ووقف اطلاق النار"، مشيرا الى ضرورة بذل المنظمة الدولية نفوذها مع الجهات المعنية لضمان وقف اطلاق النار.

واشار عباس الى انه كان على اتصال مع جميع الفصائل الفلسطينية بما فيها حماس والجهاد في غزة والضفة والقاهرة وذلك من اجل احتواء الموقف والتوصل الى تهدئة شاملة ودائمة.

من جهته اكد كي مون ان الامم المتحدة تبذل اقصى جهودها من اجل وقف اعمال العنف بين الجانبين, مؤكدا ان العنف لا يولد الا العنف وان على الطرفين تحييد المدنيين العزل والالتزام باتفاق هدنة من اجل تجنيب المنطقة أي حروب.

وفى سياق متصل استقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مقر الرئاسة بمدينة رام الله اليوم الأربعاء، وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي ستتوجه لاحقا الى القاهرة للقاء الرئيس المصري محمد مرسي.

وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات إن كلينتون ابلغت الرئيس عباس أن الإدارة الأميركية تبذل كل جهد ممكن لتحقيق وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة.

وقال عريقات "إن الرئيس عباس أكد خلال اللقاء أن كل فصائل العمل السياسي، بما فيها حماس والجهاد، تسعى لتثبيت تهدئة شاملة ومتبادلة تضمن أن تكف إسرائيل عن الاغتيالات".

واشار عريقات الى أن "الجهد الكبير الذي يبذل الآن يركز على سرعة الوصول الى وقف لإطلاق النار، وأن مصر هي بوابة التهدئة وهذا ما كانت عليه على الدوام".

واكد عباس خلال مباحثاته مع كلينتون "أن غزة تواجه كارثة إنسانية محققة ومجزرة إنسانية، لذلك يجب وقف ذلك فورا"، مشيرا الى "أن عدد الشهداء بلغ 139 وهناك أكثر من 1100 جريح وعائلات بكاملها تدمر وتدفن تحت الأنقاض".

وقال عريقات ردا على اسئلة الصحفيين، "نحن اليوم لا نتحدث كحماس أو فتح، بل كفلسطينيين ومسؤوليتنا هي وقف المجزرة التي يواجهها أبناء شعبنا في قطاع غزة، وهذه هي الحقيقة"، مشيرا الى اننا أبناء شعب واحد نختلف أو نتفق، ولكن المصالحة ستكون من أهم الأمور التي سنقوم بها.

وحمّل عريقات الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن عدم توقيع اتفاق التهدئة، "لأن اسرائيل إذا أرادت أن توقف عدوانها تستطيع أن تفعل ذلك من خلال وقف شامل بضمانة مصرية، موضحا أن إسرائيل تمارس الابتزاز من خلال التلويح بالهجوم البري وعليها أن تغير هذه المواقف وتكف عن الابتزاز وتقبل بما قدمه الطرف المصري من وقف فوري لإطلاق النار بشكل متبادل وشامل، وبما يضمن وقف إسرائيل لاغتيالاتها".

من جانب آخر قال عباس ردا على طلب كلينتون بتأجيل التوجه الفلسطيني الى الامم المتحدة "ان قرارنا اتخذ، ونحن لا نسعى للمواجهة مع أميركا ولا مع أية دولة، ولكن نمارس حقنا في وضع فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية في مكانها بين الدول والخارطة الجغرافية، وهذا سيتم في 29 من الشهر الجاري".