بقلم /عادل عبدالإله العصار -
قد أكون واحدا من مئات الآلاف الذين أمنوا بان صنعاء كانت وما تزال حلم القادمين ومحطة المسافرين وغايتهم التي لابد منها مهما طالت المسافات لكنني ككل الذين اختاروا ان تظل صنعاء وجهتهم ومحطتهم التي تتوقف فيها الخطى وفي أحضانها تتجسد تفاسير الأحلام ، رسمت لصنعاء لوحات لا نهائية الخيال والألوان ومن حكاياتها وأساطيرها نقشت على جدران ذاكرتي وذكرياتي أسطورة لا تنتهي تفاصيلها ولا تبلى معانيها .. ولان صنعاء كانت وستظل مفعمة بألقها القديم الجديد وسحرها الذي يأسر زائريها ومريديها سكنتني وسكنتها ومن كتابها المليء بالتفاصيل جمعت الجميل والفريد والطريف والعجيب من الحكايات التي تتقاسمها المناطق والأحياء والحواري والأزقة المتخمة بعبق التاريخ ..
ولأن لكل مكان في صنعاء سحره وحكايته الخاصة به استوطنت ذاكرتي الكثير من الحكايات التي كان عليّ في البداية قراءتها وسماعها من شفاه رفقاء السفر قبل دخولي إلى صنعاء وتحديدا في منطقة سواد حزيز وهي الحكاية التي ظلت منقوشة في تضاريس المكان وتفاصيل الحياة التي أعلنت طلقت الثورة الأولى ولادتها والتبشير بمجيء عصر جديد من الحرية والنور والكرامة.
لا أخفي إنني قرأت حكاية سواد حزيز بعدد مرات السفر لكن شيئا فيها لم يتغير فالمكان ظل المكان والتفاصيل ظلت التفاصيل وظل الجديد فيها أن لا جديد ..
قبل عدة سنوات فوجئت بأن سواد حزيز أصبح أكثر إشراقا وأكثر بهاء وعندها أدركت أن حكاية جديدة بدأت تفاصيلها تملأ المكان وتؤكد أن حلم من كتبوا الحكاية الأولى لم يمت وأن حكايتهم أصبحت عنوان حكايتنا الجديدة التي يحرص قائد الحرس الجمهوري العميد الركن أحمد علي عبدالله صالح على كتابتها اليوم وفاء لكل الذين يبذلون دمائهم وأرواحهم من أجل عزة ورفعة هذا الوطن وهو الحرص الذي لا نملك إلا أن نقف لصاحبه إجلالا وإكبارا وأمام مستشفى 48 تنحني الأرقام ويتلاشى الزيف وتصمت الأبواق والأصوات النشاز.
[email protected]