بقلم/ معاذ القرشي -
<،، رحمة الله تغشاك أستاذي الفاضل من أخذ بيدي كما يفعل دوماً مع الضعفاء والمساكين ممن انقطعت بهم السبل وهم الآن يحزنون حقاً عليك لأنك كنت دوماً مخلصاً ووفياً من أجلهم قائلاً وهي العبارة: التي لا تفارقك «أنا لا أغصب من أجلي أنا أغضب من أجل زملائي».
هكذا هو محمد العصار رحمه الله الذي تعرفت عليه منذ خمس سنوات فوجدته رجلاً يحمل هم وطن في قلبه رجل قوي الإرادة شجاع، لكن مع هذه الإرادة والشجاعة له قلب طفل فهو حنون وعاطفي إلى درجة الإفراط في ذلك.
نعم هو من قيادات المؤتمر لكنه يحمل مفاهيم ومبادئ تقدمية خاصة في فكر اليسار لا تملك حينها إلا أن تقول أنه اشتراكي، بل ماركسي عربي عظيم ولا يسعني الآن إلا أن أقول أن رحيل محمد العصار هو رحيل لآخر اشتراكي في المؤتمر.
حتى عندما يخاصم يخاصم برقي وعادة يعود ويصفح وكأنه لم يحدث شيء، كان دائماً يقول: »يا معاذ نحن غير نحن لنا أخلاقنا وأدبياتنا ثم يردف وكأنه يقصد نفسه وإنا نحن اليسار العربي العظيم«.
لذلك لم أستغرب وهو يحدثني عن راسبوتين وعن ماركس وعن لينين وعن عبدالرحمن بدوي وكذلك عن رفاقه اليسار في المملكة من عمل معهم سنوات يتحدث عن الأدب والروايات العالمية مثل رواية الشيخ والبحر ويضحك في موقف آخر من أعماق قلبه وهو يصف بوش الابن بأنه أغبى رؤساء أمريكا، بل أنه يقصد بوش الابن بدد ثروة أبيه.
لا تمل حديثه وهو يحدثك عن ابن السودان حسن محجوب ونزقه الدائم بسبب السكر ومواقفه المضحكة.. لم أسمع شخصية مؤتمرية تنتقد المؤتمر بالجرأة التي كان يفعلها محمد العصار «رحمه الله» لأنه كان مع انتمائه ليس عبداً للحزب أو التنظيم لهذا عادة استفادة الأحزاب منه ومن أفكاره أكثر مما استفاد هو منها..
يمكن أن نقول بأنه لوحده حزب له تصوره لمختلف المواضيع لهذا لم يكن خانعاً ذليلاً تحت تأثير الإنضباط الحزبي.
كان أول المطالبين بنشر بيان عزاء في موت البيضاني الرئيس اليمني الأسبق قائلاً: «رغم كل شيء ومع اختلافنا مع الرجل في كثير من القضايا لكن لابد أنا ينال هذا الرجل حقه من وفاء أبناء شعبه».
كل ما ذكرت سابقاً هو فقط مرور بساحل شخصية محمد العصار العظيمة وسيكون لنا وقفات أخرى ودعونا نجهز لوداع يليق بفارس امتطى صهوة الكلمة باكراً ورحم الله محمد العصار وأسكنه فسيح جناته.. إنا لله وإنا إليه راجعون..