لحج نيوز/بقلم:محمد الملاحي -
يحلم الكثير من اليمنيين بالتغيير ويتمنونه باعتبار أن التغيير سنة الله في الكون وهذا شيء لا يجادل فيه إلى مكابر ذلك أن الحياة قائمة على عدم الرتابة وعلى الطور الذي يحدث بصورة آلية لكل مظاهر الحياة ولا يمكن أن يدعي أحد من الناس أن حياته هي نفس حياة والده وليست نفس حياة إبنه لأن لكل زمان دولة ورجال .
هذه الجزئية التي لا جدال فيها حصل لها انكسار لا مثيل له في الوقت الحاضر ففي الوقت الذي كان الشعب اليمني ينتظر التغيير على أحر من الجمر بعد أن تم دغدغة مشاعره في أول الأمر إذا به يصدم بأن التغيير المنشود قد تحول إلى كابوس بكل معنى الكلمة من خلال ما حصل أمامه من عودة إلى القرون الوسطى وإلى شريعة الغاب وقد قاد هذا التغيير للخلف أولاد الأحمر الذي لا زالوا يعيشون على عقلية أجدادهم الأول وهذا جليا وواضحا من خلال ما حصل ويحصل الآن في الحصبة وفي غيرها من الأماكن التي يوجد فيها هذه الشرذمة من البشر فالشخص السوي الذي يمشي هذه الأيام في الحصبة ومنطقة علي محسن الأحمر يصاب بالذهول من درجة التخلف الذي يشاهده الذي من أشد مظاهره وجود أكوام من الشوالات المملوءة بالتراب في شوارع الحصبة وحول منازل آل الأحمر وهذه المناظر لتدل دلالة واضحة على عمق التخلف الذي لا زال يعشعش في أذهانهم .
لقد اعتاد الناس على مشاهدة أحواض زهور جميلة بجوار الفلل الضخمة وهذه الأحواض تدل على رقة مشاعر الناس ونبل أحاسيسهم ولكن هؤلاء البشر استعاضوا عن أحواض الزهور بمتاريس الموت الذي يفوح منها بمجرد مشاهدتها وشتان بين حوض الزهور وبين متراس مملوء بأناس لا يفقهون سوى لغة الرصاص وهم بعيدين كل البعد عن الحضارة الحديثة والإنسانية التي دعا إليها الإسلام وحث عليها .
لقد حلم البعض بأن يحصل نقلة نوعية للأمام وإذا بهم يصدمون بنقلة هائلة للخلف فبدلا من الحكم المدني المبني على الانتخابات والإرادة الحرة إذا بهم يفاجئوا بما لم يكن بحسبانهم وإذا بالمتاريس تحتل الشوارع وبأسوأ طريقة من خلال شوالات تصيب المشاهد بالغثيان وتدل على عقلية مملوءة بالجهل والتخلف وإن كان صاحبها يتكلم بلغات عدة ذلك أن التصرفات تفضح صاحبها وتظهر شخصيته الحقيقية بعيدا عن الزيف وأدوات التجميل التي تخفي العيوب القبيحة التي يحاول فيها صاحبها أن يخفيها ولكن تصرفاته تفضحه على مرأى ومشهد من الجميع.
لقد اغتالت تلك الشوالات حلم الشباب الذين هم أكثر الناس شعورا بالصدمة فهذه الشوالات أفقدتهم الأمل وقضت على أحلامهم الوردية التي كانوا يحلمون بها وشعروا انهم ضربوا في مقتل وتحولت أحلامهم إلى كابوس مملوء بالشوالات الأحمرية التي تنتشر أينما اتجه الشباب وكأنها عملية مقصودة للقضاء على ما تبقى لدى الشباب من أمل ولم يعد بيدهم من حيله سوى أنيقولوا لا حول ولا قوة إلى بالله العلي العظيم.